لقلب تائهه،  وعينان بكت، ونفس ظُلمت، وروح كسيرة، لحاجتك وفقرك، لكل ما أهمك.. 

لكل وقت وقفت فدعوت الله له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير..

لك الله الصمد، يجبر كسرك، يبرأ كسرك، وينصرك على من ظلمك، يبدئ ويعيد، هو الوحيد الذي إذا أعطى أدهش وأفاض،

فهل تعرف أحدًا أعطاه رب العالمين بقدر مسألته وحسب؟ بل هو رب كريم يعامل السائلين بكرمه، وغناه وسعته.. لا بقدر مسألتنا وحاجتنا نحن!

انظر في حال أيوب لما ناداه "‏فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ" 

فكم من عطاء بعد تصبر منك عظيمًا جارفًا لا يقف بوجهه شيئ، 

وانظر كيف نصر الله رسولهﷺ بـ(رعب)ألقاه في قلوب أعدائه، 

وكيف أخرج يونسﷺ من بطن الحوت بدعوة 

" لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" 

أم هل كان زكرياﷺ يتخيل حين سأله ودعاه أن يهبه ولدًا ليس له سَمِيًّا! بعد يأس أهله وكبره سنه! 

وهل كان يتخيل نوحﷺ أن الله سيغرق الأرض بدعوة منه! 

أم كان يتخيل موسى ﷺ أن الله يشق البحر له

وانظر كيف كيف رفع الله نبيه عيسى وحفظه! 

وكيف أهلك الله الظالمين بدعوة الأنبياء والصالحين عليهم في كل زمان ومكان والله الرحيم يجيب البار والفاجر، ويعطي الجميع

أخرج أصحاب الغار الثلاثة وزحزح عنهم الصخرة..بدعوة

والله العظيم قبل الوفاء من السحرة حين سجدوا سجدة فكيف بك وأنت تدعوه وتسجد له

الله الغفور غفر لبغي سقت كلب! 

فكم من لطف أوصله إليك فيما مضى..وكم من خير تتقلب فيه الآن.وكم من رزق فاض عليك من الرزاق الكريم..وكم من دعاء أجابه لك..وكم من باب فتحه لك.. كم من بلاء صرفه عنك..وكم من دمعة وفقك إليها، وعبادة دفعك إليها، كم من أفواج نور هطلت عليك وبصّرتك يوم كنتَ تائها في الظلام..‏كنتَ مضغة صغيرة في رحم والدتك، رعاك بدون علم منها وبدون سؤال منك، ثم كبرت وصرخت وناغيت وخطوت، رعاك في كل أحوالك، يتركك الآن وأنت تسأل وترجو؟‏

إن الاختبار الحقيقي ليس في كربك ولكن في حسن الظن بالله، ولن يكون ذلك وأنت في سعة ورغد من العيش. بل حين يشتدّ عليك البلاء: ما أنتَ صانع؟ ما ظنّك به؟

فإن أسأت  الظنّ به وتظنّ ألّا مخرج من كربك.. فأعلم أنك في كربٍ أشد من كربك

الله  وحده يفتح مغاليق الأبواب ويملكها ويدبره، بيده الخير كله فسأل هو، وتعبد إليه ببلائك، وأعلم أن كل مايؤذيك من المخلوقين أقصى ما يفعلوه إرادة الله فيك، ولوشاء ربك ما فعلوه، فالزم بابه، الله الذي نصر من قبلك هو نفسه الذي تلجأ إليه، سبحانه لاتغيره الدوائر

قدر الله عليك الكرب ، لتلجأ وتعود وتناجي وتسأل الله وحده ، ثم يقدر عليك الفرج، فلا تأمل الفرج من غيره.. الشيطان سيود لو أنك تهزم وتفقد بوصلتك تجاه ربك، ليظفر بك، ويفت من عزمك فإياك إياك! إزرع في قلبك التقوى، فالتقوى هي فرج المكروب، وقف على باب الملك مفتقرًا إليه، وهو الغني وجلًا مماكان، مستحضرًا ذنبك، عالمًا أنه الغفور، المجيب 

ثم اعلم أن الدنيا كلها ولو كان السماوات والأرض قد أطبقن لو أراد الله حفظك لأخرج سليمًا من بينهما... واعلم أن سهام الليل لاتخطئ، وغدًا يفتح الله عليك وتكبر تكبيرات الفرج ألا إن فرج الله قريب