Image title
الشيخ أحمد آل مبارك رحمه الله

الشيخ والأديب والدبلوماسي أحمد بن علي آل مبارك من مواليد الأحساء سنة 1337هـ والمتوفى في 11 جمادى الأولى 1431هـ ، ويعود نسبه إلى قبيلة (تميم) ،كان في القاهرة يدرس وذلك سنة 1361هـ 1941م  حتى جاءته برقية من السعودية مؤلمة وموجعة ألا وهي وفاة والده .. وهو في بلاد الغربة وبعيد كل البعد عنه ، ووقتها كانت طرق الإتصال ضعيفه وليست بالسهولة كوقتنا الحاضر، فرثى والده بهذه القصيدة الحزينة يقول فيها :

بَرْقِيَّةُ النَّبَأِ الْألِيمِ الْمُفْجِعِ        يَا قَطَرَةِ السُّمِّ الزّعَافَ الأقطعِ
يَا حُرْقة الْقَلْبِ الْجَرِيحِ وَحَسْرَةَ  الْأَمَلِ البرىء الأنْضَر الْمُتَرَعْرِعِ

 يَا جَذْوَةِ النَّارِ الَّتِي قَدْ أَوْقَدَتْ   بَيْنَ الضُّلُوعِ لَهِيبَ حُزْنٍ مُوجِعِ

مَاذَا أَهِجْتِ بِقَلْبِ غِرِّ غَافِلِ عَنْ كَيْدِ أَحْدَاثِ الرَّدَى فِي مَخْدَعِ

فَأَثَرْتِ فِيهِ لواعجاً لَا تَنْطَفِي      أبَدَ الْحَيَاةِ وَبَعْدَ لُقْيَا الْمَصْرَعِ

والله لَوْلَا أَنَّ هَذَا مُوَرَّدٌ              لَابِدُ لِي فِي حَوْضِهِ مِنْ مَرْتَعِ
لِجَزِعَتُ حَتَّى لَا أُفِيقُ مِنَ الْأُسَى أَوْ تُرْجَعُ الْأَيَّامُ مَنْ أَهَوَى مَعْي
وَلَقُلْتُ لِلصَّبْرِ الْجَمِيلِ تَعَاظَمَا أقْصَرُ عَلَيْكَ فَمَا أَرَاكٍ بِمُقْنِعِيٍّ
لَكِنَّمَا هَذَا قَضَاءٌ شَامِلٌ            مَا إِنَّ لَنَا فِي رَدْهٍ مِنْ مَطْمَعِ
يَا وَالِدِي يَا ذَا الْمَكَارِمِ وَاِلْتُقَى  يَا سَيِّدُ النادي وَزَيَّنَ الْمَجْمَعِ
يَا ذَا الْأنَاءَةِ وَالدِّرَايَةِ وَالْحِجَى     وَالْعِلْمِ وَالذِّكْرِ الْجَمِيلِ الذَّائِعِ
لله أَنْتَ فَكَمْ وَهَبْتْ خَلَائِقًا      غُرَاً تُضِىءُ لِسَارِ لَيْلٍ مُسْرِعٍ
الْجُودُ مِنْكَ طَبِيعَةً وَسَجِيَّةً          لَا للرياء وَلَا لِحُسْنِ الْمَسْمَعِ
وَالْحُلْمَ مِنْ لِلْحُلْمِ بَعْدَكَ    يَرْعَهُ هَيْهَاتَ مَا لِلْحُلْمِ بَعْدَكَ مُدَّعٍ
آراؤك الْلَاتِي بَددَتْ بِهَا الْوَرَى    فَأَتَيْتُ فِيهَا بِالْعَجِيبِ الْمُمْتِعِ
وَمَجَالِسٌ لَكَ قَدْ حَلَلْت صُدُورَهَا فَحَكَيْتُ فِيهَا مَالِكًا وَالْأَصْمَعِيِّ
تُضْفِى عَلَى الْجُلَاَّسِ نَشرْ مُحَمَّد   فَتُعِيدُ لِلْأَذْهَانِ عَصْرَ الشَّافِعِيِّ
آلَ الْمُبَارَكُ وَالْخُطُوبُ تَكَالَبَتْ    وَالدَّهْرَ عَضَّ بِنَابِهِ فِي الْأَضْلُعِ
لَهْفَاُهُ وَأَسَفَاهُ مَنْ يَأْتِي لَنَا         بِمُحَنَّكٍ مِنْ طُرْزِ ذَاكَ الْأَلْمَعِيِّ