أغلب المتابعين لبرامج التواصل، وأظن حتى غير المتابعين، شاهدوا واستمتعوا مع الحلقات الأخيرة ل #خمبلة والي عنونوها ب (فلتر وطن) و (قبضة النمر)، حاجة جميلة جدا، لا تملك إلا أنك تضحك وتنبسط وتشارك الفيديو مع الي حواليك. وتبتهج لوجود نص وعمل فني متولد من وسطنا الثقافي ويناقش قضايانا الثقافية برضو، بمعني أنه مب زي نصوص المسلسلات التلفزيونية السخيفة الي انعرضت مؤخرا، حيث النص من خارج الثقافة ولا يناقش أي شي من حياتنا لدرجة تشعر أن الكاتب أما أنه يستنسخ نصوص أخرى (خارجية) أو أنه عايش بمجتمع غير مجتمعنا.

ثمة مهارة وبراعة جديدة في النص الخمبلي، القفلة الي بنهاية الفلم، القفلة الي تصدمك، تخليك (رغم انك خلصت وشفت الفلم) ترجع وتعيده مرة ثانية بخيالك مع إضافة القفلة هذي، لأن القفلة مفتاح لأحداث القصة، لازم تسترجع الأحداث وتضحك من جديد، وهذي براعة في الكتابة. في "فلتر وطن" شفنا كيف ان ستيف جوبز صار خدعة، ناس من ورا الجدار يحتالون. وفي "قبضة النمر"  شفنا بالاخير كيف أن البطل والضحية كانوا شلة بقيادة "الممثل الكريه"، وأن كل ما حدث داخل المطعم كان حبكة، ينصدم المشاهد يوم شاف "الممثل الكريه" يسأل: من أكل الي بالثلاجة؟ حتى أن الكاتب ما منع نفسه من التباهي بالقفلة، حيث صرح أنه (لاتستغرب الحين نعلمك وش السالفة).

كلا القفلتين كانوا ضعيفات، صح فيها (صدمة) للمشاهد، ومتعة، ولكن كحبكة فيها ضعف، لما ترجع بذهنك وتتذكر سير القصة تكتشف أن حركة ستيف جوبز مب معقولة، لاهي خيالية ولا هي واقعية، حيث لايمكن في الواقع تصديق أن أناس يحتالون على شباب بأن واحد منهم يوقف طوال الوقت حاط وجهه جوا إطار الصورة، ويراهن، هذا المحتال،  على أنه ذولا الشباب راح يبدأون مشاريع ومحتاجين نصايح، تحتاج للكثير من التسامح عشان تسلك للكاتب. في قبضة النمر لم يكن في صالح قائد الشلة والمخطط "الممثل الكريه" أن يكون البطل -صاحب القبضة- ساذج، في البداية، أنت تضحك على النص لسخريته، حيث هذا الساذج البسيط الي فتح الباب بسرعة يقول (تكفون لا تقفلون أبي شاورما)، وكان شكله مضحك وهو يعضعض الشاورما أثناء القبض على المجرم. بس لمن عرفنا أن هذا مقصود وأنها لعبة، نكتشف أنه من الخطأ أنه يكون ساذج، عشان تكسب شعبية كان مفترض تخليه بطل حقيقي وتوثق لحظة البطولة وتكسب شعبية أكبر وتحول هذا الإنسان لرمز بطولي. ببساطة كان ممكن تخسر كل هذي الحيلة لو صرح شهود عيان أن البطل كان مجرد زبون متأخر، أكاد أقول أن الحبكة هنا رخوة. تشعر أن الكاتب أراد أن يصنع الكوميديا الساخرة بإيجاد (بطل ساذج) وفي نفس الوقت وجد في نفسه رغبة في الأخير أنه (يقفل) بطريقة صادمة تحيلك للبداية وتعيدك للتسلسل من جديد، وأظن أنه قام بدور جيد في فعله هذا، والذي –ككل فعل- لا يخلوا من نواقص.