بقلم: محمد دومو
عشق الكتابة
خطرت ببالي فكرة التحدث عن تجربة الكتابة معي، وما لها من فضل على حياتي في هذه الآونة الاخيرة، سواء منها اللغوية التعبيرية، والاخرى المعنوية بالخصوص. لقد كنت في ما مضى، أتخوف من كتابة نص، أو مقال كيف ما كان نوعه، وها أنذا اليوم، اكتب دون عناء او أي نقص من كل هذا وذاك، وهذا هو اجمل احساس قد يشعر به أي إنسان وهو يكتب مقالا، أو شيئا من هذا القبيل.
أنا الآن اغازل الكلمات والحروف، واعتدت على فعل هذا بنوع من التحدي، تحدي قد جعلني أتذوق طعم هذه الكتابة بنوع من المتعة، لأصنع من هذه الكلمات والحروف السالفة ذكرها جملا تتناغم في ما بينها، وتتشابك عباراتها لتصبح نصا جميلا، هذا الأخير قد أعطاني شيئا من الحيوية، والمرونة في التعبير عن ما أحس به، وأتدرب على عدم ارتكاب أخطاء كثيرة في النحو والإملاء وحتى في المعاني المصاغة على شكل نص مقبول، وبتعبير شيق وجميل، يجعل القارئ مشدودا حتى النهاية، ليمتع نظره او مسامعه بتعبير يغدو نحو وجهته المرجوة سلفا، بسلاسة وتنظيم محكم وكأنه الماء يشق طريقه بلا عناء خاضعا لمجموعة قوانين طبيعية متناغمة في مجملها، أو كقطعة فنية لرسام ماهر يعرف خلطة الوانه بدقة غير متناهية، أو ملحن متمكن من جميع أنغام تحفته الفنية، وبهذا فالكتابة فن أيضا، وتعود على الاستعمال الجيد للكلمات، دون خوف ولا ملل من استرسال هذا العمل النبيل، دائما وأبداً دون انقطاع، و ليبقى تعليق القارئ هو آخر شوط من هذه العملية الجميلة، والمهم هنا من هذه الكتابة، هو ذلك الإحساس المهول والفريد، وانت تكتب موضوعا ما، احساس لا يمكنني ان اعبر عنه ببضع كلمات معدودة، وحتى ولو اجتمعت كلمات الدنيا كلها، فلن أقدر على التعبير عن هذا الإحساس الرهيب و العميق، ولكن لابأس من ذلك، ولا تتعجل علي صديقي القارئ عن ما اريد قوله هنا، لتتعرف عن مكامن الكتابة وما تخبئه من اسرار، المهم عندي من هذا التمرين ان اشعرك وانت تقرء مقالي هذا، بان القراءة والكتابة خصوصا، هو اعضم شيء قد تفعله في هذه الدنيا، ليفيدك طبعا انت الاول على عدة مستويات.
منها ما هو عملي، والآخر ادبي وتعبيري وأخيرا وليس آخرا، ما هو نفسي وهذا هو أهم شيء في الكتابة..
بحيث الكاتب تراه دائم النشاط والحيوية، فلا يصاب بالاكتئاب أبدا، او اذا ما احسنت التعبير، فإنه لا يمرض، وان حصل ذلك، فلن يأخذ المرض منه الكثير، لأنه من وجهة نظري، قد يعتبر محاربا بقلمه، صامدا لكل عقبات هذه الحياة بأفكاره وتعابيره، فما أعظم الكتابة يا عزيزي القارئ..
وهكذا اكون بهذا النص المعبر قد حاولت كتابة كل ما اردت قوله في مقالي، ولك كامل التصرف ان اردت انت الاخر ذلك، وأوصيك خيرا، يا أيها القارئ اللبيب، أن تبدأ في الكتابة خطوة خطوة، ولا تتسرع، ومن الآن، وسترى بنفسك كل ما قلته لك في مقالي و تكتشف ما لم أستطيع قوله...