كان حينما يحضر مجلساً لا يشعر بحضوره أحد ، و حينما يتغيب عن المجلس لا يشعر بغيابه أحد ، و حينما يسير فى طرقات المدينة لا يلتفت إليه أحد .

كان يحيا بين الناس كالهواء الذى يمر بجوارهم دون أن يشعروا به ، فلم يكن مؤئراً بأى درجة، فى أى أحد ، و فى أى وقت ، فقد كان هملاً لا يطمح إلى شئ .

كانت الحياة الرتيبة تكبله من كل اتجاه و تشده إلى منطقة الراحة ، حيث الأمان و البعد عن غوائل البشر .

استيقظ ذات صباح فوجد فى قرارة نفسه أمراً يدفعه بقوة الى الخروج من الهامش ،  و الرحيل الى صفحة الحياة .