نُكتب لإننا نتألم ، لن تجد ذلك السعيد يكتب انجازه على ورق لانه مشغول بسعادته " الله يزيده " 

عندما أكتب .. أتألم لانني اتحدى شخصيتي والجانب المظلم و أفكاري ، الماضي والحاضر. الجميع يحاول الخروج وأحاول أن أبقيه داخلا عميقا وأمنعه من الظهور على سطح الورق ، الكائن البشري غريب ، تارة يكون سعيد وتارة يكون في الدرك الاسفل من الحزن والعذاب ، لا أعلم إن كان هناك شخص على وتيرة واحدة منذٌ ولادته يبقى سعيدا الى الأبد لا يحاول البحث عنها .

أعتقد أن لكل مشكلة حل ، ولكل داء دواء ، إلا الندم .. شعور شنيع قبيح تفقد معه ألوان الحياة ، ستكرهه حياتك وتكره نفسك ستفقد كل شيء ، لاتستطيع المضي قدما وعالقا دائم في الماضي وأنت تعلم في قرارة نفسك أنه ماضي قد أختفى واصبح من قديم الزمان .. لكن لاتستطيع المضي كلما أردت المضي تتراجع الى الوراء تنكر نفسك وشخصيتك وحياتك لاتريدها فهي مهشمة مقززة لاتصلح للعيش .. تريد الهروب بعيدا تهرب هناك في مكان لا تعرف فيه أحد تبدأ من جديد ولايتحتم عليك أن ترى تلك الوجوه .. ويزداد ذلك الندم بنهشك ويأكل ماتبقى لك من روح ، البعض منا مٌقدر له العيش وحيدا تماما بعيدا عن الناس .

البعض لديه جميع الامكانيات التي تجعله إنسان ناجح ومبدع ، ويرى من هم في المستشفيات يصرخون من الألم كان سرطان أو مرض عصيب أخر .. ويحمد الله ويتساؤل لماذا؟ كل هذا الألم لفئة من الناس بينما الفئة الاخرى في عيش رغيد! ورغم هذه الصحة والامكانيات الابداعية والتي تخوله للنجاح ، إلا أنه يسقط ضحية للندم الملعون .. يتفكر أخطائه في الصغر وفي المراهقة .. وفي نفسه يقول :لقد جرحت أناس كثر والجرح كبير لايغتفر  ! كيف لي أن أحقق نجاح بينما كُنت في يوم من الايام ظالم! إنها ضد مبادئه أو قلبه أو تحوله من الشر الى الطيبة ويعيش مع هذا الخطأ الجسيم طيلة حياته في عذاب أشر ، لايستطيع الخروج ولا مفر .. وحيدا تائه في وجه يتصنع الجمال والاخلاق ولكن تستطيع أن تلمح في عينيه حزن عميق وكره لكل شي يسكن فيه .

سمعته ذات مره لايعلم أن أحد يسمعه ويبكي بكاء المنكسر، يقول:  "يارب أسمح لي هذه المرة أن أكون سعيد يوما واحدا أو دقيقة أطلب منك ذلك وليس ذلك بكثير "

هذه المشاعر قتلتني! لتبقيني على قيد الحياة معذبا ، جعلتني أكتب وأشعر بالألم ، كل حرف ونقطة وفاصلة كل ترتيب للكلمات ومحاولة إيجاد الكلمة المناسبة تؤلمني أكثر فأكثر . 


أتمنى ... لا

لن أتمنى ، لان التمني من المستحيل .

سأدعوا الله لنفسك بالرحمة .. وأن تجد السعادة وإن كانت في نهاية الطريق .