مما لا شك فيه ان الدوري السعودي يعيش سنوات تاريخيه في ارتفاع القيمة المالية و التسويقية للدوري و قيمة العناصر التي يتم جلبها من الخارج خلال فترات الإنتقال.
البداية في التضخم الكبير في الدوري السعودي كان في عام 2018 عندما قامت الأندية بجلب لاعبين مختلفين بقيمة عاليه بعد الدعم الحكومي للأندية و رفع عدد اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي ، وحسب ماذكرته الفيفا جاءت الأندية السعودية في الترتيب السابع عالميا من حيث المبالغ المصروفة في إنتقالات عام 2018 بزيادة تبلغ 444.5% عن عام 2017 وهذا دليل واضح للتضخم الذي حصل في عام 2018.
لكن هذا الأرتفاع المالي الكبير لم يقترن بعمل إداري رائع في الأندية السعودية فعلى سبيل المثال اتمت الأندية السعودية 90 صفقة خلال شهر يناير الماضي فقط وهذا الرقم يعتبر رقم كبير جداً جداً و صادم في دوري نريد ان يصبح من الأفضل في العالم.
حيث ان الدوري السعودي بالوقت الحالي يأتي كمنافس قوي للدوري الصيني و التركي من الناحية المالية و جلب ابرز النجوم الباحثين عن رواتب اعلى في دوريات خارج التوب 5 ، ولكن هذا الأمر الإداري السيء يصعب كثيراً من القفز بشكل اكبر للأندية السعودية في نوعية اللاعبين الأجانب فتغيير 90 لاعب خلال شهر واحد من جميع الأندية الـ 16 المتواجده في الدوري هو اكبر دليل واضح على عدم جاهزية الكوادر الإدارية بالأندية و الرابطة بخطط واضحه يتم العمل بها.
في الفتره المقبله سندخل على سوق صيفيه من المفترض ان يكون اهداف الأندية بها واضحه ولكن الأمر الذي لا يجعل الاهداف واضحه هي كثرة تغيير المدربين بالدوري السعودي ، فعلى سبيل المثال يعتبر نادي الفيصلي هو النادي السعودي الوحيد الذي يملك استقرار فني في اخر موسمين بالدوري السعودي الممتاز عكس البقيه التي شهد الجميع تغيراً فنياً يقترن بتغيير اللاعبين الأجانب بكل تأكيد.
هذا الامر يفتح باب السمسره للمدربين بكثره كما شاهدنا في دورينا و المتضرر الاول و الاخير هو النادي السعودي بعد رحيل هذا المدرب و قدوم مدرب اخر يريد نوعيه مختلفه من اللاعبين الأجانب.
لدينا نقاط قوة يجب ان تستغلها انديتنا بجلب اللاعبين العرب المميزين الذين يريدون الاحتراف بالدوري السعودي لأسباب ماليه او جماهيريه وهذا الأمر بدأ بالظهور بشكل تدريجي في الفتره الماضية في انديتنا السعودية.
بالنسبة لي شخصياً ارى ان رابطة دوري المحترفين ايضاً تلعب دور في هذا السوء الإداري الحاصل في الاندية السعودية من خلال عدم وضع معايير واضحه للاعبين الاجانب بالدوري السعودي او تعرض اللاعبين للإختبارات من الرابطة كما يحدث بالدوريات الخمس الكبرى.
فعلى سبيل المثال من المفترض ان تضع الرابطة شروط لجلب اللاعبين المحترفين ، قد يكون اهمها مشاركة اللاعب بنسبة محدده من مباريات المنتخب بالسنه الماضية من اجل الإرتقاء بمستوى المحترفين الأجانب بالمرحلة المقبله.
في الختام نحن نملك دوري لديه جميع مقومات النجاح للوصول الى الأهداف الموضوعه من القيادة ولكن نفتقد كثيراً للعمل الإداري الصارم و المنتج في انديتنا و الرابطة وهذا الأمر يعود الى تراكمات سابقه يجب ان نخرج منها سريعاً لصناعة دوري سعودي ينافس اقوى الدوريات بالعالم.
......................................................................
كتابة : نواف العقيّل
تويتر : @nawaf_oga
للإعلانات و التواصل عبر :
[email protected]