اقتربي مني اقتربي، انظري كيف هو وجهي وستعرفي كل الذي افقده، كل الذي أحبه، كل الذي اخافه وأبغضه، أحبك حقًا، ليس لأنك الأرض ولا لأنك الحياة، بل لأنك السبيل والنجاة...

والله إني آتي متأخرًا تنقصني الأوصاف، آتيك مقصرًا، لم تنصفني الأسقاطات ولا الاستعارات... انتي الرفع الذي لاينكسر و مد لا يعرف الجزر وانتي سماء تحضن البدر، لاتعرف هلال او ذبول، عيناك مشرقة، لاسيما منتصف الليل، تجعل النجوم تختفي من الخجل والشعر مترامٍ على الكتفين، كأنه امواج لانعكاس القمر، يحصنها الهواء ويميل كي يسندها الشجر، اذا مدت يدها لتأكل من التمر، تسابقت التمرات على فمها، كل واحدة تقول ليتني بتلك الحلاوة أظفر، حبيبتي تفتن الملائكة وتجعلهم لها تبعًا!

إن عبست فكأنما قد خسف القمر، رغم الكسوف تظل تتأمله بإيمان وعجب... اما عن حديثها فهو وحي ونبوءة، يخرج من فمها كجواهر من نور، الحبر والورق والشعر صبيان لها محسنين ، يتسابقوا على برها وهم لبعضهم ثوبًا ورقعته!

حبيبتي إن بكت سكتت السماء وجلست تراقبها، تقول ليت الله يطفئ انعكاسي ولا يعبس لها وجهًا، ثم أتت الشهب باكيةً،يقلن (جعل الله بنا عنها)، يذبل الورد، يميل الشجر، وتعتم النجوم ألمًا، حزنين من عبوس سيدتهم! حتى تضحك فكأنما من الموت بعثوا، كأنهم لم يجدوا في حزنها ما لأجله يتنفسوا.

-ضرير.

-الجمعة.

-6/6/1441.

-31/1/2020.