انتشر في الآونة الأخيرة كتاباً بعنوان "رحلة القمر"، اندرج ضمن الأعمال الأدبية التي تعكس أبعاد شعورية وانسانية، تناول الكتاب العديد من القضايا وصورت كلماته العديد من المشاعر المتمثلة بالفراق والأحلام والحب بجنونه وسرمديته.
هذا الكتاب هو رحلة لفتاة شابة تتعرقل في الحياة لكنها بالتسلح بالإيمان والقوة والعزيمة تتغلب على هذه الأمور، وهذه الشابة صاحبة هذه الرحلة والكلمات الذهبية هي الكاتبة "قمر منى".
"قمر منى" شابة مقدسية لا تتجاوز سن الخامسة والعشرين من العمر وقد امتلكت شغف الكتابة منذ الصغر، حيث نشرت أول مقالة لها عن فلسطين في مجلة ورقية عندما بلغت سن العاشرةـ
دخلت "قمر" في مجال دراسة التمريض وقد همت بنشر كتابها الأول في السنة الأخيرة من الجامعة حيث جمعت داخله جميع الخواطر والقصائد النثرية التي كتبتها في رحلة حياتها.
نال الكتاب إعجاب الكثير من النقاد والكتاب والروائين
حيث وصفته الروائية ديمة جمعة السمان قائلة: " رحلة القمر" أرجحتنا بين القمر والأرض، اصطحبتنا الكاتبة الواعدة قمر منى في رحلة جميلة عبر 87 نصّ أدبي قصير، فكانت تحلق بالقارىء عاليا في بعض نصوصها، تحمله إلى عالم الأمل والتفاؤل حينا، وفي نصوص أخرى تهبط به إلى عالم اليأس والإحباط ، وفّقت الكاتبة باختيار العنوان ( رحلة القمر)، فقد يكون الصعود إلى القمر واقتحام خصوصيته من قبل رجال الفضاء قد أثر قليلا على شاعرية القمر، ولكن لا يستطيع أيّ كان أن يلغي شاعرية القمر، وارتباطه بالليل والخيال والأحلام الجميلة.
والكاتب " ابراهيم جوهر" وصفه قائلاً: تشكّل نفحات قلم الكاتبة الشابة هنا خريطة نفسية لكاتبتها المتحدّية بمعاناة لم تقتل أمل طموحها، كتب "قمر منى" بإحساس فتصير اللغة تعزف على وتر الألم والأمل معا، إنّها تعاني من عدوّ لم تتبيّنه أو لم تفصح عنه مبقية باب التخيّل للقارئ لمعرفة هوية هذا الذي يقف محاصرا طموح الكاتبة في محاولة لقتل روحها فتتصدّى له بالحلم والتحليق والتعبير، لفت انتباهي هذا التحدّي في لغة الكاتبة التي تسلّحت بالحلم والتفاؤل والإصرار والمواظبة فلم تستسلم ولم تقف لتشكو غدر الزمان وقسوة الإنسان بل أخذت تنشد للحياة التي يجب أن تكون كما تريد.
والكاتب والروائي جميل السلحوت وصفه قائلاً: وقفت أمام عنوان الكتاب حائرا، فماذا تعني الكاتبة بهذا العنوان"رحلة القمر"؟ خصوصا وأنّ اسمها هو "قمر"، فهل تعني القمر الذي يدور في السّماء ويعكس أشعّة الشّمس على الأرض ليلا؟ وإذا كانت تعنيه حقّا فإلى أين سيرحل هذا القمر؟ وإذا كانت تعني اسمها فإلى أين المسير؟، أحسنت الكاتبة لأنّها لم تصنّف كتابها تحت أيّ صنف أدبيّ، تمعّنت بنصوص الكتاب بدءا من الإهداء والمقدّمة، ووجدت فيهما أنّ الكاتبة معتدّة بنفسها وبقدرتها على الكتابة إلى أبعد الحدود، وهذا حقّها ويحسب لصالحها، لكنّني أوصيها بالإبتعاد عن الغرور، كي ترتقي بكتابتها، خصوصا وأنّ لديها ما تقوله وما تكتبه.
والكاتب خليل شواقفه وصفه قائلاً: صدر كتاب "رحلة القمر" للكاتبة "قمر منى" عن دارالياحور وهو عبارة عن كتاب خواطر نثرية وشعر محكي، نبض حياة تحت الركام...فتاة مقدسية ..حاولت جاهدا أن أرى هذه الفارسة في غير موضعها فلم اجدها الا في الركن المقيم والذي يُثلج الصدور وهي تصرخ فرِحة لبعثها من جديد وما بين ألمها مما رأته من قهر الاحتلال والبشر...من قهر فتاة مقبلة على الحياة ولا تملك من الأسلحة سوى صرخات مقدسية تطأ بها هامة المردى والطغيان والتي باتت تأكل قهرها مع ما يخرج من حواكير بيت المقدس.. وتكبر الفتاة ويكبر معها القهر والألم وأقبل معها هذا النضوج المبكّر لدخول عالم الأدب وقد رأته آلية وسلاح مميز لتتعارك مع قسوة الحياة وتجاهد مع المجاهدين في كبح الاحتلال والجهل والنفاق المستميت في نفوس البشر من محتلين وقابعين في صومعتهم البلهاء...ونرى هذه المعاناة القاسمة لوجوه القيم الانسانية في صراعها النفسي ومما يختلج في صدرها من بواعثها النفسية منذ البدايات حيث تقول في نثرية_شغف المغامرة_(في الغالب يتملكني هوس الصعود الى القمر لشراء ما تبقى لي من الاشياء الجميلة التي لم اعد امتلك حتى جزء منها)
أما الكاتب صلاح عويسات وصفه قائلاً:رغم أنها شابة في مقتبل عمرها إلا أنها كباقي الشباب في وقتنا الحاضر تعيش في متناقضات الحياة بصعوبتها ومشقاتها فيسيطر عليها اليأس أحيانا فتراها تقول في احدى خواطرها
لقد ضاقت بي الدنيا وأتعبتني " نعم خذلتني "
وتقول في مكان آخر تحت عنوان " اكرام الحب ..دفنه "
غردي يا غربان القبور
ويا عصافير الموسيقى
الآن افتحوا الساحات
ولننشر تعازي القرون والسنين والساعات والدقائق والثواني
على أ رصفة الشوارع وفي زقاق الحارات.
وتقول تحت عنوان " ماذا عني "
لا تسالني من أنا؟
فأنا رماد محترق بأكاذيب البشر.
وتقول في خاطرة أخرى
فارغ سجل هاتفي
وذاكرتي مليئة بالوفيات.
وتقول في خاطرة أخرى
أشعر بأني وحيدة
مشردة في طرقات المطر
وهنالك الكثير والكثير من الآراء الأخرى حول هذا الكتاب، أما أنا أرى أن الكاتبة "قمر" تفوقت على نفسها واستطاعت لفت الأنظار لحروفها التي تتسلسل إلى الروح دون استئذان فتأخذ خيال الكتاب إلى رحلتها وعالمها بطريقة ذكية، لهذا أرى أنها ستمتلك شأن عظيم في المستقبل وسيرسخ اسمها بين الأسماء الكبيرة في عالم الأدب.