السياسة والحامض حلو... قصة لا تنتهي
رحيم الخالدي
التخطيط السليم يعتبر من الأساسات التي تحتاجها الدولة في البناء الرصين، وهذا ما نفتقر له اليوم! كما هو السبب في ضياع الأموال العراقية! جراء وضع الثقة في شخوص هم ليسوا أهلاً لها .
لكثرة السرقات وضياع الأموال وصلت بنا لحد نصدق الكذب نفسه، لان الصدق ضاع مع الشرفاء، والمحاصصة جعلت أموال العراق بيد السراق، الذين لو إءتمنتهم على دينار لسرقوه، فكيف بميزانية دولة ووزارة بحجم وزارة التجارة!.
في سنة الف وتسعمائة وخمسة وتسعون، وعلى إثر الحصار المفروض على العراق، وجراء النقص الحاصل في المواد الغذائية والطبية والإنسانية، دأبت الدول الكبرى على برنامج يكفل وصول المواد الغذائية للمواطن العراقي، مقابل تصدير نسبة من النفط، وهذا المشروع تبنته دولة فرنسا في أول الأمر، وطرحت أكثر من خمسة عشر مادة أساسية لديمومة الحياة، وبالطبع تم رفضه من الجانب العراقي، وتحججوا بالوطنية والقومية العربية، وهذا تعتبر إذلالاً للشعب العراقي، وبعد التفاوض مع الأمم المتحدة تم رفض المقترح، على أن يكون التوزيع بيد الحكومة العراقية، وباديء الأمر تم توزيع ما يقارب أكثر من عشر مواد، ليتم بترها تباعا واحداً بعد ألآخر، وبعد زوال النظام البائد تناقص ووصل الى أربع مواد غير مكتملة، تأتي بين الحين والآخر، وهنالك تلويح أيضا بقطعها من قبل البعض، وهي الوحيدة التي بقى الفقير معتاش عليها، لكن هذه الوزارة المعنية تم تسليمها لشخص أثبت أنه غير جدير بالثقة، لكثرة الفساد التي شاب هذه الوزارة اللعينة، التي سرقت بأسم الشعب وبطاقته التموينية أموال ربي وحده يعلم والنزاهة والمحكمة الإتحادية !.
متابعة الأخبار ترفع الضغط وتسبب أمراض لم نألفها من قبل، وهنالك مقطع نًشِرَ على شبكة التواصل الإجتماعي: يفيد أن وزارة التجارة إستوردت ((حامض حلو )) بمبلغ "ثمانية وعشرون مليون دولار"! وعلى لسان الجبوري الذي يملك المستندات، وليس من المعقول أن يكون شخص بهذا المستوى وعلى الشاشات ويكذب !.
هل تعلم الحكومة بهذه العقود الوهمية، التي يتم تهريب الأموال الى الخارج بواسطتها؟ وهل وصلت السذاجة والضحك على الذقون، أن أشخاص محسوبون على الكتلة الفلانية، وكتلته بالطبع تعلم ماذا يفعل صاحبهم، ويسرقونا في النهار مع السكوت المطبق، من قبل لجنة النزاهة والمحكمة المختصة بأمور الفساد .
إذا كان شعور وزير التجارة بالشعب العراقي، ووصل به الإحساس لهذه الدرجة وإستورد لنا "الحامض حلو "! فنحن نطالبه اليوم بهذه المادة المستوردة، لأننا على أبواب الشتاء، ونحتاج الى التحلية، سيما ونحن نمر بأزمة مالية خانقة، والحشد الشعبي يتم تمويله من المتبرعين والميسورين جزاهم ربي خيراً .