يا أبي , مر زمن طويل لم أقل لأحد " أنا الذيب بآكلكم " وقد كنتُ احترفت – صغيرة - دور الذئب طويلاً , كنت لا أجِد في العدو لأبقى أطول وقت ممكن ذئبا يطارد الفرائس التي صدقت ببلاهة عريضة أنها الأقوى , هذه الفرائس البليدة كبرت انتصرت آخر الأمر و غادرت استراحت ساقها أغمضت جفنيها , ونامت !
وبقيتُ أنا مستيقظة , متوهمة أنني يقظة , معتقدة أنني لا أزال في مركز قوة أعتلى كرسي شاهبندر التجار كما في مسلسلات الأطفال القديمة وأقهقه بجلبة عالية بفوقية عقيمة !!
رحل الجميع نهاية الأمر يا أبي , لم يعد هناك من أركض خلفه سواي !
ركضتُ صوبي اتجهتُ إليّ حاصرتُني صادرتُني ثم غرستُ مخالبي وأكلتُني !!
كان الجوع كافرا أكثر مما يجب , كان شرسا ومتوحشا , حتى أنه لم يسمح لي بجنازة لائقة أو نصب تذكاري بدائي الصنع – على الأقل - يكتب عليه أحدهم بفوضوية ولامبالاة :
" هنا يرقد الذئب الذي قضى عمره معتقدا عبثا أنه مطارد بارع بينما لم يكن يطارد إلا نفسه حتى إذا قُتلت السبل أكل نفسه " !
قل لهم يا أبي يمنحوني فرصة جديدة , ألعب فيها دور الفريسة أركض عنهم أريد أن أختر اللون الأبيض الأصفر الرمادي أو الأسود أو لايهم أصلاً المهم المهم أن أركض , لعلي في النهاية أستريح كما استراحوا أنتصر أعيش بقطعة خبز كما عاشوا وأموت كما ماتوا !