فشل بعض علاقات الحب بعد الزواج ، يتحير الكثير من الشباب خاصة انه يكون في علاقة مع شريكه فيرى كل شيئ جميل من مظهر الشريك او طريقة كلامه او تفكيره و مما يزيد الامر تشويقا يجدون بينهم توافق فمثلا تجد احدهم يحب فصل الصيف و الاخر يحب الشتاء فيخيل لهم انهما كنصفان التقيا ليكملا بينهم الفراغ الذي في جوفهم فيزدادان تعلقا فيما بينهم و مع مرور الوقت يصادفان بعض المشاكل و المعوقات فيستطيعان التغلب عليها فيتبادر الى ذهن كل واحد منهما انه هذا هو شريك العمر و الذي يتوجب ان يكملا معه حياتهم.
الى هنا كل شيئ جيد ورائع و الحياة وردية اللون و سنعيش في رغد و هناء .
لماذا الاختلاف بعد الزواج و ما الذي تغير الم نكن بخير الامس ، الم نكن افضل شريكين و حبيبين و عشيقين ، الم نقل انه لن يفرقنا سوى الموت ،اين هي مشاريعنا المستقبلية و طموحاتنا ان ننعم في الحياة الزوجية. سارجع بك عزيزي القارئ الى الخلف بكثير .
سنسمي طرفي الموضوع ، ما رايك ب امين و سارة ، سنتفق حتما على الاسمين . و الان لنرجع لامين
امين شاب من طبقة متوسطة يبلغ من العمر 31 سنة انهى دراسته الجامعية و تحصل على شهادة الماستر ، و توظف في احدى الشركات بدخل يضمن له كريم العيش ، يقطن مع ابويه و له شقيقة صغيرة . ابوه متقاعد و امه ماكثة بالبيت .
اما سارة شابة جميلة في 25 من عمرها انهت الدراسة الثانوية ولم تلتحق بالجامعة لاسباب عائلية و كانت تشتغل امام بيتهم في محل خياطة ، تعيش مع ابويها و اخوها كبير و اختها صغيرة ابوها تاجر ثري لحد ما .
كغير عادة امين ان يذهب الى العمل في الصباح الباكر و التنقل الى مكان عمله أخذ اجازة سنوية ، فاخذ يفكر في نفسه قليلا انه في حاجة الى شريك يتقاسم معه اعباء الحياة و يتشارك معه الافراح ، فاخبر امه انه يريد الزواج ووضح لها اهم مواصفات شريكة حياته
من ابرز هذه المواصفات هي التي تتفق عليها المجمعات العربية
ان تكون بنت جميلة ذات خلق و عائلتها شريفة و اصر ان تكون ماكثة بالبيت لا شيئ اكثر.
فقامت ام امين بالدور المخابراتي لتجد لابنها الوحيد اجمل زوجة مستغلة كل معارفها و ذكرياتها دون ان ننسى مهارات البحث و التحري. و بعد جمع المعلومات من المصادر الموثوقة طبعا توصلت الى سارة انها ستكون العروس المثالية لابنها ، و بعد ان اخبرت ابنها عن الفتاة ابدى موافقته. فاخذ والديه و تقدم لخطوبة هذه الفتاة ، حيث كان بابهى حلته واهله فرحين و بعد رؤية امين لسارة ابدى اعجابه بها و حتى سارة بادلته نفس الاعجاب . و اتفقا على مهر العروس و لم يشترط اي احد للاخر اشياء تعجيزية لان كلا الطرفين يريد الزواج.
و خلال فترة الخطوبة دارت حوارات بين الخطيبين و بدءآ بالتعريف عن نفسيهما و عائلاتهما و ميولهم في الحياة و عن مدى اعجاب كل منهما للطرف الاخر الى ان اشتعلت شمعة الحب و الانجذاب الى بعضهما وازدادا عشقا بينهم ، و بعد فترة قصيرة بدآ بالتجهيز لحفل الزفاف و لم يتح لهم الوقت كثيرا لتبادل اطراف الحديث زيادة الى عمل امين كل اليوم و التوتر الذي يصب على العرسان كما نعرف فقل حديثهما .
و بعد الزفاف اخذ العريس عروسته و ذهب الى بيته و عاش ايام سعيدة جدا ، كل شيئ تمام .
و بعد مرور فترة و الاعتياد على الحياة الزوجية بدات تاخذ حياتهما منعطف صغير جدا ، فالبنت التي اعتادت التواجد في بيت ابيها في غرفتها المستقلة و بيتهم الواسع وجدت نفسها محصورة في شقة مع والدي امين و شقيقته فحاولت التاقلم مع الوضع ثم طلبت زوجها و كلمته في ان يختصا بشقة لهما و حدهما وانه سياتي يوما ما لابد ان يحضيا بمولود جديد ، فما كان رد امين الا انه لا يستطيع ترك والديه و ايضا لا يمكنه تحمل مصاريف كراء شقة ، فاقترحت انها ستشتغل في الخياطة كما كانت قبل و ستعين زوجها على تسديد مصاريف تاجير الشقة فكان رده نفيا قاطعا و اخبرها ان سباب زواجه بها من الاول انه كان مكوثها بالبيت ، فردت انها عندما خطبها لم تكن ماكثة بالبيت و انما كانت تعمل و توقفت عن العمل فقط من اجل التجهيز لحفل الزفاف و حتى انها كلمت اباها في ان يدعمها للحصول على محل خاص بها فهذه كانت فكرتها بعد الزواج فاسرتها في نفسها وحاولت العيش في بيت اهل امين رغم انه لم تكن هناك اي مشكلة بينها و بين اهله الا انها ارادت ان تستقل وحدها في بيتها و بعد مرور الوقت عاودته بنفس الموضوع و اضافت انها كلمت ابيها من اجل الحصول على اموال تاجير الشقة فكان رده انه لن يترك والديه وحدهما ويجب ان تكون معيلة لهما وانه لن يذهب الى اي مكان اخر . وبعد تكرار نفس الموضوع اصبح خلافا حادا بينهما و انها لن تستطيع العيش في شقة مع والديه و انها حبيسة المنزل من حريتها فخيرته بين ان يجد لها مسكن وحدها او يتفارقا . فاختار امين ان يتفارقا لانه يتوجب عليه ان يبقى مع والديه و ليس له اغلى من والديه .
فبيت القصيد من هذه الرواية التي شوَّقتك انه مهما كان منظور الشخص لقيمة الفكرة فهو مخطئ فيجب عليك ان تسمعها من الطرف الاخر و ويقوم هو بترديدهها.
كما يجب استغلال المرحلة التي قبل الزواج ليس للتعارف فقط بل يجب ان تعرف افكار و مشاريع شريك حياتك و ما هي التنازلات التي هو مستعد ان يقدمها ، هل تستطيع شريكة الحياة ان تسكن معك في شقة مع اهلك ؟؟ اسأل هذا السؤال لا تقترح على نفسك اجابات انها ستتنازل على هذا الخيار لانها تحبني او ستتفهمني . لا اطرح السؤال و خذ الجواب . وايضا عليها ان تطرح هي اسئلتها هل ساذهب الى حفلات الزفاف للاقارب ؟ هل ستتركني اعمل بعد الزواج ؟ هل يتحتم علي ارتداح حجاب ؟ كل هذا يكون قبل الزواج خذ وقتك فكر جيدا اسأل كل شيئ لانها ستكون زوجتك و سيكون زوجك ، قد تجدان بعد مواضع الاختلاف التي يمكن ان تتقبلانها مع مرور الوقت و ستتعرفان على التنازلات التي يقدمها كل طرف للاخر . فاذا اتفقتم على غالبية الامور المهمة بإمكاننا التوكل على الله اما اذا وجدتما اختلافات كثيرة و متعبة و ان الاخر لا يمكنك العيش معه في ظروف ملائمة ترضيان بها فهذا يسكون عبئا كبيرا و يذهب ضحيته الابناء .
الزواج قبل كل شيئ هو مسؤولية امام الله فالرجل الذي يذهب الى العمل و يترك بيته و ابناءه و ماله و سره لهذه الزوجة فهي امانة و مسؤولية تجاه الله ، و الزوجة التي تحفظ هذه الامانة و تربي ابناءها و تحفظ بيتها وتصون سر زوجها ليذهب للعمل مسؤول ان يدخل لها المكسب الحلال و ياوي الى فراشها و يحسن الى ابناءها ويحفظ سرها ويصونه.
هذا احبائي القراء نلتقي في موضوع قادم و دمتم في امان الله و حفظه .
وصلو على نحمد صلى الله عليه و سلم