Image title
صورة ألتقطت لقصر سلمى

"كما هو معروف هنالك العديد من القصور الجميلة الخالية من البشر والتي أصبحت مسكونة وهانحن بدورنا سندخل لهذا القصر الخاوي الذي لايتجرأ أي أحد على أن يبني منزله بالقرب منه و ظل مهجورا منذ 80 سنة  وسُمي بـمقبرة سـلمى"

جملة قالها أبي عمر لجماعته والمكونة من 4 رجال لاستكشاف ماذا حصل فعلياً لسـلمى ! 

أرجوا الاستماع إلى المقطوعة  مع القراءة :  Arabian Music - Full Moon Night

فصل 1 / 13 : الـمزرعـة

حسنا في الواقع إن سلـمى هي وحيدة أمها وأبيهاوكان أبيها عبدالنور يعمل في مجال الخضار ولديهم خلف هذا القصر مزرعة جميلة وكبيرة. يوجد فيها قرابة 120 نخلة و33 شجرة ولكن للأسف الآن أصبحت مجرد أرض ميته لاتوجد فيها ولاحتى شجرة واحدة فمنذ وفاة عبدالنور أصبحت هذه المزرعة تربة سوداء لايوجد فيها أي شيء تقريباً كما ترونها أمامكم أما القصر يتكون من 8  غرف , 6 منها في الأسفل واثنتين في العلية. عبدالنور كان رجلاً  كهلاً هرماً ولايخرج من مزرعته بالمقابل زوجته كانت تقطن في آخر حياتها في غرفة المعيشة بالأسفل وماتوا كلهم ودفنوا في مقبرة المدينة ولكن سلمى لم تدفن أبداً في المقبرة إن سلمى "23سنة" كانت تسكن وحدها في العلية ولم يعرفوا عنها أهل المدينة شيئاً سوى أنها ابنة التاجر عبدالنور ولم يكن سبب شهرتها كل ذلك بل كانت الحادثة الأشهر لها في عام 1927 عندما ذهبت فجراً للمسجد لتصلي بجانب الإمام وعيناها مليئة بالدموع والصراخ والكحل الأسود فمسكتها السلطات ولقبت  يومها " الفجرية ذات الكحل الأسود" ويُقال أنها سميت الفجرية نسبةً لفجورها وصراخها كل ليل  فلقد وآخرون يكذبون كل هذا ويقولون سُميت بالفجرية لصلاتها بمسجد الشيخ علي في كل فجرياته. 

قال المؤرخ أبي عمر لرفاقه إننا سنصلي المغرب في المزرعة وبعد صلاة المغرب سنقرأ معوذاتنا وندخل هذا القصر ولن نخرج إلا نعرف ماذا حصل لسلمى ؟؟ 

في الساعة 6:01 المغرب وعند انتهائهم من الصلاة جلسوا قليلا ليشربو القهوة العربية تحت الشفق الأحمر  والليل العاتم والنجوم والبدر "القمر" الذي بدا لونه يميل للصفار  قليلاً. قال أحد رفاق أبي عمر وهم في الفرشة يارفاق انظروا للقمر  ألاتستشعروا بأنه كما ولو أنه بدأ يكلمنا ويحذرنا من الدخول ؟ فقال أبي عمر إن لم ترد الدخول فلابأس , إذهب ! 

فقال أنا ذاهب فلقد أصبح الأمر مخيفاً وأرجوا أن تعذروني . وغادر ولم يبقى إلا أبي عمر وأبي تمام والمتبني فقال المتبني "إنني لاأشعر خيراً حتى أنا والآن ياأبي عمر أصبح الوضع حقيقي أشد  من أي مرة" فقال أبي عمر وهو يصب قدحاً من القهوة للمتبني "ماذا الآن هل أصبحت خائفاً أنت الآن !؟ " فقال المـتنبي "ليست المسألة كذلك .." وصمت قليلاً "إنني أرى فقط أنه ليس اليوم المناسب للدخول " فقال له أبي تمام "وأنا أوافقك" "إننا متأسفون ياأبي عمر ولكن انظر إلى القصر اللعين الذي أمامك إنه لمجرد النظر له يثير الرعب في قلبي" ولقد جئنا اليوم في وقت متأخر جداً إذا كنا نريد دخوله يجب أن يكون في أوقات الصباح فقال أبي عمر "حسناً إذا كنتم ترون ذلك فلكم هذا " وأخذو فرشتهم معهم وحافظة القهوة وعندما خرجوا وجدوا في الشارع 4 سيارات فقال أبي تمام مذعورا " انظرواا!!!! انظروااا!!!!!!!!!!!!! أليست هذه سيارة أبي عثمان ؟ ألم يذهب قبل نصف ساعة ؟  أين هو !!!!!!؟ " وإذا بصرخات عارمة سمعوها داخل القصر ليدخلوها مفزوعين !! 

فـي عام 1928 دخل إمـام المسجد الشيخ علي في القصر ليقرأ على "المجـنونة التي تصلي كل فجر بجانب الرجال" وتقول " الكثير من الهراء  والكلام المجنون حسب كلامه" يقول الشيخ علي المتزوج من 3 نساء في كتابه " النـساء والسحر" أخبر عن إمرأة ساحرة تشتهر في الصباح برعي الغنم والبقر في الصباح وتتجمل في المساء وتضع الكثير من الكحل لتظهر سحر جمال عيناها لتجعل كل من يرى عيناها من الرجال يغرق في حبها ..ويـذوب في جمـالها وفي عيناها لتعطيهم مايريدونه منها وتاخذ بالمقابل ماتريده هي "حـياتهم" ففي الليل تقتلع عينيهم!!! إن البعض يرجح فكرة أن من يتكلم عنها هي سـلمى ولكنه البعض يقول إنه من المستحيل لأن من قرأ الكتاب للآخير سيجد أن هذه المرأة الساحرة هي من حضارة فرعون وتعيش في مصر ويقول آخرون أن المرأة التي قصدها الشيخ هي زرقاء اليمامة وبعيداً عن كل هذا فقد نُشر كتاب الشيخ قبل وفاته بـ6 أشـهـر وعندما دخل إلى القصر لأجل فقط "أبي سلمـى" الذي ظل يترجـاه بأن يقرأ المعوذات على ابنته وعندما دخل الشيخ علي إلى غرفة الصالة والتي يوجد بها كنبات بنية أرضية وفراش أرضي تجلس عليه سلمى وبجانبها أمها تضع عليها كمامات مياه حارة فزع قلبه وخرج من محله من هول مـارأى !! لقد ذُعر كما ذعرو أصحاب أبي عثمان عندما دخلوا عليه (وكانت الكنبات الأرضية مليئة بالغبرة وخيوط العناكب والدواليب الخشبية متكسرة ومنهارة ) ولقد كان أبي عثمان جالساً في الفراش الأرضي كما كانت جالسة سلمى متصبباً من العرق كما هي كانت متصصبة ورأى رفاقه كما رأت سلمى الشيخ وعينا سلمى وقتها كانت شديدة الحمار وعندما تبكي فهي تبكي دماً وأبي عثمان كانت عيناه نفسها وفي زمن مختلف والمكان نفسه قالت سلمى وقال أبي عثمان "إنــي لاأرى شيئاً". لقد أخذ المتبني يد أبي عثمان وقال ابن عثمان وهو يصرخ صراخاً صراخاً يكاد يتقطع قلبه منه ويبكي دماً " من أنت!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! من أنت!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ابتعد عني ....أرجوك" ووضعها بوجهه قال له " لاتقلق هذا أنا , هذا نحن" وقال أبي عمر وعيناه كلها مغمورة بالحزن وقلبه منكسر "يــا  إلهي... ماذا حدث لك يابأ العثمان ؟لماذا لم يعرفنا حتى الآن؟" فقال المـتبني "إنه لايرانا ولايسمعنا لذلك لايعرفنا" فقال أبي عمر " وكيف عرفت ؟" فقال المتبني " اشعر ....... وكأنني كنت هنا في السابق"  ارتعش أبي تمام وترك الصالة وذهب مذعوراً إلى الباب الداخلي ليركب سيارته فسمع أبي عمر ورفاقه في الصالة طلقة رصاص آتيه قريبه من باب المدخل الداخلي وإذا بهم يجدون أبي تمام غارقاً في دمه كما غرق الشيخ علي ليلتها ومات في المكان نفسه! إنه من المفارقات العجيبة بتلك الليلتين بأن القمر أصبح بدراً وكأن الماضي قرر أن يعيد نفسه. 

في الفصل القادم 2 \ 13 : الــقـصر