Image title

مثل العشرات - ربما المئات - غيره من الشبان العرب، شاهد الشاب حسن البلوي هذا الإعلان عن الموسم الجديد من برنامج "نجوم العلوم"، وتساءل: ليش ما أشارك؟

وبالفعل شارك البلوي في المنافسة عن فكرته "مشروع يرصد النعاس أثناء القيادة"..

للتعرف أكثر على حسن، يمكن القول أنه:

أكاديميًا: مبتعث من جامعة تبوك للحصول على الدكتوراة من جامعة كارنيجي ميلون في بيتسبرغ، ومجال بحثي في واجهة الدماغ والحاسوب، حاصل على البكالوريوس من جامعة وايدنر في عام 2011 مع عضوية شرفية وتكريمية من الجمعية الشرفية الدولية Phi Beta Delta ، اجتاز اختبار رخصة المهندسين لمزاولة العمل كمهندس في أمريكا، بعد ذلك حصل على بعثة معيد من قبل نفس الجامعة (جامعة وايدنر) لدراسة الماجستير والمحاضرة فيها لمدة سنتين (2011-2013) ، وتخرج بدرجة الماجستير والحصول على مرتبة الشرف الأولى في كلية الهندسة وقسم الهندسة الكهربائية في عام 2013 ، وتم نشر رسالة الماجستير كبحث علمي في IEEE Xplore. وله عدد من الأبحاث المنشورة في أعلى المؤتمرات تقييمًا في مجال الحوسبة والهندسة.
أما ثقافيًا، فقد قدّم عدة محاضرات في منصة "رواق" للتعليم المفتوح حول "واجهة الدماغ والحاسوب"، وهو مهتم بنشر الموضوعات العلمية واهم المستجدات في الدراسات والبحوث العلمية، وشارك في تأسيس عدد من البرامج الصوتية – بودكاست - ثقافية وعلمية مثل "ميني-سايوير" و "جلستنا".
واجتماعيًا: عمل البلوي كرئيس للنادي السعودي في جامعة دريكسل (2009) ومن ثم رئيسًا للنادي السعودي في جامعة وايدنر لمدة سنتين (2010-2011)، وحصل على عدد من العضويات الشرفية والتكريمات العلمية.

* * *

عن فكرته.. يقول البلوي أن السبب والدافع وراءها هو موقف حصل له أثناء قيادته للسيارة في الصباح الباكر من المستشفى ومتوجهًا إلى منزله لأول مرة مع ابنه الذي وُلد في اليوم الماضي عقب سهر طويل في تلك الليلة، وبسبب التعب والإرهاق كاد البلوي أن يتعرض لحادث مميت، حيث غفى للحظة واحدة ولم ينتبه إلا وهو متجه بسرعة عالية نحو شاحنة كانت متوقفة على أحد جسور مدينة بيتسبرغ عالية الارتفاع، وبحفظ من الله نجى من هذا الحادث بأعجوبة، فبقيت الفكرة تشغل رأسه، وببحث موسع في مجال واجهة الدماغ والحاسوب وجد أن الأبحاث العلمية تشير إلى أن أفضل وأسرع طريقة لكشف النعاس هي استخدام إشارات الدماغ الكهربائية، فسعد جدًا لأن هذا هو نفس مجال بحثه ووجد أن هناك محاولات عديدة لاستخدام هذه الإشارات في كشف النعاس؛ لكنها تفتقد إلى السرعة في المعالجة وتستخدم عدداً كبيراً من الحساسات بل وتتطلب في كثير من الأحيان أن يتم معالجة الإشارات عن بعد في سيرفر أو كمبيوتر، وكل هذه القيود تجعل هذه المحاولات غير نافعة للتطبيق الواقعي، لذا عمل على تقديم حل لهذه المشكلة يتفادى كل تلك القيود.
* * *

انتظر حسن اتصال المجلس العلمي للمسابقة، وكان له ذلك الاتصال.. أي نعم، لقد ترشح ليكون ضمن المتأهلين الـ 12 النهائيين.

وعلى امتداد شهرين من العمل كان على حسن أن يجهز النوذج الأولي لمنتجه، كان هذا هو التحدي الحقيقي:

ولأن برنامج "نجوم العلوم" يهتم بتعريف المشاهدين على الجانب الشخصي والحياة العائلية للمخترع؛ فقد زار حسن البلوي في منزله ليعرّفنا أكثر عليه.

عن البرنامج يقول حسن: لم أعلم بوجود برنامج "نجوم العلوم" بل لم أصدق أن هناك برنامجاً تلفزيونياً يدعم العلم كما يقوم برنامج نجوم العلوم، علمت عن هذا البرنامج بعد انتهاء موسمه السادس، وقرأت عن قصص النجاح والدعم السخي للأفكار والمخترعين، فوجدتها فرصة ذهبية لتحقيق حلمي ودعم اختراعي، إضافة إلى ذلك فإن البرنامج يخدم هدفاً إنسانياً آخر أحلم فيه وهو تحفيز وإلهام الشباب العربي على الابتكار والإبداع والمشاركة في الأبحاث العلمية والنهضة بالعالم العربي أجمع، ومشاركتي في هذا البرنامج قد تكون دفعة معنوية كبيرة لي شخصيًا ولكل الشباب العربي.
* * *

برأيي.. مجرد المشاركة في برنامج عملاق مثل "نجوم العلوم" هي مدعاة للفخر، والتأهل إلى مرحلة متقدمة مدعاة لفخر أكبر، لأنه لن يتسنى لك هذا التقدم إلا بعد أن "تفرمك" اللجنة فرماً.. 

هنا جانب من معاناة صاحبنا مع لجنة التحكيم واختبار الجهاز على أرض الواقع ..

ضمن إحدى جلسات المناقشة تطرّق البلوي لجانب الهندسة، وطٌرح عليه سؤال خطير:
ماذا لو تعوّد السائق على ذبذبات الطاقية التي يفترض أن تكون منبهة للسائق في حال شعر بالغفوة؟
أجاب حسن: لا يمكننا إثبات ذلك في الوقت الحالي.
يتضح من اللجنة المقيمة مدى حرصها على مناقشة كل جزئية في الاختراع، ويتضح أكثر مدى إصرار حسن على رؤية مشروعه منتجاً حقيقياً ومجرّباً وناجحاً.

* * * 

أكتب هذه التدوينة وأنا أنتظر حلقة يوم غد الجمعة؛ التي ستكون الحلقة الأخيرة والفاصلة.. حلقة إعلان الفائزين في حفل سيبث على الهواء مباشرةً يوم غد الجمعة على قناة mbc4 وذلك في تمام الساعة 7م على الهواء مباشرة بتوقيت مكة المكرمة.

أتمنى لحسن التوفيق؛ وفي حال لم يوفق.. فكما قال الأول:

شرف الوثبة أن ترضي العلا // غلب الواثب أم لم يغلبِ!

سألت البلوي إن كان سيعمل على جهازه بعد انتهاء البرنامج؛ فأجاب:

لحسن الحظ دعم برنامج نجوم العلوم يؤهلني للحصول على جميع حقوق الملكية لإختراعي، وهذا كرم سخيّ من البرنامج بالتكفل بجميع التكاليف البحثية والقانونية أثناء مشاركتي في البرنامج، ولكن هذا لايعني أنني أستطيع أن أكمل أبحاثي في جامعة كارنيجي ميلون دون أن يشاركوني بعض الحقوق، وأتمنى أن أكون سببا في تكوين تعاون بحثي بين جامعة تبوك وجامعة كارنيجي ميلون في القريب العاجل ليس من أجل أبحاثي فقط وإنما لفتح الفرصة لكل طلاب جامعة تبوك أيضًا لأن ذلك يخدم توجه حكومتنا في النهضة العلمية.

* * * 

حسن البلوي وأمثاله هم الـ Super Stars الذين يستحقون الاحتفاء والتشجيع والدعم، وهم المعوَّل عليهم في رسم مستقبل مشرق لنا ولأطفالنا.

فخور بك يا حسن.

غداً يوم جديد وتدوينة جديدة بمشيئة الله تعالى،، 

مروان المريسي

________________________________________

هذه التدوينة هي الخامسة عشرة في سلسلة 30 تدوينة × 30 يوم طيلة شهر نوفمبر، ضمن " #تحدي_الكتابة " لهذا العام 2015.

آخر 3 تدوينات:

- التدوينة الرابعة عشرة: "حملته كرهاً" 

- التدوينة الثالثة عشرة: 50 ثانية من الـ "اكسترا إبداع"!

- التدوينة الثانية عشرة: مستر طحلب!