Image title

سأدخل في عدة نقاط مباشرة ومن ثم سأدخل في صلب الموضوع :

  • يهدف هذا المقال إلى إثراء تجربة القارئ بالتالي أرجو منك قراءته بجهازك اللاب توب وعدم قراءته بجوالك لأني مؤمن أن قراءته بالجوال سيقلل متعة القراءة إلى النصف ستكون تماماً كالشخص الذي يفضل أن يتابع الفيلم بجواله على أن يشاهده بالسينما
  • لأني أؤمن بأني أخاطب عقل يحترم الفن وأريد أن أخاطبه بكل حواسه أريد إلى إعطاءه تجربة فريدة في هذا المقال عن طريق الاستماع الموسيقي لذلك في كل محور سأضع فقرة- إما أو- لمقطوعة موسيقية ولك حرية الاختيار إن أردت , تم  انتقاءها بعناية حسب نوعية الموضوع الذي يحمله.
  • المقال  وضعت به جل خبرتي الواقعية وحاولت بكل جهدي ان استنبط من تجارب الواقع التي حصلت لي شخصياً ولغيري خصوصا من تجارب الفلاسفة الكبار بالحياة منهم بوذا وهيوم وأفلاطون ديفيد وستجدون اقتباسات وأفكار كثيرة لهؤلاء لذلك فهذا المقال مخصص للعقول التي تبحث عن المعرفة إنه المقال شبيه بالنحلة المليئة بالعسل وأنتم زهورها.
  • المقال طويل نوعا ومقسم على 4 محاور رئيسية لذلك أوصيكم بتجهيز مشروب القهوة المفضل لديكم مع قطعة تشوكلت قبل قراءته وكل تمنياتي لكم بالتوفيق والمحبة

مقدمة :

غالبا ما نواجه في مسيرة حياتنا لحظات تقوينا ولحظات تضعفنا وتقتل كل ما فينا جميل. كلنا مررنا باللحظتين وكلنا اختلفنا في نصيبهما. لكن المحزن عندما تسيطر تلك اللحظات على أجسادنا وتمرضها –خصوصا عندما تأكل عقولنا- , إنها تلك ذكريات الطفولة والذكريات الألمية والتجارب المريرة هي أشبه بذلك الفايروس العطش النهم الذي يدخل أجسادنا وأرواحنا في أشكال متنوعة والذي يؤدي بدوره إلى ولادة كل أشكال الألم. يخترق القلب ويأكل العقل ويُذيب الرئة ويطحن المعدة. لنتساءل في ما بعد:

كيف نعالج أنفسنا من الجروح ؟

لقد مضت أكثر من 4 سنوات ولازلت أتذكر مقولة قالتها بريندا في مسلسل six feet under  : “Well, we’re all wounded. We carry our wounds around with us through life, and eventually they kill us. Things happen that leave a mark in space, in time. In us.”

في نفس هذه اللحظة الآن هناك الملايين من البشر تخترقهم عشرات ومئات من الذكريات المؤلمة التي تختزل طاقاتهم وتُنهك أرواحهم وتضعهم في دائرة مليئة بالعُزلة والخوف. إن تلك الآلام والأوجاع هي بمثابة الحفار القوي الذي يحفر أنفاقاً بداخلنا ليزيد وحدة وغُربة في عالم مليء بالغربة. والتي حتى أنا بدوري لا أستطيع لاأنا ولا حتى مقالي أن يشفيك منها  , نعم ما قرأته صحيح.  لا أعلم ماذا أخبرك بعد هذه الحقيقة المحطبة والشيء الوحيد الذي أعلمه هو نفس الشيء الذي علمه أفلاطون من قبل أنني لا أعلم.

ولكني أؤمن بمبدأ واحد فقط العقل. إنه هبة الرب. الوحيد القادر على إنقاذ جميع بقية أعضاء الجسد. ولكنني هذا المبدأ أطرح هنا الأدوات والتوجيهات المناسبة التي تخولك لأن تغوص في أعماقك الداخلية وحتى الخارجية منها لتتمكن بدورك من استئصال الورم. خذ أكبر حقيقة في حياتك قد تواجهها أنت الوحيد القادر على شفاء نفسك ولا أحد –أعنيها- يمكنه شفاءك سواك. وُلدت وحيداً وستموت وحيداً في قبرك وستموت آلاف المرات في هذه الحياة قبل موتك ,أؤمن إيماناً تاماً بهذه الحقيقية التي أخبر حتى بوذا نفسه قد أخبر بها في أحد مبادئه .

«تقول هذه الحقيقة بأن الطريق الوحيد للتحرر من الألم هي باستئصال الورم الداخلي ».

 1- العالم الداخلي : الأفكار والنوايا

Image title
«مملكة السماء في داخلك».

الفقرة الاستماعية :《左手指月》Chinese musical instrument

العقل كالغابة الجميلة نشرقها نحن بأفكارنا ونوايانا أو نقتلها بأفكارنا السلبية عن أنفسنا ونميتها بسوادية نوايانا.دائماً وأبداً المرء ملجأ نفسه. هنالك مقولة أحبها دائما قالها الكاتب والدكتور النفسي ديفيد هاوكينز "إن الرسالة الكونية لكل معلم وحكيم وقديس عظيم – مهما اختلفت شخصياتهم – رسالة تحمل مفهوم «مملكة السماء في داخلك»."إن الغالبية الساحقة من البشر ليست لديهم القدرة الداخلية في التغييرالحقيقي , لماذا ؟ لأنهم بكل بساطة يركزون على التغيير الخارجي فقط باعتباره هو التغيير , إنهم دائما يركزون على الفاكهة فقط ولايلقون بالاً للجذور التي تنتج هذه الفاكهة النتنة ، حسناً سأقولها بالفم الممتلئ " إن الطريقة الوحيدة لتغيير عالمك الخارجي تكمن بتغيير عالمك الداخلي " فما الفائدة إذا غيرنا من أنفسنا ونحن لازلنا نشكك بنوايا الآخرين تجاهنا ؟ 

  • 1.1 الأفكار :

«ابدأ التغيير من داخلك بأفكارك، ثم اجعله كدائرة تتسع مع الوقت لتشمل جميع من حولك»

وهي أصل الجذور في حياتنا. 

يجب أن يكون مركز التحكم في حياتنا داخلي وليس خارجي.

بمعنى أنا أتحكم في مشاعري وحزني وغضبي وقلقي وليست الظروف الخارجية. يجب أن نفهم وندرك إلى أي مدى عميق مدمر تحدثه نوعية الأفكار السلبية البشعة التي اخترناها دون وعي منا. تخبرني كيف اخترناها دون وعي ؟ أقول لك ألم يحدث أن استيقظت يوماً من الأيام في الصباح الباكر وبالصدفة تقرأ أخبار العالم المحزنة "بالتويتر" ؟ أو ان يخبرك والداك عن قصصهم القاسية والحزينة في الطفولة ؟ أو أن تتذكر بشاعة مدرستك التي كنت تدرس بها بسبب معلم ؟ أو تنمر بعض الطلاب ؟ أو وفاة شخص عزيز عليك حطمت فؤاد قلبك ؟ أو أياً يكن نعم عزيزي القارئ إنها الأفكار السلبية تلعب مع الجميع , لعبة السيطرة.إنها ببساطة لها السبب الرئيسي في استمرار المعاناة في حياتنا. 

لكن قبل كل هذا يجب أن نفهم ونفرق بين "الألم" و "المعاناة". يجب أن نفهم جيداً أن

الألم مسار إجباري يقف به جميع البشر، الموت والمرض والفقر والظلم كلها تقع علينا نحن البشر ولكن المعاناة مسار اختياري وإن من أحد أهم الأسباب بالمعاناة هي طفولتنا فكم من البشر لازالوا يعانون بسبب ذكريات مضى عليها أكثر من40 عاماً. ودعني أخبرك بأن السعادة والألم هما نسبيان, فالحياة لايمكن ألماً وحسب. يجب أن نفهم عقولنا البطيئة المعقدة بأن نسجل ذكرياتنا السعيدة والجميلة كذكريات لاتموت وأن نتحرر من آلامنا كأن نكتبها في مذكرة ونحرقها مثلاً. عندما نمرض فإننا نذهب فوراً للطبيب للعلاج ولكن الطبيب من المستحيل أن يصرف لك الدواء دون أن يعرف أين الداء. لاتسطيع أن تعرف قط مايمكن للفكرة الواحدة أن تجلب لك الكراهية أو الحب لأن الأفكار هي أشياء غير ملموسة وأسرع من البرق والضوء إنها تتبع لقانون الكون فعندما ترى الشر فإنك سترى الأشرار دائما وعندما ترى الخير سترى الخير في الناس

 كلهم. إن فشلت في زرع أفكارك في عقلك فسوف يتغذى عقلك الباطن على أي أفكار تصله من الاشخاص المحيطين لك وذلك نتيجة لإهمالك أنت في اختيارها.

إني وإن أطلت الكلم في هذه الفقرة تحديداً أريد إيصال فكرة لك أنت عزيزي القارئ إن أخذتها -فأنا حقاً سأكون راضٍ عن الساعات التي اخذتني لكتابة هذا المقال- تتلخص في الأقاويل التالية :-

  • « منقطة راحتك تتلخص في منطقة أفكارك »
  • « الأفكار السلبية هي أصل كل الجذور السيئة التي حصلت في حياتك »
  • «في الأفكار السلبية : إما أن تسيطر عليها , أو ستسيطر عليك».
  • « أن عقلك هو أكبر كاتب سيناريو للمسلسلات الطويلة المملة في التاريخ»
  •  «  قال ادموند سبنسر : ان العقل هو الذي يجعلك سليما او مريضا ، تعيسا او سعيدا ، غنيا او فقيراً»
  • « قال مارك توين : لقد شغلت نفسي بآلاف من المشاكل والتي اكتشفت أن معظمها ليس  لها وجود على أرض الواقع »
  • « قال أبو الطب ابن سينا عن الأفكار: إن قوة الفكر قادرة على احداث المرض و الشفاء منه 


  • 1.2 : النوايا 

« لو ان العدو الداخلي كان داخل عقولنا لكانت الأفكار السلبية والنوايا البشعة »

عندما نتحدث عن التغيير الداخلي دون أن نتحدث عن وجود النية فإنه كأنما نتحدث عن الإسلام دون الصلاة. وهي مختلفة في كل شيء عن أي شيء. وهي الأصل الثاني بعد الأفكار. وهي الجوهر الذي يحدد من قيمتنا. والأهم أنها حقيقية. نعم لقد قالها بوذا قبل ألفين عام "أن الأفكار والنوايا لها روائح وشكل يتحسسها العضو العقلي". ببساطة عندما ننوي خيرا ونفعل خيراً نُلقي خيراً كثيراً وعندما نرى الجانب الجميل الإنساني في الناس تأكد 100% من أنهم سيرون فيك جمالاً مخلتفاً عن بقية البشر. تأكد عندما تنوي الخير فإنك وجودك على بقاع هذه الأرض سيكون مُشرفاً مُشرقاً فنحن لم نأتي لهذا الكوكب لتدميره بل جئنا لتعميره. عندما أتكلم عن العطاء فأنا لا أتكلم عن عطاء المال فقط لا أنا فأنا أتكلم عن الابتسامة في الشارع والكلمة الحلوة في مع الصديق والإحسان والصدق والإخلاص مع الله.إن النية الطيبة هي المبدأ النبيل الأول الذي يتبعه جميع الحكماء والفلاسفة والشرفاء والصادقين. إن ظن الخير والنية الطيبة هي علاج أول للنفس. فهي تصنع الخير في نفوسنا وأعضائنا.

غالبية البشر جيدون في إلقاء الأحكام على غيرهم بقسوة بسبب أشكالهم المختلفة أو ملابسهم ولو علموا القصة الحقيقية لهذا الشخص لاستحوا على ماء وجوههم بسبب بشاعة ما يصنعونه خلف وجوههم.

لكن احذر النية الطيبة لا يعني أن تكون مغفلا فأنا أؤمن تماماً بمسألة قرون الاستشعار إن الله أعطانا عقولا تستشعر قوة الأفكار والنوايا في الآخرين. 

2- العالم الداخلي: مشاعر السلام والحب

Image title
الحب هو السلام , والسلام هو التحكم الداخلي بالذات.
من أهم الموارد التي تكون في داخل كل عالمنا الداخلي هي المشاعر وأقوى درجات المشاعر تأثيراً وقوةً وجبروتية فينا هي مشاعر السلام والحب فالحب يقوينا والسلام يولد العظمة في أنفسنا. ولهذا قالوا يولد العظماء من رحم المصائب.
« خذ معي نفس مطول عميق استنشق كل هواء الغرفة دعه يسكن في أرجاء معدتك اخرجه من فمك ببطئ استشعره , اعد الكرَة أنت الآن في حالة السلام المؤقت »

  حسنا وداعا للاقتباسات الجميلة هنا سأضع نفسي على الطاولة وأخبر بالقليل مني , في عام 2013عندما كنت على بداية عمري أوج مراهقتي بدأت تتسارع الشحنات الكهربائية في دماغي بصورة مفرطة مما أحدث خلل في تنظيم الموجات لدي. لدرجة أني استطيع رؤيتها تتضارب بل حتى التحسس بها كيف أتحسسها ؟ لأني أنا لم أعد أنا براكين وزلازل في روحي وضربات قوية ف عقلي وأعصابي. في عام 2012 كنت أظن حقاً بأني لم أعد قادراً على التعايش مع هذا الواقع بعد الآن

نعم لقد كانت سنة مأساوية  فترة عصيبة جدا من حياتي  ولكنها ذهبت  الرياح لكن يكفيكم أنت تعلموا بأن كنت أتعرض لأقوى فترات التنمر في حياتي من مدرستين مختلفين ومن مستويات مختلفة –لأني أريد أن ألقي ضوءاً عن هذا الموضوع- ولم يكن الأمر يقف عند الفترات الصباحية من المدرسة بل حتى في المساء كنا نعيش حالة من التوتر العصبي المنزلي حيث أن والدتي اكتشتف ان الجنين الذي بطنها  يوجد به إعاقة في جميع القدمين وأنه حسب كلام الدكتورة لن تعيش أكثر من 3 أشهر ووالدي الذي أخبرنا أن المنزل تحت الرهن وأننا سنخرج من المنزل بأي لحظة والكثير من المشاكل النفسية الداخلية , لا عجب أن الجنون قد طغى على ذلك المراهق. وفجأة وفي داخل تلك الشحنات الكهربائية المتسارعة التي تضرب عقلي بدأت كما لو أنها أخذت بالتباطء وأخذت تتراقص بصورة دائرية ومن ثم اقتربت من بعضها كما لو أنها ستنفجر -وكان هذا كثير على عقلي لاستيعابه أصلا- وحدث مالم أتوقع حدوثه انفجر ضوء داخلي مُشبع بالوحدة والهدوء والطمأنينة والسلام . ما حصل  لقد أصلح الدماغ نفسه وشفى نفسه بنفسه حتى إني لم أصدق نفسي  لدرجة إني اطلقت على نفسي "سليم" وضللت اكتب لعدة سنوات مقالات تحت هذا الاسم المستعار في عدة منتديات ومواقع

«عندما تجد السلام داخل نفسك، تصبح شخصاً من النوع الذي يمكن أن يعيش في سلام مع الآخرين »

منذ ذلك العام لقد هيمنت مشاعر السلام على عقلي وقلبي وروحي وبدا وكأن العالم قد توقف فجأة.

في يوم 2Jul2013 استيقظت واستيقظ فكر جديد معي بروح قوية حيث أن السلام هيمن على كل مشاعري وأفكاري ومعتقداتي بل وحتى مخاوفي. نعم لقد نويت أن أعيش حياة مليئة بمحطات السلام الداخلية التي لا يمكن كسرها.

وعلمت أن الأنبياء والحكماء والفلاسفة كانوا ينعزلون أكثر من 30  يوماً بحثا عن هذا السلام. لقد بدأت لي يومها وكأن الحياة سيل طائل من الرغبات التافهة لم يعد لأي شي بالنسبة لي معنى كبير لقد كبرت ولم أعد أرى شيئا يستحق الشقاء والحزن وأحيانا حتى الفرح لأنه ببساطة لا وجود لأي شيء حقيقي كل ماتراه مجرد خيال واهي ولدنا لنموت ونموت لنولد من جديد في حياة أخرى هذه الحقيقة. لقد كانت تجربتي أشبه بالخيال أو شبيهه بأفلام الرعب ذلك الفتى الذي يرى وكأنه ملاحق من شبح حقيقي يدمر حياته ويقتل أصدقائه وأهله وأحبابه واحداً تلو الآخر لكنه في نهاية المطاف , يقول له صارخاً "أنت لاوجود لك إنك لعنة أنا اخترعتها وصدقتها على نفسي إنك كذبة " فإذا به يتبخر ذلك الشبح ويستيقظ ذلك الفتى مفجعا من نومه ليرى الأشجار الطبيعة كما هي لم تتغير. قلت أشجاراً لأني دوما أذهب مزرعة بيتنا وأرى الطبيعة الأم لم تتغير أو تتأثر حتى بالرغم من حدوث وفيات كل ثانيتين بالعالم بمكان مختلف. وإني من الطبيعة الأم والصلاة استمد ذلك السلام الذي هيمن على روحي كاملة. وفي موضوع السلام استطيع قول المئات من الأقاويل المأثورة ولكني رأيت أنه من الأفضل لو كتبت قصتي الشخصية تجاه هذا الموضوع تحديداً لأنه يشكل نقطة علاج وتحول هامة في حياتي. ومع تجربة السلام نتمتع بقوة عظيمة لا يمكن هزيمتها

  • «فالشخص الذي وجد السلام الداخلي لايمكن أن يتم تخويفه أو التحكم أو التلاعب به  أو برمجته.»
  • «قال ابن سينا :من لطف الله تعالى بعباده ألا يجمع عليهم الهموم و المصائب مرة واحدة ، بل
  • يكرمهم و يعطيهم و يفرحهم و يقلبهم في النعم ، فإذا ابتلاهم مرة ، صبر القلة ، و نكر
  • الكثرة . »
  • «قال أبو الطب النفسي ابن سينا : اعلم أن الألم الذي تحيد عنه و تخشى منه ، هو في أصله نعمة ،لا يعلمها كثير من الناس ، فهو يعلمك الصبر و يصقل نفسك، و ينذرك بوجود علة في جسدك».
  • 2.2 الحب

« نحن نحب الحياة , ليس لأننا معتادون على العيش ولكن لأننا معتادون على المحبة »

يبدأ المسار الجسدي في المخ , عند الحبل الشوكي تدخل الأحاسيس الأساسية أو المعلومات المدخلة«كلمسة اصبع على جسدك» «كعناق دافئ وحار» «كهمسة أحبك في أذنك من حبيبك» «كرائحة عطر تخترق حاسة الشم» من الحواس إلى المخ ويقتضي الدماغ تواصلاً فعالاً بين مراكز العقل ومراكز العاطفة في المخ ليولد مايسمى "بالحب". وماأجملها من عملية علمية معقدة تثير الكثير من غرائزنا وحواسنا ويعتقد الكثير أن هذا الحب محصور – كما تسوَقه لنا أفلام هوليوود- في الحبيب لحبيبه وهذا اعتقاد خاطئ وعار على الصحة علميا وفلسفيا.إن الحب أكبر من كونه هكذا وإنه أنقى من أن يكون فقط محصوراً بالزاوية الجنسية , إن من نعم الله عليناأنه جعل هذا الشعور بالذات فطرياً مقدساً علينا فألقى على آدم حواء ليحبها وتؤنسه في وحدته ويحبها كزوج وألقى على حواء الأطفال لتحبهم هي بالمقابل وتحبهم كصغاراً لها , أجد نفسي محظوظاً لأني اكتب عن الحب في شهر فبراير الذي يوافق اليوم العالمي للحب يوم 14  فبراير ها أنا اكتب لكم في13 فبراير لتذكيركم.ومن هذا المنطلق أدعوكم للحب وأن تخبروا من تحبون بمشاعركم تجاههم. أحب أن أبدأ أنا أولاً وأقول أني أحب جدتي أكثر من أي شخص بالعالم وستظل دائما وأبداً الشخص المفضل والأقرب لقلبي.«أهم حب في تاريخ حياتك هو أن تحب نفسك أولاً قبل كل شي »هل تعلم عزيزي القارئ أن حوالي 35% من سكان العالم بالحب لايحبون أنفسهم ولايقدرونها ؟تسألني كيف لايحبون أنفسهم ؟ أخبرك بأنهم عندما مرحلة الانفصال من حبيبهم مستعدين تماماً لأن يضغطون الزر الأحمر في حياتهم للتدمير الذاتي. الكثير من البشر لايستطيع أن يتقبل فكرة أن يعيش بدون صديقه أو حبيبه.قلتها في بداية الاقتباس إقرأها جيداً "نعيش لأننا معتادون على المحبة" الكثير من الذين عانوا من تجربة الانفصال يقصون معاناتهم -خصوصا الطرف الذي لم يقرر التخلي- بالكثير من الشكوى والكلام المحزن ولربما أخذت حياتهم مسار جحيمي بسبب اننا علقنا مصدر الحب من هذا شخص واحد والكئيب أن هذا الشخص لم يكن أنفسنا أصلا! إن لي مقولة مفضلة من ميريدث قراي في مسلسل Grey's Anatomy تقولها عن حبيبها ديريك

I can live without you, but I don't want to. I don't ever want to

بالنسبة لي أنا وكموضوع شخصي أنا أحب التشوكلت السويسرية والبلجيكية وهيرشي عندما أتذوقها, وأحب العطورات الفرنسية والاسبانية عندما اشمها أو عندما استيقظ الصباح متوجهاً إلى المزرعة أو عندما استمع لأغنيتي المفضلة سواء بالسماعات أو بالسيارة أو عندما أشاهد مسلسلي المفضل أحب أصدقائي وأريد لهم كل الخير كما أريده لنفسي أحب محيطي من الذي أعرف او استشعر الحب منهم وحتى أحياناً اعانقهم أو ارسالهم برسائل لطيفة تعبر عن مابداخلي تجاههم. إنني كبشري أؤمن بمبدأ أن " لكلٍ منا قصته ولكلٍ منا غصته"ما إن نتعرف على تلك الغصة حتى نبدأ "بالحب" تجاه تلك القصة. اختتم أخيراً بتغريدة كتبتها منذ أيام في تويتر -تسويق لربما- تجاه هذا الموضوع " مشاعرك هي بنك كبير بداخلك، بداخلك حب لأحد؟ بيّن له علمه فوراً، الناس تحب التقدير مشاعرنا عبارة عن بنوك كبيرة تعلم كيف تحب نفسك أولاً لأعمق درجة وكيف توزع مشاعر الحب حسب أهمية ناسك وكيف تستثمره على البشر المهمين بحياتك، تعلمت هذا الكلام وطبقته على أهلي وحبايبي شفت نتائج حلوة."إحذر : من أن تستثمر على مشاعر الحب لديك  99% لشخص واحد فأنت لاتعرف مدى خطورة ماتفعله وتنتهكه بحق نفسك , يجب أن تستثمر مشاعر الحب«عندما تحب نفسك ، تصبح شخصاً من النوع الذي يمكن أن يعيش بسلام مع نفسه ».

  • 3- بين العالمين: الوعي والاستنارة

Image title




إن المستنير هو من سيطر على جسده وكلمته وعقله وروحه وقلبه , إنه من يعيشون حياة نقية بقلب نظيف إنه من يعلمون أن الحياة تحوي الألم ويسامحون ويعلمون بأنه يجب ألا يفقدوا الصبر والأمل  أؤلئك هم المستنيرون الحقيقيون السعداء الآمنون.

فقرة الاستماع : Dark matter

  • 3.1 الوعي :

« وجود المعاناة او عدم وجوده يتوقف على حاله الوعي »هنالك لحظات ومواقف في حياتنا نقف نبحث عن تفسير لما حدث , ولانعرف , ولانعلم ماذا حدث فعلاً ,ومن ثم فجأة وبلا مقدمات حصل تحول في العقل وانفجر الوجود الشخصي غامراً فوضى قوية في أنفسنا كان هذا الموقف المفاجئ مخيف ومفزع لنا وأكثر وحدة ووحشة من أي شي سابق إنه يتجاوز مخاوفنا وأفعالنا إنه يتجاوزنا حتى نحن أنفسنا حيث تتشافي اعتلالات أجسادنا وجروحه أو حتى تختفي من العدم حيث يصبح الجسد ينفصل تماماً عن الروح إنها اليقطة , إنها الروح تصرخ , لا إنها الروح تتحرر, إنه الوعي ياسادة!.إن الوعي في الأصل هو يقظة العقل وتجدد الفكر وتطور الحياة. يجب على البشر أن يعوا جيدا أن توجد ثلاث دائراتفي أوج ثقوبهم الأولى وهي دائرة النفس "عالمك" الثانية وهي دائرة المجتمع "محيطك" الثالثة وهي دائرة العالم "الكون"فمثلاً عندما تكون كثير التشكي فأنت حرفيا تجذب الهراء من دائرة الكون والمجمتع لدائرة عالمك فجأة تكتشف أن جميع عالمك أصبح مليء بالهراءات وهذا على سبيل المثال لاالحصر ,  كما أنه لا نقول أنه لا يوجد هنالك فقر في الكون ولكن إحذر من أن تجلب الفقر إلى دائرة حياتك عن طريق أفكارك وكلماتك كأن تقول " لن أصبح ثرياً أبداً" أو حتى في مجال العلاقات كأن تقول " لن تنجح علاقاتي مع الناس أبداً" إنك كمن حكم على نفسه بطاولة الإعدام يجب أن تعي جيدا ماذا تقول وماذا تفعلأما الوعي الداخلي فهو مراقبة اتجاهات أفكارك وأفعالك حتى يمكنك أن تعيش على اختيار حقيقي. وحسب مبدأ بوذا يقولأن الوعي هو وليد الظروف. فلا ولادة  للوعي بدون الظروف إن الوعي يأخذ اسمه بحسب الظرف الذي يولد فيه.عندما يأتي المجال للوعي فكن منطقياً في اختيار كلماتك وأفكارك وأفعالك.في حالة الوعي المنخفض يتم رؤية الكون بأنه سلبي ومحبط مما يؤدي إلي سوادية دائرة عالمنا في حين أن فيحالة الوعي المرتفع فاللعبة مختلفة تماماً

  • 3.2الاستنارة

Let there be light

في الروايات القديمة تقول أن عندما خلق الله السماء والأرض في يومها الأول , كانت الأرض بلا شكل ولاغية والظلام كان على وجه العمق وقال الله جملته الأولى " ليكن هنالك نوراً" فكان نوراً بأرجاء الأرض كلها رأى الله نوراً بروحه قبل أن ينزل البشر إلى الأرض وقسم النور عن الظلام.

« من نحن ؟ ماشعورنا تجاه أنفسنا ؟ هل ندرك طبيعتنا ؟ أسباب وجودنا على الحياة ؟ هل ندرك قيمتنا ؟ وماذا عن أهدافنا ؟ لحظة ؟من أنا ؟ ومن أكون ؟ وماذا أريد ؟وماذا أفعل هنا !»

إن الجمال المبهر لجميع المخلوقات والكائنات أشرقت من جملة واحدة قالها اللهتظهر بديع صنعه عبر الله عن شخصيته وقوته وإبداعه في خلقه للجبال والبحار والنباتات والكائنات والبشر وعرض الحفاظ على ذلك النور كأمانة فرفضها الجميع عدا ذلك الأخير كما أخبرنا في سورة الأحزاب : ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً ) .كان كل شيء في العالم مضيء وجميل بصورة براقة ومذهلة , وقد أشرقت كل الكائنات الحية وعبرت عن إشراقها ففي كل يوم وليلة في هذا الكون تشرق روح من السماء بشرية جديدة على هذا الكون وإن لكل إنسان خيار بأن يغير حياته إذا ما أستطاع رؤية النور في عقله. والطاقة في روحه . وإن هذه الطاقة لو تم توصيلها ببلد يمكنها أن تولد الكهرباء على كافة أرجاء البلد ولو كانت بحجم دولة الصين أو روسيا. وتذكر أن كلما ركزت على شيء فإنه يتسع فإذا ركزت على هذا النور لتدفقت الطاقة بكامل روحك وأرواح الناس التي من حولك. ولو ركزت على الظلام لحل البؤس والاكتئاب على وجهك وروحك وقلبك. ببساطة سبب كثرة حدوث الجرائم والقتل في الليل لأنه طاقاته السوادية عالية جدا حتى أن العقل العادي نفسه يُسقط الكثير من الإسقاطات السلبية في الليل بداعي " الفضفضة أو الهموم المسائية" أما في الصباح فلا أعلم شيئا سوى طاقات الأمل "والنور".أخيراً نستنج أن الكلمات لها ثُقلها وقوتها ووزنها , فمن كلمة واحدة قالها الله قد أعطيت شكلاً للعالم الذي نراه الآن فيجب علينا أن نحسن اختيار الكلمات التي تؤثر بأنفسنا.

 4- العالم الخارجي: الإثارة والشغف

Image title

« عندما نمرض فإن آخر ما نريده من الآخرين هي الشفقة من الآخرين ,لأنها تزيدنا مرضاً بل نريد الإثارة لأنها تزيدنا قوةً وإيماناً وعلاجاً.»

فقرة الاستماع : Marry The Night OR On The Floor

4.1 الإثارة في حياتنا

الجنس , الشغف , الهوايات , القراءة , الموسيقى , الفن , الرياضة , اللعب , المسلسلات والأفلام , الاهتمامات , الأكل والطعام , السفر والترحال , الكتب , الأصدقاء , الرحلات.

من بين أكثر الأمور التي تعزز من قوة أرواحنا في الحياة هي الإثارة والغرائز الروحية التي خلقنا الله بها ,عندما يأتي الأمر للإثارة أخبر الجميع بأن يذهب للجحيم لاتدع أحدا يملأ عليك ماذا تفعل وماذا تصنع خذها ببساطة ماتراه أنت مناسب لنفسك ولشخصيتك ويثري روحك ويملأ قلبك بالمتعة السليمة افعله انطقه أنت مسؤول عن حياتك ولا أحد غيرك وقل للغير بأن يذهب للجحيم. 

إذا كنت تحب القراءة خطط لقراءة العديد من الكتب ولاتلقي بالاً بالنقد السلبي من المحيط إذا كنتي تحبين الحياكة والخياطة اذهبي الآن إلى المكتبة واشتري كل ما تحتاجيه لخياطة ماتريديه إنها حياتكم إنها اختياراتكم.« أفضل حب هو الذي يوقظ الروح، الذي يجعلنا ننتطلع و نطالب بالأكثر، الذي يزرع النار في قلوبنا و يجلب السلام إلى أذهاننا. هذا ما آمل أن أقدّمه لك إلى الأبد!»« دعني أتغلغل في أعماق حياتك واحضر ورقة وإسأل نفسك ماذا تحب وماذا تريد والأهم ياعزيزي ماذا يثيرك ؟   »

4.2 الشغف

« وحده الشغف، الشغف بالأمور العظيمة، يستطيع أن يسمو بالروح إلى مقامات عالية جدا.!»

إنه التعطش لأمر ما , إنه التوق والافتنان بالشيء واللهفة له إنه الطموح العالي والوله الراقي والجنون الخيالي , إنه الشغف!. يجب على الإنسان أن يبحث عما يحب عما هو شغوف به حقاً عما يريد هو حقاً أن يفعله لا عما يتوقع منه العالم أن يفعله.الشغف مستمد من مشاعر الحب وإنه في الحقيقة يختلف من شخص لآخر فأنا لست قادراً إيجاد شغفك في الحياة ولكنك أنت الوحيد –وأكرر- أنك الوحيد الذي يعلم كيف يعثر على شغفه , فإن عثرت علي فنصيحتي الوحيدة لك هنا "اتبعه".


خاتمة :

الحياة هي عبارة عن محطة قطارات كل محطة تأتي إليها ترفعك إلى مستوى جديد , وما يسبب لك الألم والمعاناة الآن من المستويات الجديدة في حياتك - وبخاصة أشد المعاناة- يبين لك مدى نوع القضايا التي جهزتها لك الحياة قبل أن تولد عقوداً من الزمن .في النهاية إذا لم تتحكم في معالجة نفسك من الآن فإن الحياة يا عزيزي ستمرضك وإذا لم تتحكم في برمجة عقلك فإن شخصاً آخر سيفعل ذلك وإذا لم تؤمن أنك قادر على شفاء نفسك بنفسك فأنت لم تعرف نفسك بعد. ربما تعتقد الآن أن العالم مظلم وشرير غير أن عليك التوجه إلى محطتك الأولى دائما : أن الله خلق العالم وأنشأه على أفضل صورة أراده أن يكون لنا مكاناً رائعاً وصالحاً , جميلاً وبراقاً ونقياً وإلا ما كان ليخلقه في الأساس. صحيح أن جميعنا نواجه المشاكل. لكن يجب أن نؤمن إيماناً تاماً وراسخاً بأن هذه المشاكل وُجدت لتقوينا لكي نُعالج من أنفسنا عندما نفكر بتلك الطريقة فسندرك حتماً أنه ما من شيء خُلق سدى وما من شيء يستحق أن نُزهق من أرواحنا لأجله. تذكر دوماً وأبداً أنه "عليك دائما أن تفكر بطريقة إيجابية"  جملة إن طبقتها في حياتك فستغنيك عن عشرات الكتب التطويرية وأعلم أن الرب يحبك وتذكر "أن روح الله في داخلك" وأعلم أنني كتبت كل هذا فقط من أجلك أنت. إلى هنا تنتهي سطوري. وإلى هنا أقول إلى اللقاء في وقت آخر انتهى هذا المقال لكن من يعلم لربما هنالك جزأ ثانٍ ونهائي له حسب التفاعل رأيك يهمني جداً , شاكر لك حسن القراءة.