P

معي المحبرة حتى المقبرة

مدة القراءة: دقيقة واحدة

كلُ نفسٍ بما فيها (الجزء الثاني و الأخير )

انتفضت أكوام الحجارة تحت أنقاض الحكاية لتخرج من تحتها تلك النفس مرة أخرى ، أبت إلا تمد ذراعيها وأظافرها كغضن ميت لا يقدر على التشبث وصله لون الألم . 

أبت إلا أن تقاوم لتقطع أشلاء بقية المطلوبين في سجلات ذكرياتها ، الذين هتكوا عرضها ، قتلوا أخاها الرضيع التي ظلت تقفز حوله وجُعل للملائكة حرية اختيار اسمه ! ، لأنه مات قبل أن تنفخ فيه صورة الحياة . 

رددتها دائما لمن تشبث بها واختارها لا ترتحل ، وبقيت وحيدة تحاصرها صور الدماء أو أصوات الصرخات الأخيرة قبل أن تُطلق الرصاصة المسندة على كتف القاتل إلى أن تحمل الجثة على أكتاف الذين لم يقتلوا بعد . 

تلك الحقيبة التي رافقت سلاحها تحمل صفحات من مجلدات التاريخ ، التاريخ الذي لم يعد حتى مسرحية أو قصة تستشعر بها حب أبطالها ! ، لأن الأبطال أصبحوا وهماً في عيون من رأى سهولة دخول أحذية الجنود والرصاصات التي لا تعرف وجهتها  وبداية قصة الخلود . 

هم قلة تبقوا ، سبعة ، لا تفكر في الأميال المتبقية ، صرخت صامتة مستغيثة قبل ذاك ، رسمت حولها حدودها بالورود وسقتها دما يسيل كالمياه ، مشكاة الروح لم تعد تضيء من عتمة الكون سوى وجدانها الذي يقاوم كل تلك الاغتيالات بحق نفسها ، الجروح قصاص ، ولكن ممن تنتقم من جرح نفسها ! . 

صوت داخل نفسها يعج بخليط متنافر من الأصوات ، يأمرها بخطواتها الأخيرة نحو آخر بيت في القرية ، حيث هناك تنتهي المأساة وعلها تبعث جوارهم .  




P

Payitaht Abdülhamid

معي المحبرة حتى المقبرة

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات