واخيرا اعلن ترامب عن رؤيته لحل قضية الشرق الاوسط,بالتأكيد الاعلان لم يكن مفاجئا لأحد ,ترامب كان الاكثر جرأة من غيره ,له معرفة تامة بخفايا الحكام العرب,اهانهم في عقر دارهم, ذكرهم بأنهم لولا امريكا لما بقوا في السلطة ولو اسبوع واحد,وبالتالي عليهم الدفع عن يد وهم صاغرون,اعترفوا بالكيان المحتل ضمن مؤامرة الارض مقابل السلام(مقررات بيروت المخزية) والنتيجة لا ارض ولا سلام,بل الى قضم المزيد من الاراضي,وإقامة مستوطنات لإسكان آلاف اليهود من كافة اصقاع العالم.

الرئيس الفلسطيني يقول لم يعد بالعمر اكثر مما مضى وبالتالي لن اعترف بالصفقة,ترى ما الذي قدمته السلطة للفلسطينيين؟ لقد مضى على اتفاق اسلوا (المذل)ما يقرب من الربع قرن,ما الذي جناه الفلسطينيون؟ لقد عملت السلطة كحارس امين لكيان العدو,ولم تنطلق رصاصة واحدة من الضفة الغربية باتجاه الصهاينة,بل اعتبرت الصواريخ التي تنطلق من غزة بأنها عبثية!,أ لا يعتبر ذلك استخفافا بتضحيات الفصائل المقاومة للاحتلال؟,لسنا هنا في وارد التخوين ولكنه ارتضى لنفسه بان يكون رئيسا لدولة على الورق,تستجدي العالم الصدقات لتسيير امورها,بينما المستفيدون هم اركان الحكم,فاصبحوا من الاثرياء يملكون الدارات والعمائر والشركات,بينما الشعب يعيش في فقر مدقع.

العرب وبالأخص عرب النفط ولأنهم صنيعة الاستعمار ولا يقوون على مخالفة اوامره,عملوا جاهدين على الاجهاز على الفلسطينيين,عملوا علاقات سرية وعلنية مع الكيان,تبادلوا معه الانخاب,ما يجعل المواطن يشك في اصول هؤلاء الذين يتحكمون في مصيره.

ترامب الرئيس الذي يدعن له كل العرب,اعلن ضم الجولان السورية المحتلة وكذا القدس الموحدة عاصمة للعدو,البعض اصدروا بيانات خجولة وآخرون كأن الامور لا تعنيهم,بالتأكيد يعرفون قدر نفسهم فلا داعي لإثارة الرأي العام فقد تنقلب الامور عليهم ويتسببون في نقمة سيدهم ترامب عليهم ويحدث ما لا يحمد عقباه.

لقد مهد ترامب لصفقة القرن بمؤتمر عقد في البحرين,في حال الموافقة على الصفقة فانه سيتم تخصيص مبلغ وقدره خمسون مليار دولار(يتبرع بها عرب النفط) لإحداث بعض المشاريع في الاراضي التي سيتخلى عنها الصهاينة للفلسطينيين.

وبعد,ها قد تم الاعلان عن صفقة القرن لدولة مقطعة الاوصال منزوعة السلاح حدودها ليست مرسّمة(هلامية الشكل اخذة في الانكماش)شانها الامني يقع على عاتق الاحتلال الصهيوني وليس لها اقامة اية تحالفات خارجية مع اي كان,ومصادرة حق العودة لفلسطينيي الشتات,بل انه على الدولة المزعومة ان تعترف بيهودية الدولة الاسرائيلية (ترحيل عرب فلسطين داخل الخط الأخضر48 الى الدولة الجديدة لتسهيل القضاء عليهم عند الضرورة),وقد يرتفع المبلغ المخصص للاعمار الى مائة مليار وبالتأكيد سيكون النصيب الاكبر للمفسدين من عرب وفلسطينيين.

ماذا بإمكان السلطة الفاسدة المحتجزة (قيد الاقامة الجبرية-اراديا) في رام ان تفعل؟ لقد خسرت كل اوراقها,لم يعد ينفع التنصل من اتفاقية اوسلوا لأنها سبب وجودها في رام الله وقد يلقى بها خارجا,اما عن فك الارتباط الامني,فان الكيان سيتولى ذلك بنفسه,فهو على علم تام بعدد المنخرطين في المؤسسة الامنية الفلسطينية وكمية ونوع الاسلحة لديهم.

المؤكد ان بعض الحكام العرب وبتواطؤ مع الفلسطينيين الذين باعوا ضمائرهم,قد ساهموا بشكل كبير في وأد القضية الفلسطينية. أ لا يدرك هؤلاء(الحكام العرب والساسة الفلسطينيين ) انهم اصبحوا على قرن ثور منذ اجتماع مدريد,بلد الثيران.

التعويل على الشعب الفلسطيني وقواه الحية المتمثلة في الفصائل المسلحة وبمساندة من احرار العرب والمسلمين,للأخذ بزمام المبادرة ,ليس لإفشال الصفقة بل لإقامة دولة فلسطينية على كاملا التراب الفلسطيني يعيش فيها الجميع بمختلف اعراقهم وأديانهم سواسية امام القانون