"لا يؤذي الإنسان أكثر من كبت المشاعر السلبية طويلاً"
ربما تحفظ ما قاله فرويد، وتدرك جيدًا أن المشاعر كبتها يؤذي، لكن هل نكبت مشاعرنا أم نكبت أفكارنا؟
تداخل الأفكار والمشاعر من أكثر ما ينغص علينا عيشنا، فلا ندرك أحيانا أنحن نفكر أم نشعر، وكثيرًا ما نردد أنا اشعر بكذا وأنا افكر في كذا، لكن الذي لا نلاحظه عادة هو أننا نقوم ببعض التداخل في كلامنا فلا يكاد عقلنا يفكر بين ما يشعر به حقًا وبين ما يفكر فيه، ونتيجة هذا التصادم تزيد سلبيات حياتنا.
فالمشاعر هي جزء وسيط بين النفس والجسد، والمشاعر هي نتاج أفكارنا لا العكس، فمثلًا:
- إيذاء شخص لك (فكرة)
- غضبك وضيقك (شعور)
المخ طيبعته أنه لا يمكن أن يحول الفكرة إلى شعور إلا إذا أمكنه أن يعطي هذا الشعور معنى معين، فأنت عندما تقرأ مثلا:
Ты дурак
غالبًا لا تتحدث الروسية، وغالبًا انت قرأت الكلمة دون أدنى ضيق، لكن لو علمت أن هذه الكلمة معناها:
أنت أحمق
سيشيط غضبك بعض الشيء، لأن المخ هنا حول هذه الفكرة إلى شعور نتاج ما مررت به في حياتك بمعانِ لكلمة (أحمق).
هذا الفاصل البسيط أو التحويل البسيط الحادث في عقلك بين الكلمة بالروسية والكلمة بالعربية، هو ما نقصده الفرق بين المشاعر والأفكار، نحن نتلقى الأفكار قبل أن نحولها لشعور.
المشاعر تشبه الأحاسيس الجسدية، لذلك عليك تقبلها مهما كانت مرة أو حلوة فأنت تشعر بالبرد في الشتاء، فلا يمكنك لوم الموصلات العصبية الخاصة بالجلد الذي يشعرك بالارتعاش قائلًا "ما هذا الحمق، لماذا ارتعش" حينها ستكون أنت الأحمق، كذلك المشاعر عليك تقبلها لا مقاومتها لكن ما عليك هو إدارتها.
حتى تدير المشاعر عليك أن فقط أن تشرح المشاعر، بمعنى أخر أن تفرغها على الورق، المخ ينتقل من العاطفة للمنطقية حين تقوم بالكتابة، ولهذا عليك فهم طبيعة مخك.
1. منطقة اللوزة – Amygdala
مسؤولة عن تخزين المشاعر والعواطف في الفص الأيمن من المخ دون فهم ماذا حدث، لماذا حدث، متى حدث، فهي المسؤولة عن تنشيط الإبداع من جديد
2. منطقة القشرة – Hippocampus
مسؤولة عن حفظ المعلومات وتسجيل الخبرات، وترتيب الأحداث وتفسير المعاني وذلك في الفص الأيسر من المخ
قدرتك على الربط بين المنطقتين بشكل مظبوط هو علامة النجاح في إدارة المشاعر وعدم كبتها بل نجاحك وإبداعك في حياتك بشكل عام.
كل ما عليك فعله هو الآتي:
1. لاحظ نفسك: عرف شعورك قدر المستطاع
2. فسر الشعور: متى حدث، ماذا اشعر، كيف حدث
3. أهدى قليلًا: معلمي كان يخبرني دومًا (توقف، تهدأ، تسيطر)
4. أعد التوجيه: أوصف ما تشعر به جيدًا الآن ثم اكتبه على الورق لتخرج من الوجدان للمنطق
5. كرر قدر ما استطعت لتكتسب هذه الخبرة
مميزات إدارة المشاعر:
1. مزيد من الوعي
2. مزيد من النجاح
3. مزيد من نجاح العلاقات
4. مزيد من استمرارية العلاقات
5. مزيد من دقة وصف مشاعرك
6. مزيد من القدرة على إدارتها
7. والأهم هو المزيد من التعبير عن مشاعرك