بقلم: محمد دومو
الجمال!
استحضرت في يوم من الأيام كلمة الجمال، فقلت في نفسي ما هو الجمال ياترى؟
الإجابة على هذا السؤال صعبة جدا، لأنها مرتبطة بمجموعة أشياء اخرى ارتباطا قويا لا يمكن التحكم فيها بهذه السهولة.
فيها ما هو ثقافي، واعتقادي، واجتماعي..الخ
لذا سأتناول هذا الموضوع من زاوية أخرى مختلفة، عساي اصل الى تحديد شبه نسبي لهذه الكلمة او لهذا المعنى الشائك، انطلقت هذه المرة، من شيء قبيح في ثقافتنا، وحاولت التأمل فيه بنوع من السفر، سفر بالخيال والتأمل الى درجة قصوى، أستطعت ولو للحظة عابرة الخروج من هذا العالم وثقافته، أو من هذا المحيط، بشكل نسبي بعض الشيء، وكلي تركيز على هذا الشيء (القبيح)، وحاولت أيضا أن أتصارع مع فكرة القبح الراسخة في ذاكرتي.
وما هي إلا بضعة ثوان من صراع و تأمل تام، حتى اصبحت ارى جمال هذا الشيء القبيح يتلألأ أمام أعيني، وبشكل واضح لا يقبل الجدال في ذلك، وكأن الشيء القبيح سالفا تحول في رمشة عين الى آخر جميلا، وهنا بالضبط اقتنعت ان جملة من أشياء أخرى تتحكم في أذواقنا بشكل مرهب دون أن نعرف ذلك، حينها تحولت رؤيتي للأشياء، وأصبحت ارى جوهر الشيء وليس مظهره المزيف. هذا المظهر المتحكم فيه بدوافع عدة ومنذ القدم.
هناك أمور جميلة غير ظاهرة، ولكن باستطاعة المرء أن يراها إذا ما هو أراد ذلك! لان كل الاشياء في هذه الدنيا لها جمالها، إلا اننا نحن معشر البشر الذين صنفنا الأشياء على هوانا، وكيف ما اردنا ذلك، لأغراض باطنية غير معروفة، ميزنا جمال شعب عن شعب آخر بدوافع عنصرية محضة، فهذا الجمال المعروف في أوساطنا إذن، من وجهة نظري، ألا خلفية صراع ثقافي لا اقل ولا اكثر من ذلك. فالجمال إذن هو الآخر نسبي في هذه الدنيا.