هل لديك وقت للتمتع بالجمال

Image title

ينتابنا الكثير من الارتباك حيال حين تكون استنتاجات، وتوصيات معهد إنجليزي أن مستونا في اللغات عامة، واللغة الإنجليزية خاصة متدني، ولا يرتقي لمواكبة المستجدات في المجالات كافة. ولا يستطيع أحد أن ينكر أو يقلل من أهمية اللغة الإنجليزية في عصرنا الحاضر، وأنها أصبحت متطلبا ضروريا من متطلبات العلم والتقدم، واللغة بحاجة إلى تدريب وممارسة مستمرة حتى ترسخ مفرداتها في الأذهان، وحين نكتب عبارة " أفلام اجنبية رومانسية كوميدية   " يعتقد البعض أننا نكتب عن الترفيه، و ننشر ثقافات متعارضة أو متباينة مع ثقافتنا وتقاليدنا العربية، والحقيقة أن هذا ليس صحيحاً، الكوميديا الرومانسية حتى الصامتة منها، هي نوع فرعي من القصص الخيالية الكوميدية، وهي نفسها سواء كانت باللغة العربية أم بلغات أخرى أجنبية، فالحبكة الأساسية يلتقي البطلان ويتشاركان في البداية ، ثم يواجهان التحديات التي تواجه اتحادهما. و. تهدف نهاية الكوميديا الرومانسية إلى تأكيد الأهمية الأساسية لعلاقة الحب في حياة أبطالها ، حتى لو انفصلوا جسديًا في النهاية، بسبب عقبة رئيسية في طريقهما، والتي عادة ما تبدأ في تفكيكهما أو تجعل أحدهما يغادر قبل أن يتمكنوا من التغلب على هذه العقبة ، يدرك أحدهم (أو كليهما) أنهما مثاليان لبعضهما البعض ويعلنان عن حبهما للآخر، وتنتهي الأفلام عادة بتحقيق السعادة الكاملة للأبطال ..!؟

 

إن حماستنا لتعلم اللغات الأجنبية وخاصة اللغة الإنجليزية، تشبه في بدايتها "الرومانسية"، أو "الحب الرومانسي"،  فنستعرض مستقبل نجاحنا مشاريعنا في البلاد الأجنبية أو حتى في مجال السياحة والاقتصاد تحديداً، وما لم يكن هناك عزيمة حقيقية وتدريب واختبارات وتعايش واندماج مع اللغة وحتى رحلات تعليمية الى بلاد ناطقة باللغة الأجنبية، فإن حماستنا تتحول الى "مغامرة بطولية" تنتهي بالفشل.

 

إن تأثير الانفتاح على العالم، يشبه تأثير أفلام الكوميديا الرومانسية على الرومانسية الإنسانية ، إلا أن الدراسات القليلة التي أجريت قد أظهرت بالفعل وجود علاقة بين الكوميديا الرومانسية ووهم الحب، فالكوميديا الرومانسية تحظى بشعبية كبيرة، وكذلك أي معهد انجليزي يحظى بشعبية عارمة، لكنه ليس لا يقاس بتصميمه الهندسي الساحر وحديقته الخلفية الخلابة وموظفيه القائمين على البرامج والذين نشعر أحيانا أنهم من كوكب آخر لا يشبه كوكبنا، إن الامتحان الحقيقي لنجاح المعهد، يتمثل في نتائج امتحان الدارسين فيه. فالحب هو أصل كل الرومانسية ولكن منه المفرط ومنه الواقعي ، لذلك نريد معاهد واقعية، تتلمس حاجتنا المجتمعية لجيل مثقف ومتعلم قادر أن يتعامل مع اللغات العالمية الحيَّة، فيستفيد ويفيد، ويعكس صورة ثقافية وحضارية لمجتمعاتنا وحضارتنا التي لم تكن تغيب عنها الشمس وكانت منبرا ومنارة النور لكل العالم.

 وكما الحب في بعض تصوراته ومشاهده الرومانسية، يترك تأثير " لحظي " قوي على المشاهد بفعل شدة تصوير وتوظيف الوسائل الحديثة وإخضاع وسائل الإعلام لنشره وتعميمه، فإن برامج تعليم اللغة الإنجليزية، قد تثير الناس، وتوهمهم بأنهم وصلوا إلى نهاية طريقهم، وسرعان ما يكتشفوا أنهم كانوا ضحية برامج دعائية لا تسمن ولا تغني من جوع.  

وكما الكوميديا هي قصة صعود ثروة شخصية مركزية متعاطفة، وأن السمة الحقيقية للكوميديا ليست الضحك دائمًا، وفي كثير من الأحيان، هي الارتياح البسيط من مشهد ما عدّل من مزاجك، ومنحك شحنات من السعادة والراحة النفسية، فإن بعض البرامج التعليمية، تقدم أفضل مستويات في أساليب وطرق ومنهجية اللغة الإنجليزية؛ باعتبار أن اللغة الإنجليزية تعد اللغة الأولى للعديد من الدول، ناهيك عن كونها اللغة الثانية لمعظم دول العالم، واللغة الرسمية للأعمال عالميًا، لذلك تعد الإنجليزية أمرًا ضروريًا حسب الحاجة الجوهرية لكل فرد يسعى نحو الأفضل، وهنا يبدو المشهد واقعياً. لأن تعلم اللغة يكسب الإنسان مهارات لغوية جديدة، بالإضافة إلى إكسابه مهارات إدارية وتربوية تنعكس عليه بشكل إيجابي؛ حيث تساعد اللغة في إثراء المعرفة والقدرات والمهارات، وترفع مستوى القدرة على الاتصال والتواصل مع أشخاص مختلفين. وهذا يتطلب وضع منهج دراسي واقعي، وتحقيق التكامل بين اللغة والتكنولوجيا من خلال مراكز تقنيات اللغة.

في صباح 12 كانون الثاني من عام 2007م، قدم عازف كمان حفلة كونشرتو في إحدى محافظات مترو مدينة واشنطن. مستندا ً إلى جدار بجانب حاوية قمامة، عازف الموسيقى الذي يبدو كأحد فتيان الأحياء، عزف الموسيقى لمدة ثلاثة أرباع الساعة. ألف ومئة شخص مروا دون أن يخففوا مشيهم المتعجل. سبعة توقفوا أكثر من هنيهة. لم يصفق أحد. هنالك أطفال رغبوا في التوقف، لكن أمهاتهم جررنهم. لم يعرف أحد أن العازف هو جوشوا بيل، أحد أبرع العازفين وأشدهم تقديراً في العالم، صحيفة الواشنطن بوست هي من نظمت ذلك الكونشرتو. وكانت تلك طريقتها في السؤال: هل لديك وقت للجمال ..!؟

والآن وبعد أن تعرفنا على أهمية تعلم اللغات في معهد انجليزي او غيره، وكيف نقرأ انطباعاتنا عن مشاهدة أفلام أجنبية رومانسية كوميدية، هل يمكننا التوقف قليلاُ لنعبر عن حاجة دواخلنا للرومانسية والسعادة والموسيقى بكل لغات العالم.