إليكَ

إليك وعيناك مازالت تتلألأ ترمق الفجر بالرغم من غبار المعركة الكثيف.. إليكَ وصدرك كأزيز المرجل من فرط انشغالك بأمر دينك.. ‏إليكَ .. مشتعلًا  كلما زاد البلاء كان زادًا لزيادة إيمانك، فكم من مرة هرعت إلى محرابك في ظلمة الليل وظلمة الكرب تقف تنهل من النور حتى تأخذ نوراً وقبسًا من مصباح مشكاته ااتي لا تنطفئ ..!

إليك أنت فقط دون غيرك دون الآخرين في نهر الزمان الممتد.. وقد دون اسمك في اللوح المحفوظ أنك محفوظ

إليكَ وقد نقش اسمك على جدران التاريخ بحروف ذهبية.. 


إليكَ ‏ .. وقد تخلى الأقران، وذهب النّاس بالمال والبنون ، وأنت تنفض الغبار عن ثوبك وتهمهم بكلمات تسأل الله فيها القبول !‏ إليكَ .. تنظر في الغبار قائلًا :

"رُبَّ كلمة .. اشتريت بها لؤلؤاً مجوَّفا .."

إليكَ ولا يد تمتدّ إليك وقد وسرت وحدك على الطّريق  فلم يوقفك عدوّ وعتد محبًا غربتك متظللًا بطوبى  ؟! قائلًا:

"هذه الصفقة ليست معهم ..هذه تجارة فردية مع الله"

يدُ الله معك! 

إليكَ وقد ترصّدت لك الدنيا بزينتها وزخرفها في كلّ جانب فلم تظفر بك ؟!

‏إليكَ .. راسخًا رغم السّيْل والفتن الخاطفة قلت على وجل:

"إن قلباً يراقِبُ سيّده .. لا تزلّ به القدم! "

إليكَ واقفًا شامخًا للرياح العاتيات فكنت أثبت من الوتد في الصخر ؟!

إليكَ وأنت إذا ما طلعت عليه شمس النّهار ححثت خطاك تدعو إلى الله ، حتى إذا فاءت للغروب ححثت يداك تدعو لهم الله ..!

‏إليكَ .. وأنت ولم تجنِ سوى القَلَق:

هذه التجارة أرباحها ليست عاجلة، لكن ثمنها مؤكد، حتماً!

‏إليك .. منتصباً للسهام وأدْمـت جسدك خناجر المهالك والمتاعب فلم يُسمع لك تأوّهاً أوهمساً !!:

إليكَ وقد حالت دون أهدافك عقبات الطريق فلم تُـثنِك عن عزمه ؟!


إليكَ وقد صدحت بالحق بين الناس فلم يُصمتك صنديد عنيدٌ أو غادرٌ أشدّ ؟!

كل الجراح ستندمل، قريباً ..‏‎وماخاب من أناخ ببابه؛

لا إلا إليه تشد الركائبُ، ومنه وإلا فالمؤمل قد خاب