زارنا أحمد من ذوي البتور ليقدم لنا تجاربه في تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد لطباعة طرف صناعي لذراعه التي فقدها في حادث. بدأ أحمد يقدم وجهة نظره في ماهية الطرف الصناعي لمحتاجيه ولماذا يدعم فكرة أن الطرف الصناعي يفترض أن يكون جميلاً وبسيطاً يؤدي احتياجات أساسية بدون مكونات كهربائية متطورة بفائدة محدودة مهما تطورت إمكاناتها، حيث مهما نالها من التطوير لن تصل لقيمة الجزء المبتور وبمبالغ مرهقة.
يسير أحمد في طريقه هذا محاولاً الوصول لهدف الجمال والبساطة في الأطراف التي يصنعها ويحاول الإلتقاء بالناس ليشرح فكرته لتنضج وحتى يجد لها الدعم المادي أيضاً.
يعتقد أحمد أن طفلاً أو فتاة يفضلون أن يكون منحوتاً على الطرف الصناعي نقوشاً أو صورة لبطل فلم كرتوني خارق يجعلهم يفاخرون به أمام أقرانهم وبسعر زهيد أفضل من جهاز ثقيل بشكل قبيح يثير نظرات الإستغراب والإندهاش.
تحور الحديث فجأة من بعض الحاضرين بحسن نية ، لحرف الهدف من النقاش إلى شخص أحمد وقدرته على تحويل الألم إلى أمل ثم عرج الحديث نحو الإعتبار وشكر الله على ما لدينا. وأن كل المصائب تهون وتصغر !
أحياناً من التعاطف أن لا نبدي تعاطفاً أو رحمة، يكفي أن نكون في حالة طبيعية وفي ثبات إنفعالي حتى لا نشعرهم بأنهم مختلفين وفي طبقة إنسانية مختلفة.
يقول ذوي البتور أو المعاقين عن الحركة أن نظرة الرحمة والاستعطاف تؤلمهم ولا يحتاجونها ، وأجزم أن اعتبارهم في محل العبرة وتذكر نعم الله علينا شكل من اشكال استنقاصهم ونبذهم وتصنيفهم. والإعتبار وتذكر النعم مشاعر محمودة لكن بعيداً عن أسماعهم لسببين أولها قد يكونون في حالة من الكمال في جوانب أخرى ما يكون أكثر قيمة من كمال الجسد، فمن أين لنا هذه الثقة ؟ والسبب الثاني لا معيب في شكر الله عن الكمال الجسدي بعيداً عنهم.
نجاحهم وتميزهم ليس مادة للعرض في المحافل و لتحفيزنا وشحذ هممنا بل لأنهم مثلنا تماما في أحلامهم ورغباتهم وقدراتهم وليسوا في درجة أقل.
حتى المواساة نفسها لها وقتها ومن أشخاص بعينهم لهم قيمتهم في قلب المصاب ، وأيضاً لا يليق أن تكون بعد تجاوز المصيبة بفترة . المواساة في غير وقتها كالعبث بجرح على وشك الشفاء لندميه مرة اخرى.