لست أقصد تلك الرؤى التي تكون بعد الخروج من حضرة الحياة إلى الغيبة الصغرى ، بل عن تلك اﻷحلام التي تسافر بنا ، فنتحكم بمشاهدها ، ونحيك وقائعها ، ونصنع منها ثيابآ فيستر بعضها بعض سوآتنا ، إن تلكم اﻷحلام التي نصنعها ، هي جزء من شخصيتنا واهتمامنا ، والتعلل بها دافع للعمل على تحصيلها و إصابتها ، إن الحلم للطامح مثل المنشطات للعاجز ، إنها تنسينا ألم الواقع المرير إنها تخدر إحساسنا بعجزنا و ألم طلبنا لما نصبوا إليه ، إنها تعيننا على نسيان إبر البعد الموجعة ، إنها أحلام تزين عقولنا بألوانها الجميلة ، وتعرض فيها خياﻻت من رسومات تلك الجنان العلوية الخالدة إو تعرض مشاهد مما تلتذ به أنفسنا ، وكأننا نعيش داخلها حقيقة ، إنها شيء جميل لليائس والبائس .. إنها أمل الجريح و المقعد و اﻷسير ، كم من حلم أصبح حقيقة وكم من رسوم تجسدت واقعآ لن أمنعك من التعلل باﻷحلام ، فلن تقدر حتى أنت عن منعها و التعلل بها ، لتخرج من واقع ينهش قلبك ونفسك ، إلى روضة تشرب منها خمرة عقل و روح ، فتهذي هذيان السكران حين تثمل من حلم سافر.