بالرغم من طول فترة الحسرات و تكاثر الازمات بانواعها النفسية و الاجتماعية و المالية و المهنية و غيرها و بالرغم من شداد النوائب و تكاثر الهالات حول الانسان و ارتفاع المعيقات و العقبات بجانبه يبقى الامل و التفاؤل خير الحلول و اجداها نفعا و صلاحا.

فقط التوكل على الله و تعليق الامال على رحمته ثم الاعتماد على النفس و سبل التفكير لمصلحتها هم جميع ما يرقى بالانسان و يتجه به نحو بر الامن و الامان.كثير من الامثلة الحياتية من الواقع و من مطالعاتي و قراءاتي القليلة او الكثيرة كانت دروسا لا تنسى يجب على كل من كان ان يستفيد من صمودها و نجاحاتها حتى يقبل على التفاؤل و الطموح و يعمل على تحقيق المطالب و الامنيات بخطوات متانية و تدريجية و يحذو حذو هذه الشخصيات و يصل الى ما وصلت اليه.

زهراء القبيسي-المراة التي تم تسريحها عن عملها بسبب الازمة التي يشهدها لبنان منذ اشهر قليلة-فتحت مشروعا مصغرا صناعيا كمبادرة فردية و بدات مرابيحها في ارتفاع تدريجي و لم يعرف وجهها عبوسا و لا اسى ولا ياسا اثناء صرفها عن المؤسسة التعليمية التي تعمل بها.و تم استدعاءها من مختلف وسائل الاعلام حيث تحدثت بكل طلاقة لسان و بكل نفسية مشبعة بالامل و الفرح و السرور مما جعلها موضوع مدح و اعجاب و محبة من قبل الكثيرين الذين خصوصا يبحثون عن شعاع منير من ضوء مصباح وسط غرفة حالكة الظلمة.بهذا قد سمعت عن زهراء و تعرفت اليها تماما من خلال قصتها التي يمكن ان تضاف الى مجموعة قصص الناجحين في الحياة و مسيراتهم...بهذا احببتها و اصبحت اراها مصدر الهام منير لي و مثالا رائعا يمكنني ان احتذي به في مواجهة ازماتي و عقباتي و سبيل صعودي نحو الرقي و النهوض.ولاذكر اكثر...روعة هذه المراة الكادحة و الفصيحة لا تضاهيها صورة اخرى من الشخصيات النسائية العالمية.بل حتى ميشيل اوباما ولا بيريجيت ماكرون ولا بروني ولا حتى الملكة رانيا يمكنهن الوصول الى المقارنة بين مراتبهن و القابهن بقوة و صمود و عزم زهراء قبيسي و قدرتها على التحدي الصعب و تخطي مرحلة الفشل و اثاره و متركاته...

هذا ما جعلني اؤمن تماما بضرورة التفاؤل و عدم الاستسلام لنوائب الدهر التي تقع على راسي و ما جعلني ايضا احمل في فكرتي ان البسمة الدائمة و توقع الخير و تجنب التفكير في السقوط و الحزن و الفشل الذريع و التحسر على نفسي و حياتي المكدرة اصبحوا جميعا واجبا و ضرورة حتمية يجب ان التزم بهما و امضي في اتجاههما مهما كلفني الامر و اشتد بي الحرج.

اصبح علي مراجعة نظام تفكيري و تخيلي و اصبح علي مراجعة نظام تعاملي مع كل مشكل يقع لي مهما كان نوعه.و الاهم من ذلك صار من واجبي الازم ان اتذكر ان في الوجود اله يرعى الناس و يوجد معهم و فوقهم و اينما حلوا و اينما كانوا وهو قادر على كل شيء ولا يستحي ان يضرب بعوضة فما فوقها وهو الذي بيده كل شيء.ايضا صار من واجبي ان اتذكر ان الحياة الدنيا قصيرة و لا تستحق ان نغضب فيها او نحزن او نياس.لانني فعلا دائما ما تكون الحياة لصالحي بالرغم من عديد المشاكل التي تعترضني ثم لا تلبث الحلول ان ان تفرض نفسها و ترفع عني الحمل الثقيل و تخرج بي من سجن الاحزان و الالام ولا تلبث اوطاري ان تنفذ و تقضى و تتحول الى الكينونة.ما الذي بقي بعدئذ من شيء لاحزن لاجله او اتحسر عليه؟

في صيف السنة الماضية رسبت في سنتي الدراسية التي انقضت و كنت مهددة بترك الدراسة نزولا عند رغبة كثير من افراد عائلتي و كنت وقتئذ فتاة شابة ايلة للسقوط كان عليها فقط العمل لتفاهات اصبحت جزءا من الحياة اليومية لمعظم الفتيات و لامور عادية بديهية يراها كثيرون منهم والدتي و شقيقتي الصغرى اساسا و ركيزة رئيسية في حياة المرء.و لكن و الحمد لله بقوة قراري الفردي و تعويلي على اقتراحاتي و حلولي الذاتية تم تسهيل الظروف لان اعود للدراسة و اعيد مزاولة الدراسة بالسنة الاولى بمستوى الماجستير.و اخذت طريقة مراجعتي في تغير تدريجي الى ان اصبحت خصوصا في هذه الايام اراجع بطرق ملائمة و ناجعة و اصبحت احاول سنح كل ما اوتيت من مجال من الوقت واسع مراجعة ما درسته خلال السنوات الماضية الى جانب مراجعة دراساتي الراهنة.ايضا قد عثرت على فتى رايت انه يمكنه ان يصبح شريكا لحياتي و قد كان هدية من الله لي.فالعلاقة العاطفية بيني و بينه قد ابتدات منذ سنة و نصف.اصبحت احمد الله ايضا على انفراج مشكلتي النطقية في اللغات و عادت لغتي الانقليزية الى التحسن الكلي و بدات في تعلم عديد العبارات و المفاهيم الجديدة التي تساعدني على الطلاقة و الكفاءة فيها و بدات قدرتي الشفاهية فيها ايضا في تحسن و تزايد.وذلك بعد فترة طويلة من التلكك عند النطق و القراءة بها.بل اصبحت لغتي الانقليزية احسن و افضل من ذي قبل.ايضا منذ شهرين او اكثر بقليل و انا اتلقى دورات تكوينية في مدرسة خاصة للغات الاجنبية تحضيرا للتدريس بها و العمل بها كاستاذة للغة الانقليزية و التي بها ساسترزق عن قريب بعد طول فترة من الفشل في المهن التي تمارس عبر الانترنات من اشهار و تسويق و لم استفد منها بشيء يذكر و لم اخرج منها باية مصلحة على طول الوقت الذي اضعته فيها بحثا عن المال الذي يلبي اهم احتياجاتي و مطالبي.

و بالرغم من التذبذبات و مقاطعة اعمالي التي احيانا ما تتعمدها والدتي الا انني اتجاوزها بمواصلة المراجعة فيما تبقى لي من وقت و ذلك بفضل ترك والدتي لعادة مناشزتي لاجل شؤون البيت لتفسح لي الظروف الكافية للدراسة و المراجعة.لهذا اصبحت على امتنان لها...

لحسن حظي..تجري الرياح بما تشتهيه سفني و انا لا اعي.غالبا ما تسخر الظروف بالرغم من صعوبة بعضها لاجلي و انا لا ادرك.فعلي اذن ان احمد الله على كل شيء منحه لي و اعطاه اياي و احسن استخدامه و تسخيره لصالحي.عرفت منذ قليل انني يجب ان اعيش حياتي مزهوة بنفسي مرفوعة الراس عالية المعنويات لا يشوبني حزن ولا تعيقني عائقة و لا يكدرني مكدر ولا يضعفني مضعف.عرفت ضرورة ايماني بان النجاح لا يليق الا بي و القوة لا تؤخذ من غيري و ان انهياري استحالة ازلية و سقوطي من غير الممكن.

فقط..فائدة لي و لغيري العمل بالقاعدة الشاملة لكل شيء"الحياة هي فن الممكن"لتجنب التفكير و القاء البال لاخفاقات لا تكون الا في سابع المستحيلات.فالحياة..كل ما تحتاجه فقط هو التفاؤل و توقع الاحسن من الاحداث و مواجهة كل المشاكل و الهموم بابتسامة قوية و شجاعة نابعة من قرارة النفس تفاديا للانهيار و الضعف.سلاح العبد المؤمن قلبه القوي و ارادته القاهرة.و الله على كل شيء قدير.وان قالت القبيسي انهم لا ينهارون فانا ابدا لا انهار..

شيماء**