توماس هويز يتصور ان طبيعتنا البشرية تفرض علينا سلوكا يتبع في الغالب ميولنا ومصالحنا, ويرى مثلا ان هناك اسباب عديدة تجعلنا نشك في معقولية ان تكون لنا تصورات او مفاهيم لاتخضع لدوافعنا الذاتية. ويشير الى اننا كبشر نشترك في عواطف متعددة كالشفقة والرحمة والحب والكره لكن اختلاف الاشياء من حولنا تجعلنا نصدر قرارات واحكام مختلفة, ويرى اننا نميل لاستخدام احاسيسنا كمعايير لتقييم الاخرين وهذه ما تجعلنا نتصرف بنوع من الدوغماتية تجاه كل شيء ومن ضمنها الافكار, كما هو الحال حينما يعتنق الانسان فكر معين فانه يصبح متيم به وعنيدا وعدوانيا تجاه مخالفيه..؟!
والحقيقة ان هوبز يؤكد ان هذه الاليه الرافضة للاخر تكون مصدر الخطر المهدد لكيان المجتمعات, فحينما نستخدم كلمات تعبر عن مسارات فكرية ليس لها مرجعية موثوقة او انها تفتقر الى الموضوعية, فان الخطورة حسب رأيه ان افكارنا لا تصبح فقط خالية من اي معنى لكن الخطر انها ستقودنا الى خلافات عنيفة تؤدي للصراع وبالتالي التخلف, ولذلك ولكي يرتقي الانسان بسلوكه وبكل قيمه وبتظامه الحياتي فانه بعتقد ان عليه ان يسترشد بالعلم والمعرفة الموثوقة وايضا الاسترشاد باراء اصحاب الفكر والخبراء كل في مجاله في معالجة كل اشكالات وافكار المجتمع. أي أن لا يبقى المجتمع تحت وصاية فئات معينة ذات مسار ايديلوجي احادي التطلع يراوح مكانه او ان يبقى تحركه تحركا بسيطا محدودا كونه يتحرك وفق نظرية التجربة والخطأ, تلك النظرية البشرية البدائية التي تجاوزها العقل البشري المعاصر الذي اصبح اكثر تطورا وسيطرة على ادارة حياته بشكل اكثر ايجابية وفاعلية. المهم ان نثق بقدرات الشباب من اصحاب الكفاءات في صناعة غدنا المشرق, ان علينا ان نفسح المجال لهم فهم الكفاءات التي لديها الارادة والطاقة والفكر القادرة على صناعة التغيير خاصة وان معلمهم والنموذج المشرف والمحفز لهم و امامهم هو الامير المجدد ولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله ودام عزه..
د.سالم موسى القحطاني