إلى حبيبٍ راحل، الذي سكن التراب، وفارق الأحباب.. وبقي بعيدًا عنا 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته طاب مساؤك يا ابن الإسلام، لست أدري إن كانت هذه هي الرسالة الأولى التي تصل إليك هذا اليوم ، ولست أدري إن كانت الدعوات تقبل وتصل ولكني على كل حالٍ أتمنى أن تكون في عافية، أعلم أنكم في شوق شديد إلى سماع شيء من أخبارنا ، ومعرفة بعضٍ من أحوالنا ، وأعلم أن القليل من ذلك سيصنع فارقاً كبيراً بالنسبة إليكم.

كما أنني بحاجة كذلك إلى أن أخاطبكم حقاً ، وأتمنى أن أسمع حال أهل القبور، وأتمنى أن تشعرون بصوتي وصدى أحرفي وأنتم تقرأون كلماتي هذه، حسناً لا بأس أمضي بين القبور وأقف كثيرًا وأرى كل الذي ماتوا وسبقونا فأتذكر كيف من أحببناهم وربط الله على قلوبنا حين تصدعت للفراق، وكذلك أذكر كل الذين فارقونا في أفراحي وانتصاراتي أليس من الجميل أن نُشرككم في أفراحنا ومباهجنا ونشعر بوجودكم من بيننا بهذه الطريقة اللطيفة ؟ ما عدت أرى الموت إلا استكمال حياة مع الله أتمنى من كل قلبي أن يكون قبوركم جميلة حقاً وأتمنى لو وهبتكم أفراح الدنيا ولكنني على ثقة أن الرحيم أعطاكم ماهو خير حين متم على هذا الدين بثبات وإن كنا والله مشتاقين كثيراً ، و كلّ شيء يذكّرننا بكم .. خاصة في لحظات ضعفنا، ولحظات تعتريني خوفًا من تلك الوحدة في القبور، إلا ثقتي أن الله الذي قبض أحب خلقه محمد صلى الله عليه وسلم، فأقول مات من أحب إلي من نفسي.. أقرّ الله عيني فيكم كما ملأتم قلوبنا بالخير لا كبا بكم مركب ، ولا أوحشكم مذهب ، آنس الله ظلمتكم ، وأظلم الله ظالمكم ، وقرّب الله بعدكم ، وأبهجنا بكم وأبهجكم بنا في دار السلام... 

اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين