لست بصدد تصنيف السيد خضير الخزاعي ؛ فأنا شخصيا محتار في أمره و أجهل مستواه الفكري والثقافي , فهل اعده من السياسيين المخضرمين ام من المتدينين التقليديين والمحتاطين الورعين ام من الخطباء المنبريين ام من الاسلاميين التنويريين او التجديدين ام من عجائب الدنيا وبدائع الدهر ام (طركاعة) نزلت علينا من السماء ؟!
اختفى عن وسائل الاعلام طويلا , ورجع الى موطنه الاول او الثاني او الثالث كندا العزيزة , بعد ان اتهم بسوء الادارة في وزارة التربية و تورط في هدم المدارس ثم الشروع ببناء المدارس ذات الهياكل الحديدية والتي بقيت حبرا على ورق , فضلا عن انه صار مادة للسخرية والتندر عندما ذهب الى المرجع الديني الشيخ بشير النجفي واستفتاه عن جواز اخذ المعلم العراقي للراتب اثناء العطلة الصيفية كما قيل وقتها ... ؛ وحسن فعل , واذ به يطل علينا من جديد وقد تغيرت ملامح وجهه وعلا الشيب رأسه حتى ان احدى يديه كانت بوضع يوحي للمشاهد بكبر السن والمرض لأنها شبه واقفة بينما تتحرك الثانية ببطء , واكثر من التلعثم و التأتأة والمزج المتناشز بين العامية والفصحى والحديث الممل الباهت والسطحي والذي حمل بين طياته الكثير من التهافت والتناقض والتحول من حال الى حال والانتقال من موضوع الى اخر بلا ربط منطقي او موضوعي ؛ حتى انه سمى الشخص الشقي او ( الخوشي ) بانه دموي وخطير وعرفه انه من شجعان المنطقة ويتشاجر بالمجان ووو؛ وقاطعه مقدم البرنامج وقال يعني (خوشي) وكأنه من بلد اخر ولا يعرف المصطلحات العرفية المتداولة , ثم اطلق لقب شيخنا على السيد محمد باقر الحكيم الذي درسه في الكلية ؛ ولو سألت طفلا عراقيا لميز بين السيد والشيخ , ثم انه تكلم عن الحصة ولم يعرف اسمها فقال للمقدم هاي شسموها في معرض حديثه عن الشيخ الاصفي وتبرعه بطعامه للاخرين ... , وفي معرض حديثه عن هروبه الى ايران من جهة محافظة ميسان ؛ اذ هربه شخصان يتكلمان العربية بل ( الجلفية العامية الجنوبية ) ومع ذلك لم يستطع تحديد هويتهما ؛ فقاطعه المقدم وقال له هما من عرب الاحواز ؛ فرد عليه : نعم ( اي ) حتى ان المقدم تعب من كثرة التلميحات والتأتأت وكأنه رجل ( غشيم ) جاء من ادغال افريقيا , لا يفقه شيئا من اللهجات المحلية والمصطلحات والالفاظ العرفية والاعراق والعشائر القريبة من محل سكناه , وهذه الامور تعتبر من اوضح الواضحات فكلنا نعرف ان سكان الجانب الاخر هم عرب بل وعراقيين اذ تربطهم عدة روابط بعشائر الجنوب ... ؛ واثناء حديثه عن الشهيد محمد باقر الصدر وملابسات حصاره ؛ سأله المقدم عن ظروف الحصار ؛ فرد عليه قائلا : انا لم اشهد ايام الحصار ويقصد الحصار الاقتصادي , فرد عليه المقدم بل حصار الشهيد الصدر , فرجع القهقرى ليكمل حديثه المبتور , ولا اعرف السبب الذي دعاه للانتقال من حصار الشهيد الصدر وعقد الثمانينات الى ايام الحصار وعقد التسعينات وما وجه الربط بينهما ؛ فقد غرب وشرق كثيرا , وهنا تذكرت المثل الشعبي الدارج : عرب وين طنبورة وين ...؟!
ثم يسأله المقدم عن اعتقال افراد عائلته واذا به يرد قائلا : كل من يكتب شعارا ضد النظام يعتقل ؛ فيقاطعه المقدم قائلا : انا اسألك عن عائلتك فحسب ؛ ثم يرجع ليرقع حديثه السمج ؛ وقد اكثر من استعمال مفردة العقلاء : نحن عقلاء ونحن حيل عقلاء وعقلاء ؛ وكأنما اصبح العقل لهم ميزة خاصة يتميزون بها دون عن خلق الله جميعا ؛ واغبى الاغبياء يعرف ان المائز بين الانسان والحيوان هو العقل ؛ ومن يفقد عقله يصبح مجنونا ؛ لعل الخزاعي يظن ان الناس مجنونون الا هوو من على شاكلته من الدعاة الحفاة ؛ ولعله بسبب هذا الاعتقاد صرح بهذا التصريح العجيب عندما تسنم منصب وزير التربية : (( يكفيني فخراً أني كُلفتُ بمهمة إعادة صياغة العقل العراقيّ )) ما أسوء قدر العقل الذي تتولى انت صياغته ؟!
وبعد هذا الغياب الطويل و اذا به يرجع الى تصريحاته العجيبة الغريبة وحديثه الممل ؛ فكان كالذي سكت دهرا ثم نطق كفرا , او كالجبل الذي تمخض فولد فأرا صغيرا هجينا تشمئز منه النفوس ؛ اذ قال فيما يخص ملابسات اعدام المجرم السفاح عبد حمود في (برنامج خطى، الجزء الثالث، العراقيَّة الإخبارية) : ((شفته(رأيته) ما يستحق الإعدام، بيني وبين الله، قلتُ لهم (القضاة): شلون (كيف) وقعتوه (أصدرتم الحكم)؟ قالوا: لجنة خماسية، مقررة من الدستور. مَن القاضي؟ قلتُ: أعطونياه( نادوه)، جابو لي(احضروه). جلس في هذا المكان. قلت له: شلون (كيف) حكمت على هذا بالإعدام؟ قال: ليش (لماذا)؟ قلتُ: ولا جريمة تدينه بالإعدام! قلتُ: سجن مؤبد، عشر سنين؛ أما الإعدام، هذا فد(فرد) شرف، شنهو (ماهو) الشّرف... قال (القاضي): نحن خمسة قضاة، ومِن قرأنا النَّص، لم نجد ما ندينه، فقلنا: خل نوقع (لنوقع) على إعدامه، ونخلص منه، مشيناه (وقعنا على إعدامه). قلتُ: ما يجوز لكم، والله العظيم. فأرسلتُ لمَن أثق بأنه يمثل المدرسة الصّدريّة في الإسلام، محمد باقر الصَّدر، وكان السّيد نفسه محمود الهاشميّ (الشّاهروديّ) رئيس القضاء في إيران ... ؛ ثم اكمل قائلا : "فوديت(أرسلت) واحد مِن الإخوان، ممَن أثق بنقله وعقله، كلتله(قلتُ له): خل يقرأها(ليقرأها) السيد هذه، وشوف (ابصر) شنهي (ماذا) حُكم هذا؟ حكمه الإعدام وأني معارض. فشافها (قرأها الشَّاهروديّ) فقال: سلمني عليه(سلم علي الخزاعي)، قل له: خل يوقع(ليوقع الإعدام) لا يخاف، الخوف الشَّرعيّ. هم كلبي لعب(لم اطمأن والكلام للخزاعيّ). فقلتُ: هذوله(هؤلاء يقصد القضاة) ماخذتهم العزة بالنفس. فرحت (ذهبتُ إلى إيران) بنفسي بوفد رسميّ برئاستيّ، وأعضاء الوزراء وأعضاء البرلمان"... ؛ ثم أكمل الخزاعيّ القصة قائلاً: "فقلتُ له (للشاهروديّ): سيدنا عندي قضية وياك. قال: كلي فلان(قال لي مبعوث الخزاعيّ)، وقلتُ له: مِن حقك(توقيع الإعدام)، قلتُ: أريد اسمع منك. قلتُ: هذا (عبد حمود) كل الذي أمسويه(عمله)، هو سكرتير رئيس الجمهوريَّة، فوجد الجماعة القضاة ورقة مكتوب فيها: تكريم المحققين فلان وفلان، لأن ساهموا في كشف أعداء الثّورة. فقلتُ له: أعداء الثّورة نحن، وهذوله(هؤلاء) طلعوا أبناء الثّورة. قال: لا، أنا ليس على هذه الورقة، فهي لا تصلح أن تكون للإعدام، فهو (عبد حمود) جزء مِن المحاربة (الآية): إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله أن يقتلوا، للحرابة يُقتل. قال: اقتله وأنا المسؤول، بالله وقعتُ عليه ... )) .
ودلالات هذه القصة الخزاعية الايرانية الكندية والتي لا تربطها بالأمة والاغلبية العراقية والهوية الوطنية والهموم الجماهيرية و الالام والعذابات الشعبية أية صلة ؛ واضحة وضوح الشمس في رائعة النهار , وكل من استمع اليها , توصل الى ما يلي :
- 1الايحاء الى الرأي العام المحلي والعربي والدولي بأن القرارات القضائية الخطيرة وما دونها تدار من قبل ايران , وان حزب الدعوة لا يرجع في استفتاءاته الى المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف ؛ بل الى سلطة دينية خارجية عابرة للحدود ؛ وفي هذا الايحاء توهين لمركزية النجف الاشرف الشيعية الاسلامية العالمية واضعاف لدورها والذي هو اضعاف لدور الاغلبية العراقية وحرمانها من اهم الموارد والمراكز الدينية المتقدمة كتحصيل حاصل .
- 2وفي هذا التصريح دلالة صريحة في ان ساسة حزب الدعوة لا يحتكمون الى الدستور الوطني المجمع عليه والقانون النافذ الواحد ؛ وانما يرجعون الى مرجعيات دينية متعددة ؛ قد تتعارض فتاواها مع دستور الدولة وقوانينها النافذة .
- 3وفيه دلالة على خرق السيادة الوطنية وكشف اسرار الدولة للجانب الايراني وبصورة علنية ومن على وسائل الاعلام العام ؛ اذ تشدق البعض قائلا : ان عبد حمود أعدم بفتوى إيرانية وليس وفقا للقانون العراقي والارادة الشعبية ولتحقيق العدالة ؛ وهذا الامر لا يفعله اغبى العملاء ولا اشد الاتباع الاذلاء سذاجة وحمقا ؛ لانه يهدف الى تأليب الرأي العام ضد التجربة الديمقراطية والعملية السياسية ؛ علم بذلك ام لم يعلم , وكما قال الشاعر :
- ان كنت تدري فتلك مصيبة *** وان كنت لا تدري فالمصيبة أعظم
- 4وفيه ايحاء لتداخل المهام وتشابك السلطات ؛ فما علاقته بالقضاء ومجريات التحقيق وتداعياته ؛ و ادعاءه بضرورة التوقيع ؛ لا يعد مبررا , فقد بين القاضي جعفر الموسوي ان للمحكمة الحق في البت في تنفيذ حكم الاعدام بعد مضي 15 يوما ؛ ولا يشترط في ذلك توقيع رئيس الجمهورية او نائبه ؛ وقد خرج البعض تصريحه الساذج بالقول : (( هو احتاج الى أذن شرعي وحصل عليه من السيد الهاشمي باعتباره فقيهاً لا باعتباره رئيسا للقضاء الايراني ، وكلامه واضح لفضاً ومعنى )) فما علاقة تكليفه الشخصي بالمنصب الحكومي العام الذي يرتكز على الدستور والقانون , وما دخله في شؤون القضاء ؟!
- 5يدل هذا التصريح على ان الحكم في العراق حكماً دينياً ، بل مرتبطا بالمؤسسة الدينية الايرانية ؛ وهذا على النقيض من اعلان العراق دولة مدنية ديمقراطية اتحادية وطنية تمارس فيها الحريات بموجب القانون وحماية السلطات .
- 6الايحاء للناس بأن المجرم عبد حمود بريء الذمة ونظيف اليد من دماء العراقيين وانه كان حمامة سلام وسكرتيرا مدنيا راقيا وانسانيا ونبيلا ومرهف الحس والشعور , ولم يقترف ذنبا سوى تكريمه للجنة الاجرامية التي ازهقت ارواح الاف المظلومين والابرياء من الشيعة ليس الا ؛ فالخزاعيّ كان غير مقتنع بالحُكم، ولا بالقضاة، بل حتى السيد الشّاهرودي نفسه كان غير مقتنعا ، و اعتبرا الذَّنب لا يستحق حكم الإعدام ، وتم اعدامه طبقا لمفهوم الحرابة الديني .
وقد رد القاضي جعفر الموسوي رئيس الادعاء العام السابق في المحكمة الجنائية العراقية العليا على التصريحات التي أدلى بها خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية الأسبق، على قناة العراقية الرسمية، حين أكد أن إعدام المجرم عبد حمود المرافق الشخصي لرئيس النظام السابق السفاح صدام ، تم باستشارة من آية الله السيد محمود الهاشمي رئيس السلطة القضائية في إيران، لأن الخزاعي لم يكن مقتنعاً بأدلة إدانته بأية تهمة وجهت إليه أثناء المحاكمة كما مر انفا ... ؛ وصرح القاضي جعفر الموسوي في رسالة صوتية تناقلتها الوكالات : أدين عبد حمود من قبل المحكمة الجنائية العراقية العليا ووفقاً لأدلة قاطعة وأدلة واضحة كونه كان عضو لجنة، هذه اللجنة شكلها المدان صدام حسين في حينها وعبد حمود كان عضواً وبرئاسة طه ياسين رمضان نائب رئيس الوزراء وعضوية مدير الأمن العام... ؛ وهذه اللجنة ليس لجنة مشتريات وإنما تحيل كل من اشترك في الانتفاضة الشعبانية إلى المحكمة الخاصة المؤقتة في الأمن العام، والتي يتكون قضاتها من ضباط قد يكون بينهم قانونيون لكن ليست لديهم ممارسة في عمل القضاء ولا في القانون، وهذه اللجنة احالت المئات من المشاركين في الانتفاضة الشعبانية، وكل محال إلى هذه المحكمة الشكلية بدون إجراءات الرسمية حكمت على الجميع بالإعدام، وهذا الكلام موجود وفق ادلة وكتب رسمية موجودة عندي ولدى المحكمة ... ؛ لذا إن أراد الدكتور خضير الخزاعي أن أزوده بهذه الأدلة فأنا مستعد، وباعترافات المدان عبد حمود ... ؛ أما كونه سكرتير وعضو لجنة مشرفة عليا، فكما ذكرت اللجنة كانت تمتلك كامل الصلاحيات بالحالة إلى المحكمة المؤقتة في الأمن العام، والتي هي أصلا تابعة لمدير الأمن العام والذي هو عضو مع المدان عبد حمود ... ؛ لذا استغرب تصريحات السيد الخزاعي، واعتقد أنه كان غير موفق في حديثه، وكان مجحفاً بحق المحكمة وقضاتها وبحق العدالة... ؛ وحقيقة أطالبه بالاعتذار أمام الفضائيات للمحكمة وللعدالة وللقضاء العراقي، وانا مستعد حتى لمناظرته، وأن أظهر كل الأدلة والاعترافات المسجلة وبتوقيع المدان عبد حمود وأمام العالم كله... ؛ وانا أوضح هذا الرد ما زلت استغرب تصريحات السيد خزاعي الذي قد أشكل على عمل المحكمة وقضاتها، وهذا لا يجوز قانوناً... ؛ أما توقيعه كنائب رئيس جمهورية أو رئيس جمهورية، فإن المادة 27 من قانون المحكمة تقضي بأنه لا حاجة إلى توقيع أو اصدار أمر من الرئيس أو النائب خلال 15 يوماً، فبانقضاء هذه المدة يحق تنفيذ الامر، وهذا ما حدث مع “صدام حسين” حيث نفذ حكم المحكمة وحكم الشعب بالإعدام، ولم يصدر مرسوم من الرئاسة، في عهد الرئيس مام جلال، لأنه لا يجوز لأي جهة كانت بما فيها رئيس الجمهورية من إعفاء أو تأخير عقوبات صادرة من هذه المحكمة، المحكمة الجنائية العراقية العليا، ووجوب تنفيذ الأحكام خلال مدة أقصاها 30 يوماً.
وقد وقع في التناقض كعادته اذ قال في معرض حديثه عن عناصر حزب الدعوة العراقي : ان من عيوبنا اننا صرنا مثاليين اذ قبلنا بعضوية المهري الكويتي والاصفي السني والكوراني اللبناني والحائري الايراني الخ ؛ فمن باب يعتقد ان حزب الدعوة ينبغي ان لا يضم عناصر غير عراقية وانهم كانوا مثاليين وبسطاء عندما قبلوا بذلك ؛ علما ان اكثر الاحزاب العراقية ومنذ عام 1920 والى 2003 ولاسيما حزب البعث قد ضمت الكثير من العناصر العربية فضلا عن بقايا العثمنة المجنسين ؛ بل ان حزب البعث قد يفضل البعثي العربي على العراقي ويقدم لهم كافة المساعدات ويتكفل بكل مقرات حزب البعث في البلدان العربية وغيرها , ويشركهم في الشؤون الداخلية العراقية بينما كان يأخذ الاشتراكات من البعثيين العراقيين البائسين ... ؛ وبعد هذه الشقشقة الخزاعية رجع وقال انه ارسل الرسول الى السيد الشاهرودي ثم ذهب بنفسه ليسأله عن أمر هو اوضح من الشمس وابين من الامس ؛ ويحشره بشان عراقي حشرا ؛ هذا ان صدق بدعواه فهو كثير الادعاءات ؛ اذ علق المواطن علي الموسوي وعلى موقع المسلة في وقت سابق : (( أنا علي الموسوي وهذه شهادتي للتاريخ ... ؛ موقف مريب حصل لي مع خضير الخزاعي بعد انتهاء تكليفه لمنصب نائب لرئيس الجمهورية حيث التقيته على طائرة الخطوط الجوية العراقية العائدة من دولة مجاورة... ؛ وشاءت الصدف ان يكون مقعدي في الصف الاول لركاب الدرجة الاولى وحينها تحدثنا في الامور السياسية وموضوع استقالة السيد عادل عبد المهدي من منصبه كنائب أول ولكني فوجئت ان الرجل أخذني إلى موضوع آخر ليس له علاقة بالمواضيع التي كنا نتحدث فيه... ؛ فقال لي هل تعلم ان المالكي رفض التوقيع على وثيقة اعدام صدام وانا حاولت اجبار الحاج ابو اسراء على التوقيع ولكنه رفض كما رفض عادل عبد المهدي من قبل ثم بادرت بالتوقيع على ورقة الإعدام !!.
فقلت له باستغراب شديد ! الجميع يعلم انه توقيع الرجل وليس توقيعك ؟ فظهرت عليه بعض علامات الانزعاج والانفعالية وقال لي ان توقيع المالكي الذي ظهر على الوثيقة هو مزور ، وانا الذي وقعت على إعدام صدام !!.
المهم أنا حاولت تغيير الموضوع وقلت مع نفسي بالتأكيد سأتابع هذا الملف الخطير ، وبالفعل بدأت بالسؤال لمعرفة حقيقة هذا الادعاء ولكن المفاجئة كانت كذبة من العيار الثقيل وافتراء على المالكي الذي سانده وأوصله إلى مراتب حساسة والتوقيع الصحيح على إعدام الطاغية هو بالفعل للمالكي !!.
ولذلك لا استغرب الان من هذه التصريحات المقرفة التي ادلى بها خضير الخزاعي حول إعدام المجرم عبد حمود ...)) .
من البين ان العاقل عندما يتكلم يهدف من وراء حديثه الى امر ما ؛ كي يعرفه المستمع لأول وهلة وقد يخفى على الاخرين ؛ لذا قيل المعنى في قلب الشاعر , ولعل سائل يسأل ماذا اراد خضير الخزاعي بحديثه هذا وتصريحه الباهت الخالي من كل معنى سامي او مطلب نبيل فيما يخص المجرم عبد حمود ؛ هل لكي يظهر بمظهر المؤمن الورع التقي النقي الذي يحتاط بالدماء والاموال والفروج ؛ وصدق من قال : من مدح نفسه فقد ذمها ؟!
أم ليبين للإيرانيين انه مرتبط ارتباطا عقائديا بولاية الفقيه والمؤسسة الدينية الايرانية ؛ تملقا منه لهم من أجل الفوز بالمناصب وحطام الدنيا الذي يدعي انه من الزاهدين فيه ؟!
أم ليغازل البعثيين ويدغدغ مشاعر القوميين ام انه قبض ثمن هذا التصريح المنكوس ؟!
ام انه يخبط خبط عشواء و( يخيط ويخربط وما يعرف راسه من رجله ) يهرف بما لا يعرف ؛ فالكثير منهم لا يسيطر على مشاعره امام الاعلاميين والإعلاميات ويسيل لعابه امام الكاميرات ويفقد توازنه في اللقاءات , ويتهافت على الظهور الاعلامي كالنرجسي المغرور .
الخطأ سمة بشرية متأصلة ؛ ولكن الاصرار على الاخطاء وعلى الصعيدين النظري والعملي , وتكرار الهفوات والشطحات يدل على السذاجة والجهل والحمق والبلاهة وانعدام الرزانة والكياسة والحنكة ؛ نعم ليس عيباً أن نخطئ، لكن العيب الأكبر أن نواصل الهفوات والزلات ونصر على الاخطاء ، ونعتبرها هي الصحيحة وما دونها خاطئة ؛ وننغمس بالمكابرة وعدم الاعتراف بالإخفاق والفشل، لتقودنا إلى مزيد من الأخطاء ، كما هو واقع الساسة والمسؤولين الان ؛ و حصول الأخطاء في مواقع هامة في الدولة وارد، لكن خطورتها كبيرة جداً، لأن النتيجة قد يتكبدها البلد وأهله، ويدفع الشعب ثمن حماقات القادة وتصريحات الساسة ؛ فالمشكلة ان البعض لا يراجع حساباته ولا يخرج من صومعته الحجرية ولا يبرح تفكيره المتحجر ؛ ويظن نفسه وحيد دهره وفريد عصره ؛ والحقيقة انه وعبد حمود سواء فلولا قوى الاستكبار والاستعمار وسخرية الاقدار ؛ لما تسنمت هذه النماذج مناصب بسيطة فضلا عن المراكز الحساسة .
الم تسمعوا بالروايات الدينية والاحاديث النبوية التي تحث على الصمت والتأمل قبل النطق بالكلام والتفوه بالأحكام ؟! ؛ الا تعرفون ان للإنسان طاقة محدودة وان التقدم بالعمر يحتم عليه التنازل عن الكثير من الامور والاقتصار على الاهم وترك المهم ؛ فمن العيب ان يظن البعض انه رمز في السياسة والدين والاعلام و التجارة والتأليف والخطابة ... الخ ؛ فالعالم كله يؤمن بالتخصص , وضيق الوقت وقصر عمر الانسان يدفعه للتخصص فيما يطيقه ويتقنه ؛ لان من أراد كل شيء خسر كل شيء ؛ ولا تكرروا اخطاء العهد الملكي والجمهوري البائد من خلال اعادة الوجوه وتدوير الشخصيات نفسها ؛ بل افسحوا المجال للأخرين والشباب العراقيين وشجعوا المواطنين على ادارة شؤون بلدهم ؛ ولا تنسوا ان حبل الخيانة والعمالة والارتزاق والدونية والطمع والكذب والجشع قصير ؛ وان التاريخ كما انه لا يرحم السفاحين والمجرمين والجلادين كذلك لا يحترم الفاشلين والفاسدين والسذج الجاهلين والمرضى المغرورين .
ولا أدري ماذا كان يفعل خضير الخزاعي واشباهه طوال تلك العقود والسنوات من المعارضة كما يدعون ؛ اذ كشف في لقائه انهم لم يمارسوا العمل المسلح لاسقاط النظام , ولم يعلنوا انتماءهم الحزبي صراحة بل التزموا بالتقية المكثفة ؛ ولم يشجعوا المنشورات ضد النظام ؛ وتركوا الاهل وراء ظهورهم وهربوا الى الخارج ؛ فمن اضعف الايمان ان تحيطوا بالنظام ورجاله علما ...؟!
وهل يوجد عراقي لا يعرف مقدار القسوة والحقارة التي يحملها المجرم عبد حمود ؛ ومن منا لا يعرف ان النظام برجاله والحكومة بمسؤوليها والوحدة بآمرها , وان النظام الاجرامي الدكتاتوري الارهابي يقوم على المجرمين كما ان النازية تقوم على النازيين ؛ وها هم رجال النظام البائد انفسهم يعترفون ان عبد حمود هو الذي حكم العراق في السنوات الاخيرة ؛ بعد ان تقدم العمر بالمجرم صدام وانصرف الى الكتابة وغيرها , بل ان الكثير منهم شكى من سوء اخلاق عبد حمود وهو في السجن ؛ فالذي يقسو على امثاله ورفاق دربه وهو في السجن ؛ الا يقتل العراقيين بدم بارد ؟!
وكلنا عاصرنا النظام البعثي وشاهدنا بأم العين كيف يقتل الشاعر البعثي والمعلم البعثي والمهندس البعثي والطبيب الصدامي ؛ الضحية العراقي وكيف يسومه سوء العذاب ؛ فما من عضو فرقة او شعبة الا ويداه ملطختان بدماء العراقيين ولا يوجد فرق بين عقيدة البعثية والداعشية ؛ فكما ان الدواعش والتكفيرية يكرمون الشخص ويرشحوه للمناصب العليا بمقدار ما يذبح وينحر من الشيعة ؛ فمن قتل عشرة من الشيعة وجبت له الجنة , ومن قتل مئة رفع الى عليين , ومن ذبح ألف كان قاب قوسين او ادنى من سدرة المنتهى ؛ كذلك المقربين من النظام , اذ لا يقرب السفاح صدام احدا الا بعد ان يختبر قسوته ويعرف مقدار اجرامه ومدى ارهابه وانعدام رحمته , ومئات السجناء والمعتقلين شهدوا على اجرام المجرم عبد حمود وسائر مجرمي العوجة وجلادي تكريت في قمع الانتفاضة العراقية الخالدة وتعذيب جموع العرقيين في معتقل الرضوانية ؛ الكل يعرف اجرام النظام و زبانيته لاسيما المجرم عبد حمود الذي سيماء الاجرام بادية على محياه ؛ الا (الشفيه) خضير الخزاعي وامثاله من معارضة ( اخر وكت ) كنت اعتقد ان الوحيد الذي لا يدري في حكومات العهد الديمقراطي الجديد البعثي السابق اياد علاوي ؛ الا انني كنت مخطئا فالكثير من امثال اياد علاوي لا يعرفون جرائم وطبان وسبعاوي وبرزان وعبد حمود وعدي وقصي ... الخ ؛ واني اخاف يوما يكون فيه صدام مظلوما بريئا رحيما كريما ؛ وان ملايين العراقيين الهلكى في عهده انما ماتوا من التخمة وكثرة الاكل ...!!