اثر انتهاء الحرب العالمية الثانية اصبحت اروبا في حاجة لليد العاملة ,من اجل بناء اروبا من جديد حيث استدعت من افريقيا مجموعة من العمال, الذين كانت الفلاحة مصدر عملهم ولا توفر لهم الا لقمة عيش بصعوبة ,حيث بدؤوا البحث عن مصدر آخر الا وهي اروبا . وكانت اروبا الغربية فرنسا وايطاليا و اسبانيا من الاوائل المستقبلين والمشجعين على تشغيل الأفرقة نظرا للأجور المتدانية ويرجع اليوم لهم جزء من الفضل الى ما اصبح عليه الاقتصاد الاوربي من تقدم .                                                  

يعرف المهاجر اليوم نوعا من التمزق الثقافي بين صعوبة تبني كل ما تحتويه ثقافة البلاد الحالي وعدم التخلي عن الجذور ,يمكن تعريف اولا الثقافة على انها مجموعة مركبة, تتضمن معارف و معتقدات وفن واخلاق واعراف وكل الاستعدادات والعادات الاخرى التي يكتسبها الانسان باعتباره عضوا في المجتمع(تايلور1871م) .ويمكن تقسيم هذه الثقافة إلى الثقافة الدينية جميع الدول الاوروبية تعتبر مسيحية الدين, الا انا شعارها التسامح بين الاديان لكن هل حقا يتم تطبيق هذا الاخير في الواقع ؟  حيث أصبح المهاجر اليوم ينعت بالإرهابي بمجرد اسلاميه ,ويعرف نوع من العنصرية خاصة في المجتمع الفرنسي الذي أصبحت هذه الظاهرة منتشرة, ويمكن ان تترجم ذلك الى ردة الفعل الناتج عن الخوف من هيمنته ,حيث اصبح الاسلام يستقطب مجموعة من الاجانب  ويتجسد في نتائج الاستفتاء الاخير في  سويسرا حول بناء المآذن ,والذي فسر بانه مجرد رد فعل الذي يفسر  بالخوف من هيمنة الاسلام .                                                                                                      

الثقافة الاجتماعية من اهم دلالاته الزواج بين المهاجرين والاجانب شائعا هل هذه الزيجات تنجح؟ اغلب هذه الزيجات تنتهي بالطلاق بعد صراع مستمر وعدم الانسجام التكيف بين الطرفين  منتجا اطفال اجانب بأسماء عربية بهوية الام .                                                                                                                    

كما العادات  المتنقلة بين الاجيال اصبحت تنتقل الي المجتمع الاوربي, بسهولة  بعدما كانت تتحدد ابعاد الهوية الاوربية حسب رئيس المفوضية الاوروبية الاسبق جاك ديلو في ثلاثة ابعاد :الديانة المسيحية, القانون الروماني والنزعة الانسانية في القانون الروماني  هل يمكن التنبؤ بأبعاد اخرى في المستقبل ؟

اصبح الخلط الثقافي يمس اللغة ايضا نلاحظ انا اللغة الفرنسية مثلا اصبحت تحتوي كلمات اللغة العربية خاصة بين شباب حيت نلاحظ ابناء المهاجرين يتحدثون اللغة دولة  المحتوية مع الخلط مع اللغة الاصل  او نسيانها بالمرة  ويرجع ذلك الي سوء التدبير اللغوي وعدم اعطاء لكل حق حقه .

و كما شمل هذا التمزق الثقافي التربية ايضا, واصبحت تنقسم الي قسمين مرحلة الطفولة ,حيث  يقوم الاهل  بغرس  فيه  عادات وسلوكيات وقيم بلد الاصل ,ثم تأتي مرحلة  النظام التعليمي هنا يقوم باكتساب تربية متناقضة عن تربية الطفولة  تسيطر عليه  الثقافة الغربية .

اذن المهاجر يعيش نوع من الحيرة في تقبل الثقافة الحالية بكل ماهيتا ,ودخوله في  مرحلة انتقالية غير مكتملة تنتج عنة ردة فعل ,متناقضة  تبعده عن الثقافة التقليدية الوطنية وترسخ المبدئ الثقافية الجديدة وفي هذه  المرحلة يبقى التمعن التقبل ما هو اجابي ورفض ما هو سلبي.