لالا ،لم يكن ذاك اختياري
ولست حيث ذهبت ألقاني
لم أعد أشعر بالأرض تحت أقدامي
ولا بالسماء فوق رأسي
لم أعد أرى موقعي بين النجوم
ولا الأرض أرضي ولا الزمان زماني
أراني في معزل عن الناس
أراني ولا أكاد أراني
في صفوف المصلين ساجدًا
على رؤوس الطغاة آمرًا...
فقدتني!
أشتاقني والنفس تحرضني... في الشر تكلمني ،إليه ترشدني كأنها رسول وهو الصراط المستقيم!
أعن حالي تسأل؟
أفلا تعلم أني دخلت جحيم الحياة بقدمي، قرار اتخذته وعزمت على فعله... رحلت عنها ...
فارقتها!
صمتت الأرض في اذني ... انطفأت في عيني حينئذ... حينئذ وماتعرف عن ذلك الحين؟
مشيت نحو نار البعد ولؤم الفراق و عنقي كان ينظر الى الحياة... فارقتها لكن قلبى ابى!
عن هجر هواها كان من العاصين، تركني لأجلها فأمسيت وصدري فارغين، لافؤاد يسكننا ولا قلب ويملؤنا الحنين!
عندها نظرت نظرةً الى الجحيم... أدركت أني سقيم، تهت عند الحين والى الحين، تهاوت المعتقدات من قلبي، سقطت كسقوط الطير من السماء، كأنها ميتة منذ زمن بعيد...
أكاد أجزم...
ايماني اهتز ويقيني تلاشى، عقلي بات في غيابة الجب، لا أمل يرى ولا اسماً ينادي والقلب عن ذلك ليس ببعيد، فقد كان ينبض على استحياء حتى لوهلة شعرت بعدم الشعور... كأنه توقف فجأة... لحظة بها انفصل عن الحياة فغادرها، كأني التقيت خالقي، كأني حدثته من وراء حجاب، كأنما الرّوح الأمين أتاني، ليفتيني في سؤالي... سؤال كنت أسأله، في نفسي كنت أردده، هل الله عدل؟
وهل يمكن أن ندركه!
-هو عدل ولكن أكثر الناس لايعلمون... ليس العدل فيما نطلب وما نريد، بل العدل أنما لا أحد يأخذ غير ماله من رزق ونصيب!
هزّتني وإيماني برحيلي، آه منك يا ضميري!
لم تسلك الطريق لتكمله، ولم تتركه وتجتنبه، قطعت ثلثًا وعدت مثله لتترك ربعه ومثله عليه!
فحدثني يا أيها الضمير وشاركه يا أيها القلب الحليم، أذلك خير أم جنة النعيم؟
-هي ليست بخير، هي حق يقين، يفصلها عن الموت في وصفك من لديه فهم عميق، الجنة خير، غير أن الأهواء من الشيطان ومايعدكم الشيطان الا غرورًا، أنت عليك حافظ و الله خير الحافظين، اعمل ماشئت ولُم من الجن والإنس والخلق من شئت، إنما تجزى كل نفس ماكسبت وهم لايظلمون فلا تكلمنِ فيمَ أسلفت .
-أما رأيتِ يا أيتها النفس جهادي، أما رأيت اختلافي عن كثير من اليافعين؟
-وما اختلافك اختلاف إن كان كالغلاف، فاختلف بعز أو مت بإنكسار!
-ومالعز في حياة كالأنعام؟
مالعز إنما لم أكن ذي نفع للأنام؟
-العز في انتصارك عليّ، لا تنظر للخلق، انظر للروح في جوفك، خاطبها و بالله ذكرها، لاتتركها في مرية من امر ربي إن امره كان مفعول!
-ضرير.