(كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس)
مثل تداوله الناس في أحاديثهم؛ كما أن هناك من ينفيه وهناك من يراه صوابًا.
هناك من يراه منافي لأبسط حقوق الإنسان كما أن الفرد سيصبح عبدًا لغيره من الناس والمجتمع، وهناك من يراه من باب أن الأكل لا أحد سيشعر بذائقته غيرك وأما ما يخص اللبس فلا بد أن تكن في مظهر لائق أمام الناس وليس إجبارًا على شيء معين.
دعونا من هاتين الفئتين قليلًا: لننظر في داخلنا نحن دون غيرنا ماذا نرى أو ماذا نحب؟ كلن منا له استقلاليته في كونه هو من حيث الشخصية أو التفكير أو المنظور أو المنطق فعندما نستخدم بعض الأمثال فهي لا تقتصر على ماجاء به المثل بعينه كأن يقتصر على الملبس و المأكل فقط، بل يكون معبر كالمشي وراء القطيع التائه مغمض العينين متدلي الأيدي دون تشغيل العقل والتساؤل: هل هذا مساري الصحيح ؟ هل هو الأنسب لكوني (أنا)؟؟ بل يقتصر على هذا ما يفعله الناس و أنا كذلك لا بد أن أفعل معتقدًا أن هذا هو الصواب حتى لو لم يكن ذلك مقتنع به من الداخل.
فكيف لك أن تشعر بحرية وطلاقة ذاتك إذ كنت في قبضة الوهم القاتلة؟؟
-أولًا: كيف عليك أن تتحرر من قبضة السير وراء القطيع معتقدًا أن هذا هو الصواب إن لم يكن هو الطريق للهاوية؟ افتح عينيك متطلع للعالم لتمييز الصواب من الخطأ، غير قناعاتك، ابحث في داخلك عن الهدف الصائب الذي يصل بك إلى قمة الطريق، اقرأ لتجول العالم وتتعرف على المفاهيم والتمييز بينهما.
-ثانيًا: خض التجارب دون أن تستسلم فإن لم تصب فأنت تعلمت ، ومن مقولات ابن المقفع (طول التجارب زيادة في العقل). أبحث عن التغيير هنا وهناك ستجد لذة في العيش بشكل جديد تكتشف به ذاتك شيئًا فشيئًا.
-ثالثًا:كن ساعٍ لتحقيق ما تم اكتشافه في ذاتك بشكل سوي وسليم، واجه المنعطفات والمنحنيات بمرح وتحدي لتستمتع بتحقيق الهدف.
-رابعًا:اعتمد على نفسك في أدق وأبسط التفاصيل لتحقيق هدفك وبني ذاتك واستقلالية تفكيرك بشكل إيجابي وسليم وبناء.
-خامسًا:كن من أحد الأسباب الساعية لتغيير مفهوم القطيع التائه السائر بلا هدف، ساهم في كشف الستار عن النور لاختراق أعينهم الذي طمسها الظلام، فغابة استطاعتها تبدأ شجرة واحدة فقط.
أخيراً: ثقافة المرء وفكره هي التي تحدد سلوكه وتوجهه نحو الطريقين إما الصواب وإما الهلاك، والهدف الأكبر للثقافة هو أن ندرك الكمال ونجعله ينتشر لزيادة الوعي والتطلع إلى النفس أولًا ثم إلى العالم بأكمله وكيف السير فيه..