انتفضت أكوام الحجارة تحت أنقاض الحكاية لتخرج من تحتها تلك النفس مرة أخرى ، أبت إلا تمد ذراعيها وأظافرها كغضن ميت لا يقدر على التشبث وصله لون الألم .
أبت إلا أن تقاوم لتقطع أشلاء بقية المطلوبين في سجلات ذكرياتها ، الذين هتكوا عرضها ، قتلوا أخاها الرضيع التي ظلت تقفز حوله وجُعل للملائكة حرية اختيار اسمه ! ، لأنه مات قبل أن تنفخ فيه صورة الحياة .
رددتها دائما لمن تشبث بها واختارها لا ترتحل ، وبقيت وحيدة تحاصرها صور الدماء أو أصوات الصرخات الأخيرة قبل أن تُطلق الرصاصة المسندة على كتف القاتل إلى أن تحمل الجثة على أكتاف الذين لم يقتلوا بعد .
تلك الحقيبة التي رافقت سلاحها تحمل صفحات من مجلدات التاريخ ، التاريخ الذي لم يعد حتى مسرحية أو قصة تستشعر بها حب أبطالها ! ، لأن الأبطال أصبحوا وهماً في عيون من رأى سهولة دخول أحذية الجنود والرصاصات التي لا تعرف وجهتها وبداية قصة الخلود .
هم قلة تبقوا ، سبعة ، لا تفكر في الأميال المتبقية ، صرخت صامتة مستغيثة قبل ذاك ، رسمت حولها حدودها بالورود وسقتها دما يسيل كالمياه ، مشكاة الروح لم تعد تضيء من عتمة الكون سوى وجدانها الذي يقاوم كل تلك الاغتيالات بحق نفسها ، الجروح قصاص ، ولكن ممن تنتقم من جرح نفسها ! .
صوت داخل نفسها يعج بخليط متنافر من الأصوات ، يأمرها بخطواتها الأخيرة نحو آخر بيت في القرية ، حيث هناك تنتهي المأساة وعلها تبعث جوارهم .