خلال الثلاث سنوات الماضية كانت معالم الطريق تتضح لي يوما بعديوم بحثا عن مسلك او منظومة يجب الاستناد عليها في مواجهة الحياة متخليا عن السفينة التى كنت اشق عباب البحر على ظهرها.
وهنا تبدأ مرحلة خاصة في وسط هذا المحيط الهادئ و المترنح و الهائج و يبدأ السوال: الي أين يمكن أن اتجه، فالافق في كل الاتجاهات يبدو ازرقا متدرجا يخالجه البياض وبعض قفزات الأسماك والجزر الخاوية.
ربما تجد قاربا يشق طريقه فتتبعه إلى وجهته الا انك لا تجد تلك الوجهة رائقة لك وتقرر الانطلاق من جديد وهكذا ما تزال تتبع شيئا ما حتى تصل إلى وعي كاف بالجلوس وسؤال نفسك ماهو هدفي؟ ماهي وجهتي؟ حيث يتضح في نهاية المطاف أنه يجب للإنسان ان يكون له هدف يسير نحوه ليركز جهوده وينظم وقته وموارده ويحافظ على جودة حالته النفسية و الذهنية.
وهذا السؤال هو بحد ذاته هدف ينطبق عليه جزء كبير من شروط صحة الهدف الوضوح ، الواقعية و الطموح.الا انه ليس محدد الأجزاء بمعني انك لا تملك خطة واضحة لكيفية تحقيقه، وبالرغم من ذلك يجب عليك الخوض في طريق الوصول إلى وضع أهدافك
لعلي هنا اساعدك قليلا في توضيح وتحديد الطريق واخذك لمكان أعمق، فكيفية معرفة الخطة للوصول الى معرفة هدفك يحتاج إلى عمق ابعد مما يصبغ عليه هذه الفترة- التقط هدفا وانطلق- ويجب أن تكون حذرا في طلب المساعدة. ودعنا نعود إلى نقطة البدايه، فالمثل يقول عندما تضيع عد إلى القاعدة. في مرحلة ما عندما تقرر الانطلاق خلف قارب اخر إلى وجهته تتبعا واعيا- ولا اتحدث عن التقليد الاعمي- ألا تلاحظ ان الهدف تنطبق عليه الشروط بشكل جيد مع اتفاقنا على ان الخطة لتحقيقه نسخ لصق، ولكنك عندما تسلك الطريق تجد نفسك غير مهتم بالمتابعة وان طموحك تجاهه بدأ يخبو وان الاستمرار فيه رغم تحقيق بعض النتائج لايبعث فيك الرضى وقد تصل إلى الوجهة ولكن ماتلبث الا ان تقرر الترحال من جديد
" مالذي حدث و لماذا؟؟
كما اسلفنا في الذكر شروط الهدف هي الوضوح و الواقعية و الطموح و ان يكون محدد الأجزاء. هنالك شرط يحتاج التركيز عليه بشكل أكبر وهو الواقعية وهو يعني أن هدفك يجب ان يكون قابلا للتحقيق.
القابلية هنا تكون على بعدين:
الأول هو البيئة الخارجية
الثاني هو البيئة الداخلية،
والأخير هو المسبب الرئيسي لما يحدث غالبا لك
وماذا نعني بالبيئة الداخلية؟
نقصد بذلك كل مايجول في عقلك سواء كنت تعيه ام لا، وتشمل الأفكار و المعتقدات والإرث الثقافي والمبادئ والقيم. وهنا يكمن مربط الفرس الذي يجب عليك فهمه .
إذا لم يكن هدفك متفقا مع القيم الخاصة بك فلن يكون الهدف ذا نفع لك لأنه لايخدم الهدف الأسمى من بلوغه وهو شعورك بالرضى حتى ولو تم تحقيقه فإن نفسك ستثور في النهاية او ستدخل في حالة من الإرهاق و الكآبة ومحاولة الهروب
السؤال الان هو: كيف يمكنك معرفة قيمك؟
باستخدام سلسلة لماذا؟ مثلا:
- ماذا تريد أن تصبح؟.
- اريد ان اصبح مشهورا
- لماذا؟
-حتى اصبح غنيا.
لاحظ انه استخدم قيمة الشهرة للوصول إلى قيمة أخرى وهي الغني وهنا يمكننا فهم ان قيمة الغنى هي الدافع و الشهرة ماهي إلا وسيلة وليست قيمة شخصية.
هناك ما يقارب الـثلاثين قيمة، وأن قيم الإنسان الاساسية يجب الا تتجاوز الخمسة قيم وهي القيم التي يستخدمها لمطابقة أهدافه معها. اذكر لك منها
- الانجاز المستمر
- الشهرة
- الروحانية
- الأسرة الراقية
- الصحة
- مساعدة الاخرين
- الصداقة
- البيئة السليمة
- العمل الصالح
- التنمية
- الحياة الكريمة
- السلطة و النفوذ
- المكانة الاجتماعية
- المرح
- العلم العميق
- التطور
- استثمار الوقت
- الانتاج الوفير
- الحب
- الغنى
- الاستقلالية
لكن دعني انقلك الان الى بعد آخر أكثر إتساعا،
هل للمجتمع قيم يجب الالتزام بها ام لا؟
ماهي القيم الاسلامية التي بني عليها مجتمع المدينة؟
وهل نعي ماهي هذه القيم؟
فقيم المجتمع هي المنظومة الاساسية التي يبنى عليها لتضبط قيم الفرد بقيم المجتمع وهي الحرية و العدل و مبدأ المساواة المبني على قوله جل و على ( إن أكرمكم عند الله اتقاكم).
ومتى ما كانت منظومة قيم المجتمع مبنية بشكل غير جيدة فإن قيم الافراد لن تكون مضبوظة للارتقاء بهذا المجتمع وتحقيق الرخاء و التطور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://www.youtube.com/watch?v=4Zh6PGOimEU مصفوفة القيم