بقلم: محمد دومو
انا والظل نعيش لوحدنا
ليس لي من واحد في زماني هذا، أشكو له همي، و ليس لي من مكان في قلب من حولي، لأسكن فيه مطمئنا، انا اريد لمن اشكو، واريد مكانا آمنا لكي ابكي فيه.
فلمن أشكو؟ وأنا أعيش لوحدي.
وأين أشكو؟ وأنا بدون مكان، قد ألوذ إليه عندما أريد البكاء.
أتعامل مع الكثير ولا من أحد قد يحس بي ويفهمني. فبقيت تائها في دنياي، كريشة بمهب الريح طائشة مستسلمة، أصبحت غريبا حتى بين أهلي وفي محيطي. أعاني و أعيش في صمت قاتل لوحدي، وما لي من رفيق سوى ظلي!
امشي وهو يمشي!
اقف وهو كذلك!
اجلس فيجلس!..
تراه دائما منسجما معي، ولا من رفيق لي سواه.
ظلي هذا وانا، نعيش لوحدنا، وليس لنا مكان نلجأ اليه، او احد يصاحبنا او يشاركنا هذه الحياة.
انا اتكلم، وهو لا يتكلم ولكنه معي، أنا ارى وهو لا يرى ولكنه معي دائما وأبداً.
فهل هو الآخر يحس كما أحس انا؟
أم هو حاضر معي يؤنسني في وحدتي؟
انه وفي وعزيز علي، ولا من آخر أوفى منه لي.
قد احتاجه في بعض الأوقات اكون فيها لوحدي، فلم اجده هو الآخر بقربي، ولكن لن أرغم صديقا وفيا بأن لا يغيب ولو للحظة عابرة عني.
أينما أريده أجده، هو دائما بصحبتي سواء كنت فرحا أم ابكي، فهو لا يشتكي مني ولو لمرة واحدة طوال حياتي، ولكنه يخشى الظلام، أنا حينها لا أجده بجانبي كما عودني.
ولما لا اخشى أنا ايضا الظلام!
و نحن نشكل كيان واحد، لكن..
لما ينسلخ عني ظلي في الظلام؟
أ لمجرد خوف من الظلام أم هو ايضا هجرني كما فعل الآخرون؟
عندما تريدهم يذهبون، وتبقى لوحدك تتألم وتتجرع مرارة دنياك..
سأبقى في الظلام لوحدي، ولم أعاتب منذ الآن ظلي إن عاد لمرافقتي، فلكل عذره، إذن مرحبا بظلي وكذلك من حولي إن عادوا. ولا مجرد عتاب مني حتى لظلي إن غاب، فانا تعودت أن أكون، أعيش وأتكلم لوحدي..