بقلم: محمد دومو
بساطة الحياة
سر فن عيش الحياة، يكمن في بساطة الأشياء، كم من الناس يتركون العيش في بساطته، والتمتع بطعم هذه الحياة، لمعانقة آخر اصعب يتسم بنوع من التكليف المجاني، وهم موهومون ان هذا الاخير هو الافضل، وما من أفضلية سوى في إشباع رغبات، أو حالات نفسية نابعة من انانية طاغية، ومتحكمة فيهم بصفة كلية، أو في عقدة نفسية دفينة غير واعية، اصبحتا تتحكمان في هذا النوع من الناس، بكامل أشكال التحكم وهم غافلون، غير واعون ماذا يفعلون، وبالتالي يتيهوا في عالم مادي لا منتهي، ليعوض كل شيء عندهم الى مجرد مادة جامدة بلا روح، ولكن ان مثل هؤلاء الناس بالفعل، افتقدوا معنى روح الأشياء بصفة تامة..
لقد تاه المرأ في هذه السنين الاخيرة، واصبح غير مبال بما يفعله، وكأن العقل استقال عند هؤلاء الناس، فأصبحوا مجرد مستهلكين، يستهلكون الاخبار، الاشياء أو حتى يستهلكون أوقاتهم العملية منها و أوقات الفراغ، وهم ذاهبون نحو المجهول..
هل ضاع الانسان في هؤلاء الأجساد؟
وهل تحول الإنسان هو الاخر الى مادة يستهلك ويستهلك؟
كما نعرف جميعا أن جوهر الانسان هو عقله وروحه، ولا شيء غير ذلك، وبهذا العقل هو موجود كما قال ديكارت..
اما ان تبدل الى مجرد مستهلك، فلا معنى للإنسان هنا في اعتقادي.
كن كما انت، ولا تكن كالآخرين، فكر ولو لثانية في الأمر قبل الشروع، وانسجم مع الآخر كما هو، ولا تفرض رأيك على الجميع فلكل رأيه الخاص به.
كن متسامحا، وانت تتعامل مع المحيط، هذا سيمكنك من عيشة راضية، وببساطة غير مكلفة.
فسر الحياة في بساطتها، وليس العكس كما يبدو لهؤلاء.
الماديات دمرت معنى الحياة في مجتمعاتنا الحالية، فتحول الانسان الى دريهمات أو أوراق بنكية، لا تسمن ولا تغني من جوع، وزاحت روحه وفكره تماما، وهو مستسلم ويتفرج، وكأنه غير معني.
ألهذا الحد أصبح الإنسان ضعيفا، مهزوما في هذا الزمان؟
أي وباء أصاب الإنسانية في الآونة الأخيرة؟
أهذه بداية موت جماعي؟
لقد اخترنا لانفسنا الفناء، ولا من قذر هنا في اعتقادي.
لقد تهنا عن الطريق، واستعصت علينا العودة، ونحن نرى بأعيننا حتف هذا الإنسان الضعيف والمسكين.
من منا لا يرى هذه الأشياء بارزة أمام أنظاره، وهو غير قادر على فعل أي شيء. أصبح هذا الإنسان مجرد شيء تافه في هذا الكون الشاسع.
من المسؤول على كل هذا وذاك؟
ولماذا عدنا غير قادرين على فعل ما يجب فعله؟
تاهت الإنسانية جمعاء، وحكمنا على أنفسنا حكما قاسيا، حكما بلا شفقة على هذا الإنسان المغلوب، فانتهى فينا الإنسان، وما آسفي على نفسي وإنما على الإنسان، بهذا المقال، اتاسف..