ظن النظام السوري ان التدخل في الشأن العراقي بعد العام 2003 , والانزلاق نحو المعمعة العراقية , ومد الساحة الداخلية بكل ما يقلقها ويأجج النيران فيها ويعرقل المخططات الامريكية المبيتة ؛ بذريعة مقاومة المحتل الامريكي تارة ومعارضة الحاكم الشيعي تارة اخرى ؛ سوف يجنب سوريا ويلات نظرية الفوضى الخلاقة الامريكية وتداعياتها الخطيرة ؛ الا ان النظام السوري باء بالفشل , ولم يستطع الافلات من براثن الذئاب الامريكية والضباع الصهيونية ؛ وراح ضحية هذه النظرية التدميرية معمر القذافي  ايضا ؛ على الرغم من بعده عن نيران الشرق الاوسط واستعداده للمواجهة وقوة امكانياته المتاحة وقتذاك .

وتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود ؛ فالدول المستهدفة من هذه النظرية الاستكبارية والتي دفعت الثمن , هي : العراق , سوريا , لبنان , فلسطين , اليمن , ليبيا , السودان  ؛ في الوقت الراهن , اذ نجت مصر بنفسها بعد ان تخلصت من حكم الاخوان المسلمين , وكذلك الصومال خفت حدة التوترات فيها ؛ الا ان هذا لا يعني  اهداف النظرية تقف عند هذا الحد فقط ؛ بل قد تشمل نيران تلك النظرية دول الخليج ودول اقليمية اخرى فيما بعد ؛ فالاختلاف لا يتعلق بالهدف الجوهري من النظرية بقدر ما يتعلق بالتوقيت المناسب والتكتيكات السياسية والعسكرية وما تفضي اليه الاتفاقيات او الصراعات الدولية القائمة الان بين الشرق والغرب .

وبعد ان تعرفنا على الدول المستهدفة ؛ لابد لنا الان من معرفة الدول والكيانات اللاعبة والتي تدير بيادق الشطرنج وتوزع الادوار بين المتنازعين والخصوم المحليين والاقليميين ؛ فالولايات المتحدة الامريكية تعتبر رأس الحربة في تنفيذ هذه النظرية , وتليها اسرائيل وبريطانيا وسائر الدول الغربية التي تسير وفقا للإرادة الامريكية  , وهنالك ادوار صغيرة تصب في صالح تطبيقات هذه النظرية على ارض الواقع ؛ لبعض الدول والانظمة العربية فضلا عن الدور المؤثر للأتراك وادواتهم في المنطقة كالكرد في اربيل والتركمان في كركوك  والحركات الارهابية والتنظيمات المسلحة  في سوريا وليبيا وغيرها ؛ وهذا لا يعني عدم تدخل القوى الشرقية الا ان تدخلها عرضيا وليس طوليا كما يقولون ؛ اذ تتقاطع مصالح الشرق مع الغرب في بعض المحطات ؛ وقد تتوافق مصالح الغرب والشرق والكبار والصغار احيانا , وقد تتبدل الادوار وتتغير الاستراتيجيات تبعا للتحديات والمستجدات . 

وبعد العراق واليمن وليبيا ؛ انجر السوريون الى عرين الاسد واكتواء النظام السوري والسوريين بنيران النظرية ؛ حيث سقط مئات الالاف من الضحايا ودمرت القرى والمدن , وتضررت البنى التحتية والمنشات الصناعية وغيرها , وتم تهجير الملايين من ديارهم ؛ وبسبب ضغط الهجرة السورية المليونية على تركيا واوربا والغرب , قام الاتراك وبدعم غربي خفي بالجلوس حول طاولة المباحثات والتفاهمات مع الروس والايرانيين والنظام السوري ؛ اذ تم توقيع اتفاقية خفض التصعيد بين أنقرة وموسكو في مارس (آذار) 2020، التي أوقفت بموجبها العمليات العسكرية في الشمال السوري ؛ مما أدى الى رجوع الكثير من السوريين الى ديارهم .

وبما ان الاستقرار لا يتماهى مع نظرية الفوضى الخلاقة ومخططات قوى الاستكبار ؛ حتى ولو كان نسبيا ومحدودا ؛ اندلعت معارك غزة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ؛ ثم توسعت لتشمل لبنان , وامتدت نيرانها الى ايران والعراق واليمن ؛ وبعد شهور من الحرب الطاحنة ؛ اضطر الكيان الصهيوني للقبول بالهدنة مع حزب الله في لبنان , وبعد سريان الهدنة بين الطرفين مباشرة ؛ خرجت الافاعي التكفيرية و العصابات التركية والتنظيمات الارهابية  من جحورها , واتجهت جموع الارهابيين والمرتزقة والمعارضين نحو الاراضي الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية , اذ أعلنت المعارضة السورية والمدعومة من الاتراك عملية ( رد العدوان ) زورا وكذبا ؛ فبينما كانت الاطراف الاخرى ملتزمة بالهدنة والسلم والتي تتمثل بالجيش السوري والروس والفصائل والحركات الشيعية وغيرها والمساندة للحكومة السورية بما فيها حزب الله - مما أدى الى تراجع الجهازية القتالية وترهل قدرات المقاتلين والاطمئنان لحالة الوضع القائم وسريان الهدنة ؛ فضلا عن التداعيات السلبية لمعارك حزب الله وفصائل المقاومة الشيعية مع الصهاينة واستنزاف الطاقات والامكانيات - ؛ فاجأت الحركات الارهابية وفصائل المعارضة المسلحة  الجيش السوري وحلفاءه اللبنانيين والإيرانيين والعراقيين والروس ... الخ ؛ و سيطرت فصائل المعارضة والحركات التكفيرية والتنظيمات الارهابية   على 32 قرية ونقطة في ريف حلب الغربي شمال سوريا ، بما يعادل مساحة حوالي 245 كيلومترا كما قيل وفقا لبعض الوكالات ، وذلك بعد اشتباكات مع قوات الجيش السوري والقوات الصديقة المساندة له ؛  بأعقاب إعلان إطلاق عملية "ردع العدوان" الغادرة يوم الأربعاء 27/11/ 2024 ، أدت لسقوط عشرات القتلى، بأول اختراق لخطوط التماس منذ اتفاق وقف إطلاق النار قبل 4 سنوات.

ولعل سائل يسأل ما هي دوافع هذه التحركات العسكرية وما هي السيناريوهات المحتملة ولماذا تزامنت مع قرار وقف اطلاق النار بين حزب الله والصهاينة ؟!

هنالك عدة احتمالات وسيناريوهات محتملة ؛ سنوجزها على شكل نقاط : 

  • البعض ذهب الى ان السبب في اندلاع العمليات العسكرية الارهابية ضد الحكومة السورية ؛  صدور الاوامر الصهيونية والامريكية لتلك الحركات والفصائل للإخلال بالأمن والسلم الاهلي وتكبيد سوريا والحكومة السورية خسائر فادحة على مستوى الارواح والمعدات والممتلكات ؛ وذلك بسبب الموقف السوري من فصائل المقاومة وحركة حماس وحزب الله بالتحديد ؛ فقد طالبت اسرائيل سوريا ولأكثر من مرة بضرورة ايقاف نشاطات فصائل المقاومة وعدم تقديم الدعم لحزب الله والتخلي عن محور المقاومة ؛ الا ان الجانب السوري يرفض تلك المقترحات الاسرائيلية ؛ مما دفع الصهاينة لتكثيف القصف الجوي العنيف لكافة المعابر التي تربط سوريا بالجانب اللبناني ؛ وذلك لقطع الامدادات عن حزب الله ؛ تفادياً لتكرار سيناريو ما بعد حرب 2006 ؛ بل ان نتياهو هدد سوريا علنا وبالقول للرئيس السوري بشار الأسد بأن أي دعم من هذا القبيل هو «لعب بالنار» ؛ اذ تعتبر اسرائيل ان سوريا تمثل خط الاسناد الاول لمحور المقاومة , وهذا الامر لعله من اهم الاسباب التي دعت لاندلاع الاضطرابات والمواجهات العسكرية عام 2011 في سوريا ؛ وطالما طالبت اسرائيل من النظام السوري بضرورة ابعاد فصائل المقاومة عن حدود الجولان  بأكثر من مسافة 30 كيلومتراً . 
  • وقيل ان السبب في ذلك ؛ رفض النظام السوري للجلوس مع الاتراك وعدم الموافقة على التطبيع مع حكومة اردوغان التي تعتبرها دمشق محتلة للأراضي السورية ؛ فقد رفض الاسد دعوات الرئيس التركي رجب طيب اوردغان للمصالحة والتطبيع والاتفاق على بعض الامور المهمة والاستراتيجية وتنظيم شؤون المناطق السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة وغيرها من الملفات ؛ مما دفع الرئيس التركي للإيعاز لتلك الحركات الارهابية والفصائل المسلحة بالتحرك العسكري وشن العدوان على الجيش السوري والقوات الصديقة المساندة ؛ وفي هذه الاثناء خرقت اسرائيل الهدنة مع لبنان ؛ فتركيا  لم تكن راضية بالتأكيد عن استخفاف النظام السوري المستمر بدعوات الرئيس أردوغان للتطبيع مع دمشق، ورغبته بالاجتماع مع بشار الأسد لحل الخلافات والاتفاق على حلول للأزمة في سوريا ولكن وفقا للرؤية التركية ؛ فإن ما حققته المعارضة المسلحة  من اختراقات ميدانية سريعة وواسعة، منحتها فرصة إيصال رسائل مباشرة للنظام السوري ولروسيا وإيران مجتمعين، بضرورة إجراء ترتيبات جديدة، تتجاوز مرحلة سلسلة "أستانا" ومخرجاتها، وتضع قواعد جديدة للتعامل على الأرض، في ضوء الوقائع الإقليمية الجديدة... ؛ لاسيما وان التقارب الروسي التركي ؛ يفهم منه قبول الروس بضرورة جلوس النظام السوري مع الاتراك واجراء خطوات التطبيع بين الطرفين ؛ و في هذا  السياق، أكد مصدر دبلوماسي روسي أن التطورات الميدانية الأخيرة في سوريا تثبت ضرورة دفع مسار تطبيع في مناطق الشمال بين دمشق وأنقرة، وإيجاد تسوية مستقرة للوضع في مناطق الشمال السوري.
  • وقيل ان السبب في ذلك ؛ عدم اتساع المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية للأعداد الكبيرة من النازحين والمهجرين السوريين ؛ مما دفع المعارضة لتمديد الاراضي وقضم المزيد منها لاستيعاب تلك الاعداد المتزايدة ؛ فضلا عن ضعف الموارد الاقتصادية والتي لا تكفي لكل تلك الاعداد ؛ فقد كان التوسع الجغرافي على حساب قوات النظام السورية  و( الميليشيات) القوات الصديقة المساندة هو أحد الحلول المطلوبة لغرض توفير ملاذات مناسبة للنازحين ؛ وتعتبر هذه العمليات العسكرية وبهذا الوقت بالتحديد ؛ رسالة سياسية واضحة، بضرورة إعادة النظر بمجمل الترتيبات السياسية السابقة المتعلقة بسوريا، في ضوء المتغيرات الإقليمية، والتهديدات الجدية التي تواجهها إيران، و(ميليشياتها) فصائل المقاومة ، وما تعرض له حزب الله في لبنان من ( خسائر جسيمة ) ينبغي أن تظهر آثارها على الساحة السورية ... ؛  ولعل زيارة بشار الأسد المفاجئة إلى موسكو يوم الخميس ، أو ربما استدعاؤه السريع إليها، هو نتيجة مباشرة وسريعة لما يحصل غربي حلب ؛ وما يترتب على تلك العمليات من تداعيات ؛ وقيل ان الاتراك وراء دفع المعارضة لهذه التحركات كما مر انفا وذلك لتطابق المصالح بين الطرفين ؛ بل ومن امريكا واسرائيل واوكرانيا ... ؛ ولعل هذه العمليات بداية مشروع تقسيم سوريا الى عدة اقاليم كما صرح البعض بذلك سابقا . 
  • وقيل ان السبب في ذلك ؛ ادعاء تركيا ان تلك العمليات العسكرية تصب في حماية امنها القومي من الخطر الاسرائيلي ؛ فبعد التطورات الاخيرة في المنطقة ؛ توقع الاتراك حدوث الاضطرابات في سوريا وبل وسقوط النظام السوري ؛ لا سيما في إمكانية استغلال ميليشيا قسد وحزب العمال فراغات القوة في سوريا للتوسع وتهديد الأناضول ؛ اذ ان الانتظار أكثر لما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة وفي سوريا بشكل خاص، بدا وكأنه خسارة مبكرة، في سياق صراع للسيطرة الإقليمية تخوضه إسرائيل وإيران،  ويخسر فيه من يظل ينتظر نصيبه من الأذى والاختراق ... , اذ يأتي الدعم التركي للعملية وإن لم يكن مباشراً حتى الآن، لقطع الطريق على قوات سوريا الديمقراطية وحرمانها من تحصيل أي مكاسب في حال تراجعت إيران أو انسحبت ( ميليشياتها ) من المنطقة ...  ؛ فضلا عن الاطماع التركية المعلنة في مناطق الاكراد في سوريا والعراق ؛ لذلك هي تعمل جاهدة للدفع بالأمور نحو التعقيد والاضطراب والتقسيم ؛ من أجل الفوز بالكعكعة السورية والعراقية ؛ ومن الواضح ان الاتراك يريدون الاستفادة من تلك المتغيرات التي طرأت على الساحة الاقليمية ؛ بما فيها الضغط على الروس بالتعاون مع اوكرانيا والغرب ؛ بحجة اهمال الروس للمصالح التركية الامنية  
  • وقيل ان السبب في ذلك ؛ استفادة المعارضة من الاوضاع الراهنة ؛ وحصر النظام السوري في زاوية حجرة ؛ والاتفاق معه على ترتيب الاوراق بين الطرفين ؛ والقبول بالمعارضة كقوة واقعية بل وبديلة عن الوضع السياسي الراهن , لاسيما وان المطالبات الشعبية تطالب بإدخال الشخصيات السورية العلمانية في الخارج ضمن عمليات التسوية والاتفاقيات السياسية المرتقبة مع النظام السوري ؛ وفضلا عن ذلك، فإن الوصول إلى مشارف حلب، يمثل منجزاً معنوياً وميدانياً مهماً للمعارضة والحركات الارهابية في شمال سوريا، يعزز موقفهم التفاوضي وحضورهم في أي تسويات ممكنة للقضية السورية فيما بعد ، وفي الوقت ذاته قد يصبح حافزاً مباشراً لعمليات تقدم نوعي في مناطق أخرى داخل سوريا، تستفيد من زخم هذه العمليات، بالتزامن مع انشغال فصائل المقاومة بالصراع مع الصهاينة ؛ فهذه العمليات العسكرية قد تفضي إلى عملية سياسية جديدة، تنتج شروطاً وأوضاعاً مختلفة على الأرض، أو أنها قد تقدم حلولاً لمجمل الأزمة السورية لأول مرة منذ 13 عاماً، أو أن المعارك الأخيرة ستشجع أطرافاً خارجية مختلفة على التدخل لفرض وقائع تخدمها في المنطقة، وتعزز من مكاناتها ومصالحها، في الخرائط الإقليمية المفترضة حين ينتهي هذا الصراع يوماً ما ؛ بسقوط النظام السوري او باشراك المعارضة بالحكم او بتقسيم سوريا . 
  • قيل ان السبب في اندلاع هذه الحرب ؛ المليشيات الشيعية وفصائل المقاومة وحزب الله لا غير ؛ فقد اتفقت الارادة التركية والامريكية والاسرائيلية وقيل الروسية وحتى الحكومة السورية ؛ وقد لاحظ المتابعون حياد النظام السوري تجاه صراع حزب الله مع الصهاينة ؛ علما ان حزب الله من حلفاء النظام السوري ؛ فقد تكبد الصهاينة خسائر فادحة في لبنان وفي فلسطين بسبب العمليات العسكرية والتحشيد السياسي والاعلامي والشعبي  لحزب الله وفصائل المقاومة ومحور المقاومة , وكذلك يواجه الامريكان والغرب نفس التحديات في العراق والبحر الاحمر ؛ وليس بإمكان الصهاينة والامريكان مواجهة كل قوى محور المقاومة في المنطقة , وكذلك ليس مقبولا لديهم غض الطرف عن تلك القوى والفصائل و( المليشيات ) لاسيما وانها تمسك بالأرض ؛ فضلا عن ان الروس والنظام السوري قد ضاق ذرعا بالنفوذ الشيعي والهيمنة الايرانية كما قيل ؛ لذلك اتفق الاضداد واجتمعت مصالح الخصوم على ابادة الحركات الشيعية وفصائل محور المقاومة وتفريغ سوريا من النفوذ الشيعي بل والمنطقة برمتها , لاسيما وان الحركات التكفيرية والتنظيميات الطائفية والعصابات الارهابية المنتشرة في العالم الاسلامي والعربي تأتمر بالأوامر الاستكبارية والاستعمارية والصهيونية ولا تمثل تهديدا جديا لإسرائيل ,  وبناء على ما تقدم صدرت الاوامر الدولية المشبوهة لتلك العصابات الارهابية والمافيات الاجرامية لإعادة تنظيم صفوفها وتوحيد جهودها وترتيب اوراقها , والانقضاض على فصائل المقاومة والحركات الشيعية وحزب الله والايرانيين ؛ وذلك من خلال جرهم الى المستنقع السوري ثم الاحاطة بهم من كل الجوانب , وقطع الامدادات عنهم , ثم الاجهاز عليهم , وابادتهم وانهاء ورقتهم وطي صفحتهم , والبدء بمخطط دولي جديد يستهدف المنطقة بما فيها العراق , والشواهد على ما ذهبنا اليه انفا ؛ هجوم هيئة تحرير الشام الارهابية مع الفصائل والحركات الاجرامية الاخرى على بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، حيث الوجود الكثيف لمقاتلي «حزب الله» اللبناني، كما تمت مهاجمة مطار النيرب ، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل  مقاومة موالية لإيران  ؛ وقد استشهد البعض من عناصر تلك الفصائل بالإضافة الى مقتل القيادي في الحرس الثوري كيومارس بورهاشمي ... ؛ وقد علق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في اتصال أجراه أمس مع نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب: «إن هذه الحوادث (في سوريا) هي مخطط أميركي - صهيوني لإرباك الأمن والاستقرار في المنطقة عقب إخفاقات وهزائم الكيان الصهيوني أمام المقاومة»، مشدداً على ضرورة التصدي لظاهرة الإرهاب المقيتة ... ؛ وقد سبقت تلك التحركات الارهابية , ضربات امريكية موجهة ضد فصائل المقاومة في سوريا وخلال الشهر الجاري , حتى ان البعض ادعى ان الرئيس التركي اقترح على بشار الاسد سرا ؛ تخلصيه من الهيمنة الايرانية ونفوذ فصائل المقاومة والحركات الشيعية , من خلال شن هذه العمليات العسكرية المفتعلة , ثم انضواء تلك الحركات الارهابية والفصائل المسلحة تحت لواء الحكومة السورية ؛ ولعل هذا السيناريو المتحمل تنفيذه القصد منه لا حماية بشار الاسد او دعم نظامه السياسي ؛ بقدر ما يهدف الى افراغ تركيا واوربا من السوريين , وارجاعهم الى ديارهم ؛ حتى لو اضطر الامر الى مشاركة المعارضة السوري في الحكومة .
  • قيل ان السبب في ذلك دعم الحكومة السورية والاطاحة بالمعارضة واسترجاع كافة الاراضي السورية ؛ فالحكومة التركية وكذلك العراقية وغيرهما من صالحهما استتباب الامن في سوريا ؛ وذلك لكبح جماح الفصائل الكردية الانفصالية والحركات الارهابية  ؛ فضلا عن رغبة الغرب في استقرار سوريا من اجل ترحيل كافة اللاجئين والنازحين السوريين الى سوريا ؛ لانهم باتوا عبئا ثقيلا على تركيا واوربا ؛ وذلك من خلال جر الفصائل المسلحة والحركات الارهابية الى هذه المعركة , وايهام المعارضة والارهابيين بأن الوقت مناسب للسيطرة على مناطق من الشمال السوري، واستعادتها من النظام وفصلها عن سلطة دمشق كلياً، و تقديم الوعود لهم بالدعم , ونقل معلومات مضللة لهم فيما يخص القوة الفعلية للنظام السوري ؛ في الوقت الذي تقوم به القوى الدولية والاقليمية بدعم واسناد النظام السوري لاسترجاع الاراضي السورية والحفاظ على وحدتها , ويمنحه تفويضاً باستعادة القصف المركز، وهامشاً أوسع للمناورة في أي مفاوضات مقبلة ؛ لذا نشاهد قوة القصف السوري و ان كان القصف الروسي ضد مواقع الفصائل المسلحة والحركات الارهابية خجولا حتى هذه الساعة , 
  • قيل ان السبب في ذلك , احراج الروس في سوريا وتضييق الخناق على النظام السوري ؛ من خلال الاتفاق مع المعارضة السورية والحركات الارهابية ودعمها بالعدة والعدد والمال ؛ فهذه الجبهة الجديدة ضد روسيا ستقوض جهودها هناك ؛ لاسيما وان الروس مشغولون بالحرب في أوكرانيا ؛ مما قد يدفع الروس للتضحية بإحدى الورقتين او القبول بالشروط الغربية . 
  • وللحديث بقية .