بقلم: محمد دومو
الذهاب الى السماء
أصبحت لا أرى في هذه الفانية من شيء قد يغريني للبقاء، ولو للحظة عابرة تائها، مشتت العقل، غير بصير لمجموع إشارات من الخالق، وانا موهوم في طاعة واستسلام تام لخطورة النفس وما تخبئه من شرور لا تحصى ولا تعد..
لقد بدأت طريق الانسجام مع روحي، وما من خير، باد لي من الوهلة الأولى، في مثل هذا المسلك الصحيح و المرصوص كأعمدة البنيان..
هنا بالضبط، أصبح ضميري مرتاح، ويزداد ارتياحا وهناء يوما بعد يوم، احمد الله على ذلك.
لقد أصبحت استقبل سعادة افضل بكثير، من أخرى نابعة من طريق هذه النفس الزائلة الفانية، انها ليست بسعادة حقيقية، وإنما هي شبه سعادة وهمية بما تحمل كلمة وهم من عمق..
الايام تعلمك دروسها بين الفينة والأخرى، وهذا الانسان الغريب من طبعه، اقول هنا وبكل تلقائية، سبحان الخالق المبدع.
الرجوع الى الله أجمل شيء، قد يفعله هذا التائه المسكين، المريض بوهم الحياة الغادر والشرير، فلا تستسلم لمثل هذه التفاهات والأشكال المزيفة، واقتنع أن طاعتك للخالق، أحسن شيء في هذه المرحلة بالذات، مرحلة تقويمية لأخرى خالدة لا يفوز بها إلا من آمن بالله وعمل صالحا..
انني هنا بهذه الكلمات، المبعوثة على شكل نصائح، اخاطب بالدرجة الأولى نفسي، هذه الأخيرة التي لطالما تخنقني وتوهمني، في لحظات شتى، أن أتبع خطاها للتمتع بالوهم الزائل، وانني لطالما طاوعتها مرارا وتكرارا، ولكنني اليوم اقتنعت أن العودة إلى التصالح مع الذات اجمل بكثير، من جمال محيط الظلمات والشرور وهلم جرا..