سنة الحياة أن تولد ثم تمضي ..ولكن هل أبقيت لحياتك المستقبلية من عيشٍ رغيد.. هنا الفاصلة وهنا الحياة السعيدة ..
....فكانت النهاية والوفاة في يوم الجمعة 6 جمادى الأولى1430هـ 1 مايو 2009م
ولدت دليِّل بنت عبدالله بن إبراهيم الهويش ، في شقراء عام 1325هـ 1907م وتزوجت بداية حياتها ثم انفصلت عن زوجها برغبته ولم تنجب أولاداً.
كُفَّ بصرها وعمرها 22 عام شابة في مقتبل عمرها وذلك سنة 1347هـ .
توفي والدها وكان من تجار أهالي شقراء فبقيت في كنف أخيها الشيخ إبراهيم العبد الله الهويش المعروف بعلمه وصلاحه والذي تولى القضاء أكثر من أربعين . وكانت ترافقه تارة، وتارة تبقى في منزله في شقراء.
حفظت القرآن الكريم كاملاً وتعلمت قدراً جيداً من العلم الشرعي، وأصبحت تقضي معظم وقتها في تلاوة القرآن ومراجعته، وتعليم أهل البيت القرآن حتى إنها -رحمها الله- كانت تختم في كل رمضان خمس عشرة ختمة، وتقرأ في كل يوم خمسة عشر جزءاً، إضافة إلى استمرارها في قراءة القرآن طيلة أيام السنةوكانت تعقد حلقات تعليم لنساء الأسرة لتعليم القرآن الكريم .
كانت تمارس أدواراً وظيفية داخل البيت رقم كفاف بصرها مثل خضّ اللبن وحلب الغنم، وخياطة الثياب.
قيام الليل لم يفتها منذ أكثر من ستين سنة، وأنها أحياناً إذا كانت مرهقة أو مجهدة أو متأخرة في النوم جاء من يوقظها ويناديها باسمها
كانت تكثر من الصدقات والهدايا والعطايا، وكانت تحرص على الصوم فلا تفوتها الأيام البيض ولا الخميس والاثنين ولا مواسم الخيرات.
كانت صاحبة دعابة محبة للأطفال مدخلة السرور على أهل البيت كثيرة الدعاء لهم بالصلاح والتوفيق.
كانت الأعداد الكبيرة من أفراد الأسرة يشعرون بواجب نحوها حتى من لم يكن من محارمها فبعد صلاة الجمعة من كل أسبوع تستقبل الزائرين إضافة إلى سائر أيام الأسبوع.. كل يأتي من أجل صلتها والاطمئنان على حالها.
عمَّرت -رحمها الله- طويلاً فعاشت قرابة قرن من الزمان حتى وافتها المنية في يوم الجمعة 6 جمادى الأولى1430هـ، وكانت موتتها سوية في منزل ابن أخيها الشيخ عبد الله البراهيم الهويش.
ذلك اليوم الذي ذكر العلماء أن الموت فيه من علامات حسن الخاتمة قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليتلها إلا وقاه الله فتنة القبر).. رواه أحمد وصححه الألباني.
أسأل الله أن يرحمها ويغفر لها ، وأن يسكنها فسيح جناته.