"الزين مايكمل " .. "فلان ماشاء الله عليه .. بس مشكلته .. " كثيرًا ماترد على مسامعنا مثل هذه العبارات والتي هي بطريقة أو بأخرى تحاول البحث عن الكمال فينا أو في الآخرين ..
من ناحية .. فإن تفوقنا في مجالات قد يكون نتيجة قصور في مجالات أخرى فيتيح لنا فرصةالتركيز والتميز فيما نحسنه .. فمثلاً عرف عن أصحاب الرؤى الكبيرة أنهم لايعبؤون بالتفاصيل بل وقد يستهجنون الاهتمام بها .. وقد يتذمر من حولهم من إغفالهم لها.. لكنهم لو اهتموا بها، فلربما لم يصبح لديهم وقت للأحلام العظيمة والقفزات الجريئة التي تهيء فرصةً للمهتمين بالتفاصيل لاستكمالها .. فالحالمون يرسمون صورة للمستقبل ذات معالم ليست كاملة الوضوح تلهم الآخرين كي يجلو الغموض ويسدوا الفراغات والتحرك إلى الأمام لتحقيق الأحلام.. أما لو استكمل صاحب الرؤية كل تفاصيلها فلربما ظهرت صعوبات تحقيقها واستحال إقناع الآخرين في تبنيها والمضي قدمًا في تنفيذها.
ومن ناحية أخرى ربما كان بعض ماينقصنا من صفات أو مهارات هو مايوجد مجالًا لتكامل الآخرين معنا فيصبح نقصنا محفزًا لمد الجسور والتعاون سويًا على الإنجاز ..أما الأبطال الخارقون (السوبر هيروز) فهم في الغالب يشعرون من حولهم بالعجز واليأس فليس هناك مجال للعطاء معهم لتفوقهم في كل مجال..كما أنهم قد يخفون نقصهم خوفًا من اهتزاز صورتهم وخسارة تقدير الآخرين لهم فتزداد صعوبة بناء علاقات بناءة معهم مما قد يرهقهم عمليًا ونفسيًا بتراكم مهامهم فتظهر نواقصهم رغمًا عنهم فيدخلون في دوامة قد تودي بهم إلى الانهيار..
لذا فإن نقاط ضعفنا قد تكون هي سر قوتنا .. والنقص البشري الذي نحمله هو سر قدرتنا على التكامل مع غيرنا للوصول سويًا إلى الكمال المنشود.