في مثل هذا اليوم نستذكر سوياً تلك البدايات التي نشأة علاقتنا المتواضعه بجهاز المذياع - الراديو -تلك الآلة العتيقة وسيط نشاط البحث عن حلقة المعرفة المفقودة ، حيث لم يكن ثمة وسائل متاحة يمكن للمرء ان يعلم او يتعرف اويطلع على اوضاع وأخبار المنطقة، اللهم عدا جهاز التلفاز الذي كان محدود الوجود، وبعض الصحف الورقية التي لاتفي بذات الغرض .
لقد صادف يوم الخميس الماضي ٢٠٢٠/٢/١٣ ميلادي ذكرى اليوم العالمي للإذاعة وهو اليوم الذي يتكرر سنويا في مثل هذا التاريخ ١٣ فبراير.
وبصفتي احد منسوبي اذاعة جدة - البرنامج الثاني - سابقاً، استذكر ومن وحي تجربتي ملامح صاحب ذلك الصوت الشجي والسهل الممتنع الذي لايمكن لاحد تقليده او مضاهته رغم سلاسة المنطق فيه وسهولة الفهم والإصغاء فينا،
استرجع تلك اللحظات وانا به وهو يتهيأ امام الميكرفون بنبرة صوته المتحشرج لسرد نشرة الأخبار في استديو رقم واحد، وهو الاستديو الخاص بالبث المباشر وطرح النشاط الفكري ،
استرجع لهذا الصوت الجهوري من الهيبة والإجلال ماكان يضفي على الخبر عنصر المصداقية باعث الأهمية في الوقت الذي يرتعد فيه الميكرفون اعجابا وتقديراً لهول الموقف مع كونة آلة،
لقد كانت البرامج السياسية على وجه الخصوص اكثر البرامج استقطاباً له، نظراً لتميز طبقة صوته العالية ، ذاك هو الدكتور حسين نجار احد اعمدة الاذاعة. واستحضر ايضاً في هذا اليوم رائحة الماضي من خلال شريط الذكريات لأحد البرامج الذي جرى بثت فقراته عبر اثير هذه الاذاعة وهو البرنامج الشهير ( مايطلبه المستمعون )
البرنامج الجماهيري الوحيد الذي يتحرى اوقاته جميع افراد المجتمع دون استثناء ، في انتظار ساعات بثه بفارغ الصبر دون ملل ، اثر سلبه قلوب المستمعين من بين البرامج الإذاعية الاخري التي كانت تبث عبر الأثير في سالف الوقت، ربما لرونقه الخاص وطابعه المميز المختلف عن باقي البرامج، وربما لتفاعل المذيعة مع جمهورها العريض المغرم بسماع المذياع ، وربما للمرونة التي كان يتمتع به البرنامج والتي منحت المستمعين فسحة ومتسع يعبرون فيه عن ماتكن به صدورهم من مشاعر واحاسيس من خلال الرساله النصية المكتوبة علي الورق والتي يتم ارسالها عبر البريد السعودي لتصل بدورها الى ادارة البرنامج في مبنى الاذاعة، فتنقل وتبث حرفياً بصوت المذيعة مذيلة باسم المرسل الأوفر حظاً في الظهور، وهنا يكمن عنصر الجذب اعني في ذكر اسم المُهدي والمهدى اليه،ذ
هذا البرنامح كانت تقوم على إعداده وتقديمه الأستاذة شيرين شحاته وتتلخص فكرة اعداده على مشاركة المستمعبن الناس الافراح والمناسبات الخاصة من خلال إهداء الاغاني كاغاني كوكب الشرق ام كلثوم وعبدالحليم حافظ وطلال مداح ونجاة الصغيرة وغيرهم من الفنانبن ،
بقي ان اقول بأن للالأجواء العائلية التي تغمرها السعادة والالفة حيناها والتي يتمتع بها افراد العائلة الحجازية من كلا الجنسين في تلك اللحظة وهم ملتفون حول المذياع في احدى باحات بيوتات المنطقة الغربية وتحديداً مكة وجدة هي أجواء لحالة لا يستطيع كاتب هذه السطور ان يستطرد في وصفها، هناك مشاعر لايمكن ان توصف، بل تحس وتشاهد، الحديث هنا عن أربعين سنة خلت .