كتاب " شهقة" من تأليف الكاتب والشاعر الفلسطيني   "حمزة عوض العلبي"، يتناول الكتاب الجانب العميق في روح الإنسان حيث ترجم "حمزة" المُر والحدث بلغته الخاصة، وسرد تلك اللحظات التي يصعب على الإنسان التعبير عنها بشكل سلس ومؤثر، كما تفنن في الخروج عن النص والمبالغة في السرد  الذي جعل النتيجة خيالية.

أما وصف الكتاب فهو يتميز ما بين السرد والغموض، ودقة الحال، وإتباع العقل الناقد، والخروج عن النص تلك أصعب أنواع الكتابة، والتي تتطلب أعلى درجات الوعي والانتباه إلى الكلمة، كما تميز بعدد من الصفحات الشعرية وأسلوب السجع والرثي، تتراوح عدد صفحات الكتاب  ما بين 170-180 بواقع كتابة تسع أشهر مكثفة.

 حمزة عوض العلبي

هو محامي وشاعر وكاتب لا يتجاوز الثانية والعشرين من العمر وبالرغم من ذلك استطاع أن يحقق كتابه الأول صدى واسع بين القراء، وبه شعر بشذى النجاح في ثنايا روحه، حيث أن الشعور بالنجاح عند تحقيق الحلم ليس بالأمر السهل لأن ذلك يحتاج إلى شخص يعرف ما يريد ومدرك لما هو آتي عليه، ومن الجدير بالذكر أن هذا المزيج من النجاح والتفوق لم يهبط على قلبه في ليلة وضحاها حيث بدأت فكرة هذا الكتاب تضيء في عقله  في يناير من العام 2019 ، وذلك بسبب أفكاره وأشعاره الكثيرة التي  كان بحاجة إلى  أن تتجمع  في كتاب ، والتي جاءت من رؤيته للأحلام التي تضيع من أبناء شعبه.

عرف حمزة عن نفسه  في كتاب شهقة بهذه الطريقة:

"فلسطيني عزفتُ بوخزةٍ على وتر شهقة، انا العشرينيُ الراقص مع الحرب حين ولوا بالفرار هلعاً، لقد بالغت في المعتاد، وخالفت المخالف، وانتقد المنتقد، وإستثنيت المستثنى، وأجبرت الخاطر المجبر، حفظت السر في عهد نقضان العهد، صنت الغيب في قرار طعن الظهر، خضت صراعا حين تفشى الحنين بالتبعثر، وكل ذلك كان ربيعي ذاته موعد تساقط ورق الأقحوان".


التوفيق والنجاح ليس لهم ظروف معينة إنما هي الرغبة المشتعلة والجدية في العملقال تعالى: (إنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا). صدق الله العظيم

سر نجاح "حمزة"  هو ثقته بقدراته وعزته بنفسه، فلم يأخذ العزة من أحد بل جعل لذاته مرآة، ولم يسمح لنفسه بأن ينكسر أمام أي عقبة واجهته، لأنه يدرك تماماً أن الله لا يحب العبد المكسور، والسر الآخر هو شغفه العميق للكتابة  والشعر فبهذا استطاع أن يُكون بينه وبين الفشل مساحة من المستحيل  له أن يتجاوزها حتى لو تراكمت جزيئات الخوف في عقله، لأنه يعمل على تنظيف ركامه المعنوي باستمرار.