إذا كنت مبرمجاً، مدوناً، طالب علم، أو مصمماً مسكيناً مثلي، فأنت يا صاحبي غالباً قد واجهت تلك المشكلة حين تقف بين صفحات الويب ومشروعك الفعلي حائراً في الأمر الذي كنت تفعله وتقرر حينها أن تتوقف ببساطة عن العمل ليمتد موعد إطلاق عملك بضعة ساعات أو أيام أخرى، هذا هو يا صديقي ما يسمى اللافاعلية، اللاعملية، أو أي مصطلح آخر غير موجود في المعاجم يدل على حالتك تلك، فيما يلي، سبع قوانين للفاعلية، تساوي ذهباً، أو بلغة أقل مبالغة، تساوي ساعات ضائعة.
1. حدّد هدف الجلسة.
إذا سمعت ذات مرة عن شركة عالمية أو مشروع تقني هائل وكيف بدأ في الكراج -لا أعلم لماذا يبدأون هنالك دائماً- واشتعل بك الحماس، شغّلت حاسوبك المحمول ونفضت التراب عن مشروعك المغبر مقرراً البدء بالعمل للتسعين ساعة القادمة، فلا يحزنني أن أقول لك بأنك مخطئ، جداً.
حدد كل جلسة بوقت منطقي، وهدف واضح وقابل للقياس، على سبيل المثال، إذا أردت الدراسة للاختبار القادم، فلا تقل بأنك ستدرس طوال اليوم حتى تنهي الكتاب، قل بأنك خلال نصف الساعة القادمة ستدرس الفصل الأول من الكتاب، تذكر أيضاً أن تربط الهدف بجائزة، كأن تبرمج صفحة من الموقع خلال الساعة القادمة مقابل أن تأكل وتشاهد حلقة من الأنمي المفضل لك.
2. ضع بجانبك جميع مستلزماتك.
إذا كنت مثلي تعاني من زكام مستمر منذ ولدت إلى هذا اليوم، ضع بجانبك علبة مناديل، الأمور الصغيرة التي تصرف وقتاً هي ما يذبح جلستك العملية وإن كان ذلك الذبح يأتي بهيئة دبابيس صغيرة، ضع بجانبك سلة مهملات، الهاتف الأرضي، دفتر، أوراق لاصقة، مقص، أقلام، مبراة، وممحاة، أي شيء ستحتاجه خلال الجلسة أو تحتاجه في أغلب جلساتك يجب أن يكون قريباً منك ولا يحتاج لأكثر من سبع ثوان تقريباً للوصول إليه.
3. لا تكن اجتماعياً.
هذا القانون لا يشملني تماماً، فقد قمت بفلترة بريدي الإلكتروني ومواقع التواصل الإجتماعي التي أرتادها بحيث لا تظهر لي إلا بالغ الأهمية وما يشكل فرقاً في يومي أو يهديني معلومة مفيدة وحقيقية في مجال عملي [1]، إن كان كل ما يظهر لديك في الفيس بوك هو صور لخالك عاطف وهو بجانب الأهرامات أو منشورات لابن عمك صبحي حول كونه مريضاً فإنني لا أحبذ لك أن تكون اجتماعياً، في سياق متصل تستطيع الإطلاع على قانون فرعي بعنوان:"أكذوب العشر ثوانٍ" [2].
4. اجعل بيئة المشروع تركز على المحتوى.
ربما لا تستطيع تطبيق هذا القانون بحرفيته في بعض الأعمال، لكنك تستطيع غالباً إعادة صياغته بما يفيدك في حالتك، على سبيل المثال، إذا كنت تصمم في برنامج Adobe Photoshop فتستطيع أن تغير صيغة الألوان إلى Dark بحيث تصبح الـArtboard هي محط تركيزك، كذلك إذا كنت مبرمجاً تستطيع غالباً تغيير Theme محرر النصوص إلى Dark، في أغلب منصات التدوين وبرامجه تجد خياراً لإخفاء كل شيء ما عدا النص الذي تدونه.
دائماً، حين تعمل، حاول أن تركز على المحتوى الذي تصنعه، وأن تخفي الأمور الجانبية والمشتتات، كنصيحة جانبية سريعة، يجب أن يكون المحتوى مميزاً بصرياً أكثر من البيئة، كاختلاف لونه أو حجمه أو مكانه.
5. خذ استراحات ممتعة، وفي نفس الوقت، مناسبة.
يرتبط هذا القانون بالقانون الأول نوعاً ما، لتحسين أوقات الراحة، قم بضبطها بم تود أن تفعله خلالها، على سبيل المثال، لا تقل بأنك سترتاح وتفعل أي شيء، قل بأنك سترتاح بسماع بعض الموسيقى أو اللعب قليلاً أو تناول الطعام، في حال عدم تحديدك هدف راحتك، سينتهي بك الأمر متحسراً لأنك لم تفعل أمراً ممتعاً تماماً.
وفي رواية أخرى، يقال بأن الراحة يجب أن تكون راحة استرخاء أو نوم دون عمل أمر ممتع، وأن اللعب أو مشاهدة حلقة من برنامج ما تحبه هو جهد عقلي يتعبك كما العمل والدراسة تماماً، على كلٍّ، أنا لا أوافق هذا الرأي جداً، أحياناً تكون نزعتك لحب الاستمتاع عملياً حاجزاً يحول بينك وبين التركيز في العمل، لذا أفضل أن لا أضيع الأمر على نفسي بالنوم أو الاسترخاء.
6. اعمل في غرفة إنتاجية.
إذا كنت تظن أن العمل في غرفة الجلوس بوضع الحاسوب على طاولة صغيرة والجلوس على الأرض الباردة كفاح ستحكي قصته مبتسماً في حلة رسمية أنيقة خلال مقابلة تبث للملايين عن قصة نجاحك، فلا يحزنني مرة أخرى أن أقول لك بأنك مخطئ.
الغرفة الإنتاجية، بيئة مناسبة تحثك على العمل أكثر وتسهل هذه المهمة، يجب أن تكون غرفتك هادئة، غير واسعة جداً بل على حدود حاجتك، هوائها نقي وبها أغلب احتياجاتك، مقابس الكهرباء بها في أماكن قريبة من مناطق تواجدك في الغرفة، يجب أن تكون ألوانها مريحة لك وغير مزدحمة بصرياً، هنالك الكثير من المعايير الأخرى، أغلب معايير الغرفة الإنتاجية تكون شخصية وتختلف من عامل إلى آخر.
7. استعمل الأوراق، الكثير منها.
تفيدك الأوراق في كثير من الأمور، وترفع من إنتاجيتك مع تسهيل مهامك، قم باستعمال الأوراق اللاصقة لتسجل مهاماً سريعة ستقوم بها في نطاق ساعة إلى ساعتين والمهام التي يطلبها زملائك منك، استعمل دفتراً مصغراً لتكتب قائمة المهام اليومية وفيها مهامك الرئيسية، استعمل دفتر مربعات بحجم A5 تقريباً إذا كنت مصمماً لترسم عليه رسومات أولية، رغم ذلك، تذكر أن ترتب أوراقك جيداً، فهي أكثر ما يخرجك عن طورك ويبعثر مهامك، ضع كل صنف في مكان أو درج مخصص، ولا تضع الأوراق اللاصقة على حاسوبك، ضعها على الحائط أو على المكتب.
[المراجع]:
2: تدوينة مصغرة على موقع حسوب I\O لـمصطفى عطاء بعنوان:"توقف عن فتح إيميلك!"أكذوبة الثواني العشر""
3: حقوق صورة الغلاف محفوظة لأصحابها، رابط الصورة.