بقلم: محمد دومو
الانسحاب
فهمت القصد، وفهمت معاني السكوت المفعم بالتعابير، لست بغبي، ولا انا من صنف الحمير، كل الظروف تجر لهذا أو أكثر، ولكنني فضلت الانسحاب بهدوء، كيفما أريد.
هذه دنياي ولا من أحد آخر يمتلكني سوى نفسي، فلها كامل التصرف بي كيف ما تشاء وأنا لها بالمطيع..
سأعيش لأجلها، وسأعيش الحياة كيفما أريد، غير مبال بعواقب الانسحاب..
جربت الكثير من تعاليم الانسجام، لكن القدر كان اقوى من وتيرة الانسجام. هذا القدر الذي يجرني إليه دائما، وانا في مغالطة نفسي، تراني أحزن عندما يضيق صدري من العناء.
صديقي هون علي قليلا وانا امشي، مشية المنهزم في ساحة الوغى..
أنا لست بمنهزم! ولست بفائز ايضا!
وإنما أنا الآن انسحب بهدوء تام، لتستريح اطبال اذني من ضجيج عدم الانسجام. ويستريح قلبي ايضا من عذاب المد والجزر لهذا الانشطار المتكرر.
صديقي خذ قسطا من الراحة وفكر في الذي احاول صياغته بالتعبير، وتمعن جيدا في الكلام، ولا تحاول أن تقنع نفسك بالمحال. فهذه الدنيا حرية واختيار، وانصحك الا توهم نفسك أنها تدخل ضمن الاقدار..
بدأت الانسحاب و كلي شوق لأيام مضت حيث حصل أو خيل لي ذلك الانسجام. ولكن لابأس من هذا وذاك، المهم الآن أنني عشت ذلك الزمان ولا يهمني إن كنت موهوما، لكن الدرس ومعانيه كانتا قوية عليا بعض الشيء، وما من مخرج لي الآن سوى التأقلم والانسجام.
ثم أصبحت على إثر ذلك أتذكر كل تلك الأيام الماضية، يوما بعد يوم لكن بطريقة سريعة وكأن كل الأزمنة الماضية، اختزلت في رمشة عين. لقد تخلصت حينها من وطأة الزمان.
فأنا الآن أعيش الحاضر بنسبية الزمان النفسي وليس ذاك الفيزيائي الممل الغير صالح لمن يعيش بلا انسجام.