“التركيبة” هو عنوان اختارتة لسلسلة مقالات وخواطر هتكون مكتوبة بالعامية ،باللهجة اللى بنتكلم بيها فى حياتنا العادية عشان المعنى يوصل والأسلوب يكون سهل وسلس وبسيط على المتلقى، هتكلم معاكم عن النفس البشرية هنغوص مع بعض فى ابعادها عشان نعرف كل الأسرار والخبايا، ازاى نتقبل أوضاع معينه وازاى نخرج عن العادى والمألوف؟، المهم انكم بعد ما تقرأوا المقالات دى تخرجوا للحياة زى طفل مولود من جديد؛ معاكم كل المخاوف زي ما معاكم كل الفرص؛ تتعرفوا علي نفسكم وعلي الناس وكأنكم بتشوفوهم لأول مرة؛ تختاروا اختيارات جديدة وتمشوا في سكك مختلفة.
ملحوظة : نسيت أقولكم حاجه مهمه أوى، وانا بكتب المقالات دى كان عندى عدة مراجع كده، شوية كتب لدكتور محمد طه ودكتور كيرلس بهجت و يسرى الفخرانى واحمد خالد توفيق، عشان بس ماحدش يقول عليا سارق أفكار.
(التركيبة _2)
وضوحك وشفافيتك مع الناس مش ميزة ولاجايزة تستاهل عليها الدكتوراة الفخرية ،ومش من مصلحتك انك تبقى كتاب مفتوح لكل الناس ،بالعكس ممكن يكون وضوحوك ده أكبر نقطة ضعف ليك وممكن كمان يتم استخدام النقطة دى ضدك، مش حلو ان ردود أفعالك تكون محفوظة أو متوقعة، مش حلو انك تكون مكشوف أوى لكل الناس ده حتى الأغنية اللى بنرددها كتير بنمل منها بمرور الوقت ، كون انك اصبحت شفاف زى فاترينة العرض ده بيخلى الناس “عارفة أخرك”، نصيحة العلاقات مع الناس يلزمها شوية غموض لازم يكون عندك أسرار تحتفظ بيها لنفسك وماحدش يعرفها غيرك ،لازم رد فعلك ما يكونش متوقع، ماتكونش شبة الأغنية المكرره ماينفعش تكون مُتاح طول الوقت عشان ماتفقدش بريقك ولمعانك،عشان كمان يكون فيه أوراق فى ايدك تقدر تدافع بيها عن نفسك وقت اللزوم.
فى مرحله فى حياتك هتبتدى تكتشف فيها حاجات كتير و تشوف حاجات ماكنتش شايفها اودامك ،هتدمر العادات والتقاليد والروتين ،كل المشاعر الكدابة اللي كان مُبالغ فيها هتبدأ تحس انها بقت تقيله عليك ،كل الأقنعه المُزيفه هتقع زى ورق الشجر اللى دبل واصفر وقت الخريف ،كل أصحاب المصالح واللمه الكدابه هيتبخروا من حواليك، وكل اللي كنت فاكرهم سند هيخذلولك ،هتحس انك بقيت وحيد وكأن الكون كله فجأه كده اتأمر عليك ،المرحله دي هتخرج منها خسران كتير بس صدقنى هتكسب نفسك، هتكسب إنسان جديد بشخصيه جديدة ،إنسان ناضج..عاقل..تقيل، قراراته كلها محسوبه مُش سهل يقرب من حد ولا حد يقرب منه ،مش أى حد بعد كده هينول ثقتك ولا هتحكى اسرارك لكل من هب ودب ،من الأخر هتكون واحد مش من السهل ينضحك عليه تانى و خداعه هيكون مستحيل ،توابع الهزات اللي بتحصل لنا في حياتنا دايماً حلوة وبتفوق، بتخلينا نشوف كل حاجه علي حقيقتها وبتشيل الغشاوة من علي عنينا و تورينا كل التفاصيل ،التفاصيل اللي تجاهلناها كتير بمحض ارادتنا وبتحيز اعمي مننا لبعض الاشخاص والمواقف .