ويأخذني الشعور إلى معانٍ خفية، وأفضالٍ جليلة، ونعمٍ لا تقدر!
فنحن نتذكر تماماً ذلك المعلم الذي علمنا الأبجدية، منذ أن درجنا من طفولتنا
ونذكر ذلك المربي الرائع الذي أسدى إلينا معروفاً نلامسه فكان له بصمة لا تنسى في مراهقتنا، ونكن معروفًا لمن أهدى إلينا كتاباً ..
وذلك المعلم الجليل الذي طوّقنا بمعروفه فأرشدنا وعلمنا في دنيانا وديننا.. ونوقر ونحترم تلك المعلمة التي بدرجة أم حين تابعتنا في حفظنا ومراجعتنا ..
وذلك الذي كان معك وأعانك ووجهك في مستقبلك ..
وأشياء أخرى ..
لكن !
ماذا عن أولئك الذي نصبوا أنفسهم دونك ..
فكانوا رفاق على الرفاق، فكلما رأوا على وجهك غمّة كشفوها ، وفي داخلك حسرة أزالوها ، وعلى جسدك هموم أسدلت عليك سترها بادروا فنزعوها ؟ كانوا محاجرك وخنادقك، حموك بدروع سابغات
ماذا عن أولئك الذين رأوك مكروبًا مكسورًا، طريدًا شريدًا فكانوا بوصلتك تجاه ربك
أقاموا ليلهم بالدعاء لك، وأقاموا نهارهم بالعمل معك، حتى قرّبوك منه وأعادوك له،
ماذا عن هؤلاء الذين رأوا فيك الخير وأنت هائم على وجهك بلا خطط ولا خرائط، وقد رأوا عورة قلبك فستروها، هؤلاء هم طوق النجاة
ماذا عن هؤلاء الذين رأوك وقد نزل بك الضر، و وأمطرت الدنيا عليك بالظلم، فعجزوا عن رفعه عنك فرفعوا كفهم لك، وبكوا وحنوا عليك!
ماذا عن هؤلاء الذين كلما قاموا لرب العزة، أو فعلوا خيرًا أخذوك معهم، أو جعلوا لك من صدقاتهم نصيب!
ماذا عن هؤلاء الذين جمعوا بين أدب العلم، واللين معه فإذا ما طلعت عليه شمس النّهار استحثّوا خطاهم يدعون الناس إلى الله ، حتى إذا فاءت للغروب استحثّوا أيديهم يدعون لهم الله ..!
أؤلئك مصابيح الدجى بحقّ ..❤️
ليسوا والله بأقلّ حقاً ممن أهدى لك كتاباً، أو عطراً وقد تنسى معروفهم ..!
لكنهم الرابحُ الأكيد والوحيد.
حيث بدونهم نحن لاشيئ هباءة، لا معنى لنا في الأرض ولا ذِكر لنا في السّماء..نتقلّب ونَلعق رمضاء التجارب.. هم من يحرسون إغماضة عينك ويقفون على ثغر قلبك، هم تلك النعم التي قادها الله لك على هيئة بشر، تلك أفضال الله عليك هي أشياء لا تشترى هي هبات الله فإياك وردها أو نسيانها
هي معانٍ لاتكتب فاحمد الله يزيدك، وقرب لمولاك فإنه يريدك ، وقف ببابه يعطيك