Image title
المقال الأول.. احصائيات جنسية لمن ترك التعاليم الربانية"التحــرش الجنسى بالنســـاء والأطفـــال"بقلم د. طــارق رضــــوان



أن لغة الإحصائيات ، والأرقام هي المؤثرة في قناعة معظم الناس اليوم ، وقد سلكت في دراستي هذه هذا المسلك لأقنع القارئ بخطورة هذه الظاهرة ،فنحن المسلمون ولله الحمد نجد في القرآن الكريم الشفاء لكل داء ، ونعتقد أن النجاح في الحياة مرتهن بعدم تقديم العقل على كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ،قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الحجرات آية 1.هذا من جانب ، ومن جانبٍ آخر العقل السليم لا يتعارض مع الوحي إطلاقاً، فالله جل جلاله الذي ميز البشر بعقولهم على سائر المخلوقات هو العالم بما يصلح معاشهم ، قال تعالى : {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }الملك14.ونحن نجد في نتائج مثل هذه الدراسات ما يزيد طمأنينة قلوبنا ولله الحمد.
في مصر :الأرقام التي تثير الفزع جاءت تحذر أن من بين مائة امرأة يوجد 68 تعرضن فعلا للتحرش الجنسي داخل محيط العمل سواء كان هذا التحرش لفظيا أو بدنيا! – المرجع :موقع صحيفة أخبار الحوادث المصرية
وفي إسرائيل :كشفت نتائج إحصاء أجرته 'سلطة رفع مكانة المرأة في مكتب رئيس الوزراء ومعهد جيؤوكرتوجرافيا' اشتركت فيه 600 من الصهيونيات العاملات في الأوساط المختلفة، أن 35% من حالات التحرش الجنسي تنفذ على يد المسئول المباشر، و21 % من الحالات تنفذ على يد مسئولين كبار في مكان العمل, وخاصة في أماكن العمل الكبيرة والإدارات الجماهيرية . كما ظهر من النتائج أن ثلث النساء اللاتي تعرضن للتحرشات لم يقمن بخطوات للحل؛ بسبب الخوف من التنكيل أو الخجل. – المرجع :مفكرة الإسلام - عن المجتمع، العدد 1495
وفي أسبانيا :جاء في دراسة صدرت عن معهد المرأة في العاصمة الاسبانية مدريد :أن مليون و310 آلاف عاملة تعرضت لنوع من أنواع التحرش الجنسي عام 2005 – المرجع :موقع جريدة الشرق الأوسط .
وتقول كاربينسكي – امرأة عملت في الجيش الأمريكي مدة 52عام حتى وصلت رتبة جنرال، وقد أقيلت من عملها على إثر فضيحة سجن أبو غريب العراقي - إنها كثيرا ما تحذر النساء الطامحات في دخول الجيش بأنهن سيواجهن " إما التحرش الجنسي ،أو الاعتداء الجنسي ،أو أنهن سيتعرضن للاغتصاب"، إذا ما التحقن بالجيش المرجع :موقع ومينز إي نيوز ،www.awomensenews.
أن ألوان الأذى كالاغتصاب ،والدعارة ، والضرب ، والقتل ، والاستعباد التي تتعرض لها المرأة في العالم اليوم ما هي إلا ثمار قبيحة المنظر كريهة الرائحة ومرة المذاق للحياة المتحررة من دين الله تعالى ، المنفلتة من كل قيم وآداب الفطر السليمة .
أن تخبط البشرية اليوم بين نظريات هذا ، وآراء ذاك يؤكد حاجتها إلى معرفة طريق النجاة ، الذي حاد عنه الإنسان منذ أن قدس عقله وأله هواه ، وترك وحي ربه وراء ظهره!!
فكانت النتيجة هذا الشقاء الذي يتقلب فيه البشر رجالا ونساءً كباراً وصغاراً ، قال تعالى : {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } طه124 . والمجتمعات الإسلامية ينالها من هذا الشقاء بقدر إعراضها عن الله تعالى .
يقول اميل درمنغم – مستشرق فرنسي عمل مديرا لمكتبة الجزائر , من كتبه ( حياة محمد) - منافحاً عن المرأة المسلمة :
من المزاعم الباطلة أن يقال إن المرأة في الإسلام قد جردت من نفوذها زوجة ، وأما كما تذم النصرانية لعدها المرأة مصدر الذنوب والآثام ولعنها إياها , فعلى الإنسان أن يطوف في الشرق ليرى أن الأدب المنزلي فيه قوي متين وان المرأة فيه لا تحسد بحكم الضرورة نساءنا ذوات الثياب القصيرة والأذرع العارية ولا تحسد عاملاتنا في المصانع وعجائزنا , ولم يكن العالم الإسلامي ليجهل الحب المنزلي والحب الروحي ,ولا يجهل الإسلام ما أخذناه عنه من الفروسية المثالية والحب العذري .- موقع صيد الفوائد ، كتاب :قالوا عن المرأة في الإسلام للدكتور عماد الدين خليل .
أن القانون الرادع الذي يُجمع على عدم وجوده الدارسون لهذه الظاهرة لهو من أسباب تزايدها ،ولن يعرف البشر الوصول إليه طالما هم بعيدون عن نور الله تعالى ،ليضيفوا بذلك مأساة جديدة للإنسانية التي أُقصي الدين عن حياتها .
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم :
{ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } المائدة45.
وقال تعالى :
{قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى } طه123.

والتحرش الجنسي هو محاوله استثارة امرأة - أو طفل - جنسيًا دون رغبة الطرف الآخر، ويشمل اللمس أو الكلام أو المحادثات التليفونية أو المجاملات غير البريئة. يحدث التحرش عادة من رجل في موقع القوة بالنسبة للأنثى أو للطفل، مثل المدرس و التلميذة، الطبيب و المريضة، أو حتى رجل دين ومتعبدة. ولكن الحالات الأكثر و الأغلب هي التي تحدث في مكان العمل.
وتشير دراسة الجمعية الأمريكية للنساء الجامعيات : أن أربعة من كل خمسة طلاب يتعرضون إلى تحرشات جسدية ولفظية -عادة ما تكون أمام المدرسين- تبدأ في سن مبكرة منذ دخولهم المدرسة.- المرجع:الإسلام أون لاين .
هناك استراتيجيتان للتعامل مع حالات التحرش :
1- التفادى : وتعنى تجنب الأماكن والمواقف التى يتوقع فيها التحرش مثل الأماكن المعزولة أو المغلقة التى يسهل الإنفراد فيها بالضحية , أو الأماكن المزدحمة , أو التواجد مع أشخاص بعينهم يتوقع منهم هذا السلوك . وتتعلم الفتاة بشكل خاص أن تتجنب المواصلات المزدحمة
2 – المواجهة : وفيها تواجه المتحرش بها الشخص المتحرش , إما بنظرة حازمة ومهددة , أو بكلمة رادعة ومقتضبة , أو بتغيير مكانها ووضعها , أو بتهدديده وتحذيره بشكل مباشر , أو بالإستغاثة وطلب المساعدة ممن حولها , أو بضربه فى بعض الأحيان . واستراتيجية المواجهة تحتاج لذكاء وحسن تقدير من الضحية , وليس هناك سيناريو واحد يصلح لكل المواقف.
يبدو أن تجنب السلوك الوسواسى فى الوقاية لا يقل أهمية عن أمر الوقاية, وبعض الأمهات أو الآباء من كثرة ما يسمعونه من حوادث التحرش والإعتداء الجنسى وخطف الأطفال واغتصابهم وقتلهم أحيانا , ربما يعمدون إلى منع أبنائهم وبناتهم من الخروج نهائيا من البيت , مع تحذيرهم من كل شئ يقترب منهم أو يحيط بهم , وهذا أيضا موقف مرضى يكون فى عقل الطفل ( أو الطفلة ) صورة مرعبة وغير حقيقية عن العالم المحيط به وعن الناس وهذا يحول بينه وبين الإحساس بالأمان ويحول بينه وبين الثقة بأى أحد من الناس , والناتج النهائى لكل هذه الصور من فرط الوقاية إما حالات قلق , أو وسواس , أو بارانويا .
ودراسة هذه الظاهرة من الصعوبة بمكان فالأرقام والإحصائيات لا تمثل إلا جانباً بسيطاً من تلك المعاناة التي تعيشها المرأة العاملة في العالم اليوم ، وذلك للأسباب التالية :
1- حساسية الموضوع ، وأن كثيراً من ضحايا التحرش تخاف من : الفضيحة ، وتلويث السمعة ، فأن أصابع الاتهام ستشير إليها بالدرجة الأولى ، لذلك فهي تفتقد الجرأة والشجاعة في التحدث عن معاناتها
2- بعض الضحايا تخاف من فقد عملها
3- الخوف من تعثر الدراسة جعل بعض الضحايا يلتزمن الصمت .
4- شعور الضحايا بأن الجاني عليها لن يجد العقاب الرادع له ، وأن رئيسها المباشر لن يسمع لها خوفا على سمعة عمله.
5- إثبات حدوث التحرش من أصعب الأمور على المرأة
لهذه الأسباب وغيرها سيظل موضوع التحرش الجنسي بعيداً عن المعرفة الكاملة لصورته الحقيقية