يوم بعد اخر تتكشف ألأدوار الخبيثة لأصحاب الجلالة والمعالي والسمو العرب بشان سعيهم المحموم للتفريط بكل مكتسبات الامة العربية,وتأتي في مقدمتها الحركات الفلسطينية المسلحة التي قال عنها عبد الناصر بأنها انبل ظاهرة عرفها العصر الحديث,فعملت جاهدة وعلى مدى عقود على رفع الضيم عن الفلسطينيين وإزالة الكيان المغتصب لفلسطين والذي جاء بقرار بريطاني(وعد بلفور),بريطانيا التي لم تغرب عنها الشمس يوما وكان ولا يزال لها نفوذا واسعا على ممالك وعشائر العرب الذين كانت تحتلهم ومنحتهم استقلالا شكليا لتتحكم في مصائرهم بالخفاء عن العالم.

لقد تمت تصفية عبد الناصر في ظروف غامضة,كما تم تصفية العديد من القيادات الفلسطينية,لم تعد فلسطين شأنا عربيا,بل تركوا اهلها وشانهم وتقاطروا الى العم سام لإبرام اتفاقيات ثنائية لاسترداد اراضيهم المغتصبة,بدءا باتفاقيتي الذل والعار (كامب ديفيد) مرورا باتفاقية (وادي عربة) ولا تزال مسرحيات الخنوع والانبطاح للعدو مستمرة على ركح الوطن العربي,حيث الاتفاقيات الاقتصادية والسياحية والأمنية وإقامة العلاقات الدبلوماسية معه.

لقد عملوا (الحكام العرب)جاهدين وبكل ما اوتوا من قوة على تصفية القضية الفلسطينية,حيث عمدوا الى اخراج الحركات الفلسطينية من دول الجوار لئلا يشكلوا مصدر ازعاج للكيان الصهيوني ولينزعوا من الفصائل فكرة استرداد الارض المغتصبة,فكان اجبار ابوعمار على الخروج من بيروت الى تونس,بمثابة الخنجر المسموم الذي دقه المتصهينون الناطقون بالعربية في صدر كل فلسطيني ولتستمر معاناة الشعب الفلسطيني.

لم يكتفي الحكام العرب بذلك بل استطاعوا الوصول الى الدائرة الاولى في منظمة التحرير الفلسطينية التي استطاعت في فترة الكفاح المسلح ان تنتزع الشرعية الشعبية والعربية والدولية واعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني,ظل ابوعمار وحيدا في وسط قيادة تم شراء ذمم غالبيتها,رفع غصن الزيتون وأطلقت حمامة السلام بدلا عن البندقية,فكانت اتفاقيات اوسلو المذلة المفرطة في كل الحقوق الفلسطينية ومؤتمر مدريد للسلام في الشرق الاوسط,ومن ثم بيع فلسطين في سوق النخاسة وللأسف في بيروت العروبة.قتل ابوعمار او مات مسموما لم يعد الامر يعني الكثير,فالمحيطون به ادرى بكل شيء,وبالتالي لم يطالبوا بإجراء تحقيق في الموضوع؟!.

عقب الاعلان عن صفقة القرن طلب ابومازن اجتماع طارئ للجامعة العربية,تنادى وزراء الخارجية في لمح البصر,حضر الرئيس الفلسطيني صحبة فريقه المفاوض(ليس للتحرير بل للتفريط بالمزيد),سرد على الحضور انجازاته (خيباته) وفريقه منذ الخروج من بيروت,وانه ومعاونيه وُعِدوا باسلو بان تكون هناك دولة فلسطينية تقام على 22% من فلسطين التاريخية, ومنذ اسلوا تضاعفت المستوطنات بالضفة بحيث اصبحت بؤر استيطانية تمزق اوصالها,متصلة فيما بينها بطرق التفافية اشبه بالفسيفساء,يصعب معها قيام كيان مستقل.

قال محمود عباس بأنه يتحدث بصراحة امام الحضور,وبأنه اخبر ترامب(تارة يعتبره صديق وتارات بأنه غير حيادي ولا يمكن الوثوق به) بان الدولة الفلسطينية المزعومة يريدها منزوعة السلاح,فهو لم يعد يؤمن بالكفاح المسلح وانه يريد بدل الطائرة الحربية والدبابة اقامة بعض البنى التحتية للشعب الفلسطيني ليعيش بسلام,من هنا لا نستغرب ورود عبارة دولة منزوعة السلاح في (الصفقة) بل هي تلبية لرغبات الرئيس الفلسطيني ومن خلف الزعماء العرب.كما سيتم اقتطاع 6% منها متمثلا في غور الاردن الذي يمثل السلة الغذائية للقطاع,اي ان فلسطين الموعودة في احسن الاحوال ستكون خمس المساحة التاريخية.

السؤال الموجه للرئيس الفلسطيني ومساعديه ورفاقه من الزعماء العرب,أ لأجل هذا قدم الفلسطينيون ومن ورائهم شرفاء الامة العربية,آلاف القتلى(في نظرهم ليسوا شهداء) والمعوقين ناهيك عن ملايين النازحين,تبا لكم من قادة,فمن يتنازل عن الارض لم يعد له عرض او شرف واجزم بأنه (العرض)منكم براء,براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

الجامعة العربية,باعت فلسطين للكيان الصهيوني بثمن بخس وقدمت العراق وليبيا وسوريا واليمن,على طبق من ذهب للغرب لاستعباد شعوبها ونهب خيراتها.

على الشعب الفلسطيني ان يخرج في مظاهرات عارمة تزيح الطبقة السياسية التي باعت الارض وما عليها وما في جوفها لأجل تحقيق مصالح الاعداء,فالنصر يصنعه الشجعان في ميادين الجهاد,الخنادق والبنادق لا الفنادق.