قامت الدولة رعاها الله و حفظ أمنها و سلامتها من كل مكروه بإجراءات وقائية و حاسمة ضد إحتمالات انتشار مرض كورونا (كوفيد_19) و من ذلك إيقاف تأشيرات الدخول و ضبط حركة سفر المواطنين و منع التجمعات في الملاعب و غيرها. غير أن الحملة التي شُنت و تُشنُّ على المواطنين العائدين من إيران و تهديدهم بشتى العقوبات لا يعطي مجالاً لهم للإفصاح عن تواجدهم هناك حتى و إن كانوا يحملون فيروس كورونا. فتهمة الخيانة و مخالفة أنظمة و تعليمات الدولة تكفي لجعل العائد من زيارة إيران يفضل تحمل ألم و معاناة كورونا و مخاطره الحياتية على ما قد ينتظره من تحقيق و عقوبات ربما تكون من بينها الخيانة و التخابر مع دولة عدوة.

إن المسؤولية العامة عن سلامة المجتمع و أمنه توجب على الدولة بهيئاتها و وزاراتها تشجيع المواطنين على الإفصاح عن أوضاعهم الصحية و أماكن تواجدهم أياً كانت إنتماءاتهم المذهبية و تواجداتهم المناطقية. فبالتشجيع و الشفافية في إعطاء المعلومات الدقيقة و البعد عن تسييس مثل هذه المشكلة الصحية العالمية التي لا تعرف بلداً و لا ديناً و لا مذهباً فقط يمكن محاصرة هذا الوباء و مخاطر انتشاره.

إن التهديد و الوعيد لمن يثبت تواجده في إيران قد تكون له نتائج عكسية و يكون سبباً في زيادة انتشار هذا المرض بين المواطنين في مختلف المناطق و السبب هو عدم قدرة هؤلاء الذي ارتكبوا هذا الخطأ و هذه المخالفة عن الإفصاح عن سفرهم خوفاً مما ينتظرهم من عقوبات و بالتالي بقاءهم أحراراً في تحركاتهم و استمرار مخالطتهم للغير سواءاً من أسرهم أو أصدقائهم أو زملائهم و عدم حصولهم على الرعاية و الحجر الذي يحتاجه المصاب أو المشتبه بإصابته بهذا المرض.

على المسؤولين و الإعلام تحمل المسؤولية في انتقاء مفرداتهم عند الحديث عن هذا المرض و عدم تحميل طائفة أو فئة من فئات المجتمع أسباب انتقاله لبلدنا. لقد أعلنت إحدى المذيعات الشهيرات في إحدى قنواتنا بالأمس عن إصابتها ب كوفيد_19 (كورونا) و هي عائدة من مصر و ليس من إيران و مع ذلك لم تنفِ وزارة الصحة ما قالته تلك المذيعة و لم يتم تحميلها تهمة نشر أخبار و إشاعات كاذبة.

حفظ الله الجميع من كل مكروه.