في كرة القدم هنالك مسائل حتمية ؛ ولا شك أن الخسارة مسألة واردة عندما تأتي ، ولكن المهم عندما تأتي الخسارة يكون هنالك مؤشرات تعكس ، أن الخسارة كانت "خسارة لقاء اليوم فقط" وليست خسارة موسم بأكمله.

عندما وقع ليفربول مع يورغان كلوب جميع الاصوات أثنت على هذه الخطوة ، فالجميع يعرف حجم وإمكانيات كلوب الفنية ، وبعيداً عن اسمه الكبير في عالم كرة القدم ، الكثير من العقلاء بل حتى أصحاب العقول " العقيمة " قالوا بأن الخسائر ستأتي لـ كلوب ، وذلك حتماً طبيعياً لأن كلوب حضر لفريق مصنوع من رجل آخر ، فريقاً كان ميتاً ويحتاج للوقت من أجل البناء والعودة به .

عندما بدأ كلوب لم يجعل من الحجج المسبقة عذراً له ، تقدم وأنجز رقم ، ولكن في نهاية الأمر الخسارة أتى وهي خسارة ليست مستغربة ، فالمنطق يقول ليس هو " المسؤول " عن ذلك! ولكن إن أردت فعلاً أن تؤمن أن الفريق تحت قيادة كلوب سيكون على ما يرام ، لاحظ ردة فعل الآخرين عند خسارة كلوب ، حينها تصبح مؤمن أن مستقبل الفريق تحت قيادة يورغان كلوب سيكون أجمل.

خسارة لا شك أنها متوقعة منذُ اللحظة التي وقع بها كلوب ، ولكنها كانت غير متوقعة أن تأتي أمام كريستال بالاس وفي الآنفيلد بالتحديد ، ولكن هذه الخسارة لا تعني أن نحمل كلوب مسؤولية الإخفاق ، فالمسؤول أولاً واخيراً ممن أعطى الحرية لماً أوصل الفريق لمرحلة كهذه.

عندما تأتي سيرة كلوب على ألسن العقلاء فإنها تأتي بالإشادة لماً فعله في الفريق في فترة وجيزة ، وكيف تخطى الكثير من الحواجز الصعبة التي كان المعظم يتوقع التعثر فيها حتى أكثر المتفائلين ، ولكن عندما تتوقف عند ألسنت الحمقى فإنها تأتي بأحاديث أكثر ما يمكن أن يُقال عنها " القهر الصامت " الذي خُفي عندما أستطاع يورغان كلوب أخراس تلك الأصوات إجباراً .

# تحت السطر . .

ما قبل أن يأتي كلوب إلى ليفربول كان الفريق يمر بفترة إنعدام وطفرة ، ناهيك عن ظروف الإصابات التي أنهكت الفريق ، ورغم ذلك كلوب فعل ما لم يستطيع غيره فعله ، لازال كلوب رائعاً بنظري وأنظار الكثير.

دائماً اقولها أن ليفربول يمتلك " المال " ولكنه لا يمتلك " الفكر " ولكن اليوم اختلف شيئاً ، ليفربول اصبح يمتلك " كلاها " ولكن ليفربول الان يحتاج للوقت مع الفكر الذي حظى به.

خسارة الفريق أمام كريستال بالاس ( رب ضارةً نافعة ) منذُ اللحظة التي وقع فيها كلوب هو تحت ضغط رهيب من الإعلام ، الان كُشف له الفريق أكثر من السابق ، وماذا يمكن أن يحتاج الفريق مستقبلاً ، لذا ليست كل خسارة مزعجة ، البعض منها لها أهمية يُستفاد منها مستقبلاً.

# ومضى . .

قال أحدهم كيف لك أن تكون متفائلاً بيورغان كلوب ، فأجبت له : ألقيتُ نظرة على الأفضل ، ووجدت أنه يخشانا ، فكيف أن لا أتفائل به.

سـالـم اللهيبي