قصة تسلل العشق فيها خلسة من خلف
غضبانها حتى تمكن من احتلال القلوب
و انهمر في الأروح كالسيل بعد غيث الحب
من خلف القضبان ذلك الفتى
يتحجج بزيارة عمه ليراها ، ليلمح عيناها
التي انفتن بها قلبه وجمالها الذي انتفظت
منهُ روحه وحبها الذي ساقهُ لطريقها أعمى.
من خلف القضبان :
يضحك بصوتًا مرتفع لتبتسم هي
ويعلم بأنها تعشق صوته الرفيع فيتحدث
بصوتًا أعلى ليفتنها، يتباها بفروسيته لتزيد
رجولته في ناظرها .
من خلف القضبان :
مسدلةً شعرها الناعم على عاتقيها وقد
إحمرت وجنتيها وعرضت ابتسامتها متمنية
لو كانت أمامه بدلًا من أبيها .
من خلف القضبان :
مستمرًا في حديثه و لعله قد يعيد نفس
الأحاديث لعمه الذي أنهك النوم عينيه
خجلًا بأن يغفى أمامه.
من خلف القضبان :
وقد وضعت شالها الخفيف على شعرها
و أدلت بِه على نصف وجهها .
وعلى حين غفلة أقبلت تحمل الزاد بين يديها.
يرفع عينيه مندهشًا مخاطب عقله :
( أضناك عشقِ إبنةُ عمِكَ يَ فتى في مجلسِ
أبيها تراها أمامكَ!!).
إنحنت خجلة من نظرتِه ، وتجلت كنجِلاء
الضياء وحلول الظلام ، وفي حين سكرتهُ
أربكهُ صوت عمه : يا بُني ما دهاك !!
فأذا قلبه سابق قولهُ: يا عمي أفتيني
وقولي بربُك أيلام فلاحٌ بقطف زهرةً فطرت
قلبهُ بشدة جمالها ؟ أيلام إذ أشتم رائحةُ
الشذا ؟ أيلام إذ قبل قطراتُ الندى ؟
قُلي بربُك هل يلام إذا هوى !!