Image title


حشدٌ من الكلمات 

ركضُ في ساحاتِ العمرِ الضيّقة 

محاولات في وصف شعورٍ ما 

بكاء واستنجادُ أخير :

من ينقذني من رتابةِ الأيام ؟ 

يالله ، كل الأشياء ليست على مايرام ،

كل الأشياء تستنزف حزني بشكلٍ أو بأخر .. 

كل الأشياء تعتريها الغرابة والفضاعة ، 

وكان ثباتي أغرب من هذا كُله .. 

أمسك القلم في محاولةٍ منّي لأُغيث

قلبي المنكوب .. 

في محاولة للرقص على الجراحات 

واضفاء روح الدهشة في طيّات 

هذا الصمت المُستعذب .. 

ممم لمن سأكتب اليوم ؟ 

ربما لهذهِ الليلة الطويلة التي يتواجد 

فيها الأصدقاء تواجداً صامتاً ، 

تواجد لايمكنني من خلاله أن ألمس أصابعهم 

أو استندَ برأسي المُثقل على أكتافهم ، 

أو استرق النظر إلى لمعةِ الحياة في أعينهم ، 

أو للمسافات التي كانت السبب في هذا كله ! 

أو أكتب للحزن الذي يتمدد تحت عيني كبقعة 

حبرٍ تتسع كلما حاولت أن أتداركها ، 

للدمعة التي تُنبأ عن بدايةِ موسم البكاء في مشهدٍ

شاعريْ جداً ، كاستحياءِ قصيدةٍ وسط أحداث رواية ، ومُهيب جداً ، كدمعةِ خشوع على سجادةِ أبي . 

أو عن الخوف الذي مافتئت أعجنه مع كلماتي في محاولات للهروب منه ، 

والتظاهر بأن كل الأشياء عبثية 

ولا تستحقُ الخوف .. 

أو عن الخيبة التي لا أستطيع أن أصفها 

من غير أن تصبح الكلمات : ماجنة وعارية ومليئة بالندوب ! 

كم تبدو هذهِ الخيبة عصيّة على النسيان ، 

و متّخمة بشعورٍ لا يُكتب مهما تعددت طرق الكتابة ، 

كم حاولت جاهدةً أن أكتبها ، أن اضع نقاطي على الحروف في طريقي إلى التحرر منها ، أن أركض ركضةَ الخلاصِ الأخيرة إلى مابعد الخيبة ، أن ألفظها 

مرةً واحدة وأتحرر من هذا كله ولكن دون جدوى .

لعتمةِ روحي التي تخنقني دائماً ، 

وللباب الذي مهما تركتهُ موارباً للنور

 لايضيءُ هذهِ العتمة ، سيظلّ ستار هذا الظلام 

مُسدل كما لو أن مجموع محاولاتي لإنارته صفر ! 

لي أنــا ، 

للكتب التي ألتهمها كقطعة حلوى من بعد علقم 

الأيام ، للقصائد التي أرددها كتمائم ضدّ النسيان ،

للعصفور الشادي الذي حبسته بعد محاولاته للطيران بعيداً عن أسوارِ صدري ، لأسمي القصير الذي أكتبه براءٍ

معكوفة لأضمّ به بقية الحروف  ،

لي أنـا : أثير آل واكد "