بقلم / حسام السندنهورى
القذافى....هل كان مصاباً بمتلازمة السلطة .
ناصرية و عروبة القذافى كانت السبب فى محنته .
فى أحد الصالونات الثقافية، صالون الأستاذة الكاتبة/فاطمة ناعوت ، و الذى كان أحد ضيوفة الأستاذ الدكتور / أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسى، ذكر أن هناك مرض نفسى يصيب القادة و الحكام، الذين يقضون فترة طويلة فى الحكم، أسماه - متلازمة السلطة-.
و هو يعنى حسب مافهمت من كلام سيادته ، أن الحاكم الذى يقضى فترة حكم طويلة فى السلطة، ويصاب بهذا المرض النفسى فيرفض بسببه ترك السلطة لغيرة، متعللاً بانه قد اعطى الكثير و الكثير لبلاده ، مما يدفعه للتمسك بالبقاء فى السلطة.
و لا أدرى لماذا قفز الى ذهنى عند سماعى لهذا الكلام من د. عكاشة ، اسم و صورة القذافى. و سألت نفسى :- هل كان الأخ القائد/معمر القذافى مصاباً بهذا النوع من المرض؟.
ولأننى ممن كانوا قد سافروا إلى الجماهيرية العربية اللليبية الشعبية الإشتراكية العظمى أيام حكم الأخ القائد و كنت ممن يتابعون أخباره و أخبار الجماهيرية، و ممن قرأوا الكتاب الأخضر أكثر من مرة، وكنت أتابع بعضاً من خطبه على موقعه على شبكة الإنترنت، و التى تم حذف الموقع من عليها و محو خطبه المصورة بالفيديو نتيجة لمحو الموقع الخاص به.
ولم يتبق سوى بعض الخطب المتناثرة هنا أو هناك ، ومع إحترامى لرأى الطب النفسى الذى قد يرى البعض منه انه قد يكون الأخ القائد ممن اصيبوا بهذا المرض، فإننى أحتفظ بحقى فى أن أُبدى رأيى الذى يتلخص فى الآتى:-
إن من يفهم طبيعة و شخصية الأخ القائد و تابع تاريخه النضالى ضد الإستعمار الأجنبى و مواقفه تجاه العروبة و الوطن العربى و القارة الإفريقية ، يُدرك أن القذافى ممن لم يصابوا بهذا المرض.
القذاقى رفض أن يهرب مثل الجرذان حينما تشعر ببداية غرق السفينة فى البحر. و بقى صامداً فى وطنه الذى وُلد فيه و ترعرع و دافع عنه و عن حقوقه المشروعة فى الإستقلال عن الإستعمار الأجنبى الذى كان يمتص خير بلاده و وطنه.
لقد قالها الأخ القائد بكل صراحة ، انه لا يملك أى منصب ليقدم إستقالته منه و أنه ليس لديه سوى بندقيته ليدافع بها عن نفسه ووطنه. و هو ما حدث بالفعل، لقد شاهدت له صورة على الإنترنت و هو يطلق الرصاص من بندقيته وهو يدافع بها عن نفسه ووطنه و غالبا كانت اخر رصاصاته قبل أن يتم القاء القبض عليه من قبل المرتزقه عملاء الخارج.
بما يؤكد أنه من الرجال الصادقين الذين يوفون بكلامهم و ليس فقط كلاماً للإستهلاك و الشو الإعلامى، فانه قد قال و صدق. فالقذافى لم يهرب الى شرم الشيخ فى قصره مثلما فعل الرئيس المخلوع /مبارك او سافر الى المملكة العربية السعودية مثلما فعل آخرون.
حينما أستمع إلى بعض خطب الأخ القائد / القذافى أشعر بصدق كلامه، فقد قال ستندمون يوم لن يبنفع الندم. و هو ما يحدث الآن . حيث يندم الليبيون على رحيله و التظاهر ضده و لم ينفذوا ما قاله لهم بان يتصدوا للجرذان.
فأنظر اليوم إلى حال ليبيا من بعد القذافى و بعد مرور كل هذه السنون ، لم يتحقق شىء سوى الضياع و فقدان الأمن ، و الحروب الداخلية.
لقد سمعت مقولة من أحد الأشخاص حيث قال:- إن الثورة الوحيدة التى قامت بالخطأ هى فى ليبيا. و لقد كان محقا فى ذلك فثورة يناير فى مصر كانت لها دوافعها و أهدافها المشروعة و كذلك باقى الدول التى قامت بها ثورات الربيع العربى ، إلا ليبيا فقد قامت التظاهرات بها ضد النظام السياسى( سلطة الشعب) الذى وضعه القذافى بالتعاون من عملاء الخارج و الإستعمار الأجنبى و أعداء ثورة الفاتح و أعداء الاستقلال الليبى الذى أرسى دعائمه الأخ القائد معمر القذافى.
ونهاية القول أن القذافى و بعد تفكير لم يُصاب بهذا المرض و الذى قد يكون قد أصاب الكثير من الحكام العرب، و لكن لن يقتنع بهذا الرأى إلا لمن يفهم القذافى و شخصيته و تاريخه و خطبه و كتبه.